يحتفل المصريون كل عام بيوم شم النسيم في اليوم التالي لعيد القيامة عند المسيحيين، الذي يوافق هذا العام الاثنين 3 مايو، ويقع كثير من رواد السوشيال ميديا كل عام في الخلط بين هذا الاحتفال الفرعوني والعقيدة المسيحية أو عيد الفصح عن اليهود، والذي يتوافق مع يوم خروجهم من مصر هرباً من فرعون وجنوده.
ويعود هذا اليوم إلى الحضارة المصرية القديمة، حيث اعتبره قدماء المصريين قبل أكثر من 4 آلاف عام، بداية جديدة لميلاد الكون وانطلاق موسم الحصاد، ففي هذا التوقيت من العام تتفتح الورود وتزهر النباتات ويصفو الجو إيذاناً بالبدء الفعلي لفصل الربيع.
وتتعدد مظاهر الاحتفال بهذا اليوم في مصر، حيث اعتادت الأسر الخروج للتنزه وتلوين البيض وأكل البصل والسمك المملح «الفسيخ»، وهي عادات مارسوها منذ آلاف السنين.
كما تعود عادة تلوين البيض في هذا اليوم إلى اعتقاد المصري القديم بكتابة أمنياته على البيض ووضعها في سلال أمام المنازل ليحقق الإله هذه الأمنيات، وترتبط البيضة أيضاً بالإله «بتاح»، إله الخلق عند قدماء المصريين كرمز لخلق الحياة من الجماد، ورغم أنه كان من الشعائر الدينية آنذاك إلا أنه تحول مع الوقت إلى رسوم وزخارف على البيض قبل تناوله في هذا اليوم.
وتوارث المصريون جيلاً بعد جيل احترام البصل واعتباره علاجاً للأمراض، وهي عادة منتشرة حتى اليوم، وكذلك تناول السمك المملح الذي يطلق عليه «الفسيخ» وهو من الخيرات التي يجود بها النيل على المصريين.
ومن الأطعمة التي يحرص المصريون على تناولها أيضاً في هذا اليوم، الخس والحمص الأخضر، الذي يرمز إلى امتلاء الثمرة في إشارة إلى موسم الحصاد.
وترجع تسمية هذا اليوم إلى الكلمة الفرعونية «شمو»، التي تعني الحصاد، وأضيف إليها كلمة «النسيم» للدلالة على بداية فصل الربيع.