عاد عالم الفيزياء النظرية الراحل ألبرت أينشتاين إلى الحياة افتراضياً عبر منصة بشرية رقمية أعادت خلق مظهر وصوت العالم الشهير.
وبلهجة ألمانية تتحدث النسخة الرقمية بنبرة ناعمة وودية متمتعة بنفس روح الدعابة التي قيل إن أينشتاين الحقيقي يمتلكها لتجيب على أسئلة المحاورين، حول العلم وحياته وعمله وأهم نظريات الطبيعة وفي مقدمتها نظرية النسبية الشهيرة التي غيرت مفاهيم الزمان والمكان والجاذبية والكون.
وذكرت صحيفة ديل ميل أن إنشاء هذا الابتكار تم بواسطة UneeQ، وهي شركة مقرها نيوزيلندا وأوستن متخصصة في «البشر الرقميين»، ويتزامن الإصدار مع الذكرى المئوية لجائزة أينشتاين في الفيزياء.
ويعد أينشتاين الرقمي، مثالاً على الذكاء الاصطناعي التجريبي، وهو التطور التالي للتفاعل بين الإنسان والآلة، والاستفادة من البشر الرقميين لدفع سلوكيات وتفاعلات الشخصية إلى ما هو أبعد من المعاملات وإلى أحاسيس ومشاعر هادفة.
ويمكن للعالم الكبير أينشتاين، المدعوم بالذكاء الاصطناعي، اختبار معرفة الفرد في مجموعة متنوعة من الموضوعات، أو إجراء محادثة شخصية حول أعمال حياته وأبحاثه.
وعندما سُئل أينشتاين عما إذا كان السفر عبر الزمن سيكون ممكناً يوماً ما، قال: «نظرياً، نعم. في يوم من الأيام سوف نفهم كيف يعمل السفر عبر الزمن، ومع ذلك، سيتطلب ذلك آلة زمنية بحجم الشمس، لذا لا أعتقد ذلك في أي وقت قريب».
على الرغم من أن التكنولوجيا مسلية، إلا أن شركة يونيك تقول إنها صممت أيضًا لتوفير «وجه وشخصية ودودة لأولئك الذين يعانون العزلة المستمرة والوحدة التي شعروا بها خلال العام الماضي من جراء وباء كوفيد - 19».
ويقول داني تومسيت الرئيس التنفيذي للشركة إنه يمكن لأينشتاين الرقمي، التواصل مع الناس بطريقة طبيعية، باستخدام المحادثة والتعبيرات البشرية والاستجابات العاطفية لتوفير أفضل تحاور يومي نأمل أن يحدث فرقاً في حياة الناس".
وتُحدث المنصات البشرية الرقمية موجات تفاعلية هائلة في عالم التكنولوجيا، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي أكثر تقدماً وقوة - ويصدر عدد من الشركات إصدارات مختلفة مثل برنامج «البشر الرقميين» الذي طرحته الشركة المبتكرة لألعاب الفيديو الشهيرة «فورتنايت».
وتوفر البرامج الذكية مؤثرات ومحسنات عديدة مبتكرة لجعل الشخصية الرقمية أقرب إلى الطبيعة مثل العشرات من تسريحات الشعر وأنواع الأذن وظلال الشفاه، ما يسمح للمستخدمين بإنشاء شخصيات ثلاثية الأبعاد تتحرك وتتحدث كما لو كانت بشرا- ويمكن إكمال كل ذلك في أقل من ساعة.
كما كشف موقع MyHeritage الإلكتروني للأنساب عن أداة جديدة عبر الإنترنت يمكنها تحريك الصور القديمة لأفراد الأسرة المتوفين.
وتستطيع تقنية Deep Nostalgia التقاط أية صورة وتحريك وجه الشخص مع نتائج واقعية ومقلقة بشكل غريب، أثمرت شخصيات تاريخية أعادت لها الحياة رقمياً مثل الملكة فيكتوريا ملكة إنجلترا، والأديب الساخر مارك توين، ورائدة التمريض الحديث أو «سيدة المصباح» فلورانس نايتنجيل.