الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

تنوّع قياسي في جوائز الأوسكار هذه السنة.. والفضل للجائحة

تنوّع قياسي في جوائز الأوسكار هذه السنة.. والفضل للجائحة

تسعى جوائز الأوسكار هذه السنة، من خلال الحضور البارز لذوي البشرة الملونة في ترشيحاتها، أو من خلال وجود نساء وذوي أصول آسيوية بين المتنافسين على لقب أفضل مخرج، إلى تحقيق أرقام قياسية على كل مستويات التنوع، وليس فقط بفضل الجائحة التي أدت إلى تغييرات في خطط هوليوود.

ولا شك في أن أحد عوامل هذا التغيير كان الإصلاح الذي شرعت فيه الأكاديمية التي تمنح الجوائز السينمائية الأمريكية الأهم، سعياً إلى توسيع تنوّع تركيبة أعضائها بحيث تعكس المجتمع على نحو أفضل.

ورأى الممثل الأمريكي صاحب البشرة السمراء دواين بارنز «سوسايتي مينيس 2» في مقال عبر موقع «ديدلاين» المتخصص، أن جوائز الأوسكار هذه السنة ستبقى في الذاكرة «نظراً إلى كونها السنة التي تحققت فيها التغييرات الموعودة التي اعتُمِدَت قبل 6 سنوات، عقب حملة #أوسكارز سو وايت (الأوسكارات بيضاء جداً).

وثمة فرص كبيرة ليفوز بجوائز أوسكار الأحد كل من الممثل الراحل تشادويك بوزمان وزميلته «ما رينيز بلاك باتم» فيولا ديفيس والممثل دانيال كالويا عن دوره في «جوداس أند ذي بلاك ميسايا»، والكوري الجنوبي يوه جونغ يون عن دوره في «ميناري». أما الأمريكية من أصل صيني كلويه جاو فهي الأوفر حظاً للحصول على جائزة أفضل مخرج عن فيلمها "نومادلاند."

وأُطلقت حملة #أوسكارز سو وايت في يناير 2015 على الشبكات الاجتماعية للتنديد بكون الغالبية الساحقة من الذين فازوا بالجوائز تلك السنة من المرشحين البيض الذين اختارتهم أكاديمية مكونة أساساً من رجال أنغلوساكسونيين كبار في السن.

وتحت الضغط، أقرّت الأكاديمية عام 2016 بأن 93% من أعضائها الذين كان عددهم يبلغ 6000 حينها كانوا من البيض، وبأن 76% منهم ذكور، متوسط أعمارهم 63 عاماً. وأعلنت إثر ذلك مضاعفة عدد النساء والأعضاء من الأقليات العرقية بحلول عام 2020 لضخ دماء جديدة في صفوفها.

وأوفت الأكاديمية بوعدها الصيف الفائت، وباتت الهيئة التي تتولى التصويت لجوائز الأوسكار تضم نحو 33% من النساء و19% من «الأقليات ذات التمثيل المنقوص» (1787 في المجموع).





بعد أوسكارز سو وايت، برزت حركات تطالب بتعزيز التقدير لدور المرأة في كل المهن السينمائية، أمام الكاميرا وخلفها، ووفّر لها ما كشفته قضية هارفي واينستين.

ولاحظت مؤسِسَة موقع «أووردز ديلي» المتخصص في الجوائز السينمائية منذ عام 1999، ساشا ستون، أن «كل هذه الأمور أدت إلى اهتزاز شجرة جوز الهند. وقد حصل ذلك للمرة الأولى هذه السنة، نظراً إلى أن الجائحة أدت إلى تأجيل الإنتاجات الكبيرة، ما ترك المجال مفتوحاً أمام الأفلام الأخرى».

وقالت لوكالة فرانس برس: "تبيّن أن كثيراً من هذه الأفلام هي لمخرجين ذوي بشرة ملونة ولنساء."

وفي ظل إغلاق دور السينما وتحول الجمهور إلى مشاهدة الأفلام في المنزل عبر منصات البث التدفقي، شكّلت هذه العوامل «مزيجاً مثالياً». وتضيف ستون "لم يعد يوجد سوى الأفلام وأهل السينما وبات بإمكانهم أن يفعلوا ما يحلو لهم بعيداً من هاجس شباك التذاكر."

وأكد عالِم الاجتماع المتخصص في تمثيل الأقليات في وسائل الإعلام دارنيل هانت من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس أن الإقبال على منصات البث التدفقي خلال الجائحة «كان بالتأكيد من العوامل»، إذ "لوحظ أن التنوّع في الأعمال التلفزيونية ازداد بشكل أسرع بكثير مما في السينما."

وأضاف هانت الذي يدير كل عام منذ 2014 دراسة عن التنوع في هوليوود أن نجاح منصات الفيديو على الطلب ساهم في تقديم مجموعة من الأفلام إلى الأكاديمية أكثر تنوعاً بكثير مما هو مألوف، وقد ترجم ذلك في الترشيحات.



بالنسبة إليه كما بالنسبة إلى ساشا ستون، لن يكون التقدم الكبير الذي حققته الأكاديمية مذهلاً بالقدر نفسه في السنوات المقبلة، لكنه لا يعتقد أن "الوضع يمكن أن يعود إلى سابق عهده."

ورأى أن «كل شيء يسير في الاتجاه الصحيح، فالأكاديمية مستمرة في تعزيز التنوع وقد اعتمدت معايير جديدة لفئة أفضل فيلم روائي»، يُتوقع أن تعزز اعتباراً من سنة 2022 حضور الأقليات العرقية والنساء والمثليين في الأوسكار، سواء أكان دورهم على الشاشة أو وراءها.

ولكن هل سيكون ذلك كافياً لتغيير هوليوود ككل؟

أملت ساشا ستون في ذلك، لكنها أشارت إلى أن «الجوائز السينمائية منفصلة اليوم فعلياً عن شباك التذاكر»، لكنها اعتبرت أن صناعة السينما تسعى قبل كل شيء إلى "كسب المال."