الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

القرية الفرعونية.. رحلة في قلب النيل لاستكشاف حضارة مصر القديمة

على ضفاف النيل، شُيّدت «القرية الفرعونية» لتجذب الأنظار ببوابتها الضخمة المنقوش عليها الرموز الفرعونية باللغة الهيروغليفية، معلنة عن نفسها مزاراً عالميا سياحياً استثنائياً.



بمجرد دخول السائح إلى القرية يشعر وكأنه استقل آلة الزمن وعادت به إلى آلاف الأعوام إلى ما قبل التاريخ، حيث التماثيل الفرعونية، والقطع التراثية ومقتنيات متنوعة متعلقة بالمصريين القدماء، ويوضح مدلولاتها مرشد سياحي يصطحب الزوار في جولاتهم ويعرفهم إلى ماهيتها وتاريخها.





موقع القرية الفرعونية كان في الأصل مزرعة لنبات البردي الذي استخدمه الفراعنة لصناعة الورق، وحولها مهندس مصري إلى جزيرة بحفر القنوات والممرات المائية وزراعة أشجار كثيرة؛ لتكون كالحاجز يفصل هذه القرية الفريدة عن مظاهر الحياة المدنية المحيطة بها ليتم افتتاحها رسمياً عام 1984.





القرية عبارة عن جزيرة طبيعية في النيل، على بعد 5 كيلومترات من وسط القاهرة، ويقوم أشخاص يرتدون ملابس كالمصريين القدماء بأعمال كالزراعة والصناعة وممارسة الشعائر الدينية الخاصة بالفراعنة، وشؤون حياتهم اليومية، مستخدمين نماذج طبق الأصل لأدوات القدماء، كما تضم القرية عدة متاحف ونموذجاً طبق الأصل من مقبرة توت عنخ آمون.





يبدأ الزائر رحلته بمركب يسير به في النيل بما يدعى القناة الأسطورية وعلى يسار المركب يوجد تمثال للإله الروماني «نيلوس» مع مجموعة من الأطفال كرمز للفيضان السنوي لمياه النيل وكثرة خيراته.

بعد المرور بشجر البردي وعدد من تماثيل الآلهة يمر القارب بالزوار وسط مشاهد حية من الحضارات التي مرت على أرض مصر.





وتصف المشاهد التمثيلية الزراعة بداية من مراحل زراعة القمح، وحرث الأرض بمحراث خشبي تجره بقرتان، كما يمر القارب بمشهد آخر وهو استعمال العسل للتحلية لعدم توفر قصب السكر حينها في مصر عن طريق خلايا النحل المصنعة من أنابيب.



وتتتابع المشاهد والمتفرج مأخوذ بعظمة هذه الحضارة مثل غزل الكتان المأخوذ من سيقان نبات الكتان، والذي صُنعت ملابسهم منه، ونرى مراحل الغزل بداية من تمشيط حزم الكتان على مشط خشبي كبير ثم نقعها في الماء لبضعة أيام وبعد مرورها بعدة خطوات يتم غزلها إلى خيوط على مغزل، ونسج الخيوط الرفيعة إلى قماش بواسطة الأنوال التي كانت أفقية ثم أصبحت رأسية مع دخول الهكسوس إلى مصر.





مشاهد أخرى تتوزع على أرض القرية وهي مجسمات لبيوت قدماء المصريين والذين تباينت أشكالها وأحجامها وفقاً لثروة ملاكها، فبيوت النبلاء كانت تتكون من طابق واحد تحيط به حديقة تضم بركة للوتس، وداخل المنزل هناك حجرات استقبال وحجرة معيشة، وعلى العكس يأتي منزل الفلاح المكون من غرفة واحدة تنام فيها كل الأسرة.





وتضم القرية مجموعة كبيرة من المتاحف مثل متحف المراكب الفرعونية، متحف التحنيط والطب المصري القديم، ومتحف الفنون والعقائد، كما توجد نماذج مصغرة توضح للزائر الفرضيات المحتملة لكيفية بناء الأهرام، إضافة إلى متاحف تاريخية مثل المتحف البطلمي، الذي يصور قدوم الإسكندر الأكبر إلى مصر، وتاريخ مصر تحت الحكم الإغريقي والروماني.





أما المتحف الإسلامي فيركز على الفن والتاريخ الإسلامي وإنجازات العلماء المسلمين، ثم متحف الحملة الفرنسية في مصر، ويعطي فكرة عن هذه الحملة على مصر بقيادة نابليون بونابرت.





وقالت مديرة العلاقات العامة في القرية الفرعونية راندا الشيخ، إن القرية استعادت نشاطها وعادت بقوة بعد فترة من التوقف بسبب جائحة كورونا، معلنة أن كل العاملين يلتزمون بالإجراءات الوقائية والاحترازية، ويتم التنبيه على الزوار بالالتزام بارتداء الكمامة طوال وقت الزيارة حفاظاً على سلامة الجميع.

وأضافت أن القرية تعمل على مدار 3 عقود ونصف لإثراء المعرفة الأثرية لزائريها، كما تمكنت من تنشيط الحركة السياحية، ونشر الوعي المعرفي بالحضارة المصرية القديمة، مؤكدة أن القرية تنظم عروضاً تنشيطية بأسعار مخفضة في المناسبات، بهدف تنشيط حركة السياحة.