الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

المتحف الوطني اللبناني.. حارس على الذاكرة وشاهد على الحرب الأهلية

اعتلى المتحف الوطني اللبناني منصة فنية افتراضية عكست واقع مبنى يختزن كل مآسي الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990 ويغزلها مع القطع الأثرية بداخله فيصبح حارساً للذاكرة.

وقدم مهرجان بيروت للأفلام الفنية الوثائقية مساء الأحد، سهرة عبر الإنترنت بعنوان (المتحف الوطني.. حارس الذاكرة)، بالتعاون مع المعهد الثقافي الإيطالي.

ونظمت مؤسسة المهرجان والقيّمة على المعارض أليس مغبغب هذا الحدث الافتراضي.

واختارت مغبغب المتحف الوطني كونه الشاهد على يوميات الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت 15 عاما.ً

والمتحف قائم في نقطة استراتيجية عرفت آنذاك بخط التماس الفاصل بين منطقتين لبنانيتين عرفتا الاشتباكات العنيفة.

وعرض المهرجان شريطين للمخرج اللبناني بهيج حجيج (المتحف الوطني.. تحدي النسيان) إنتاج عام 1996، و(المتحف الوطني.. إعادة إحياء) إنتاج عام 2016.

في الفيلم الأول يسبر المخرج أغوار الحرب الأهلية وجنونها وتأثيرها على اللبنانيين، ويصوّر المتحف الوطني من منظار عشرات اللبنانيين الذين عايشوه بطريقة مختلفة وكانت لكل واحد منهم ذكرياته مع هذا المكان المحوري.

وبحسب سيدة عاشت بالقرب من المتحف أيام الحرب الأهلية، كان اللافت عودة الحياة والاختناقات المرورية والحركة الدائبة لمئات المشاة ما إن تهدأ النزاعات العنيفة.

وتقول «لم يكن يمر أكثر من نصف ساعة على توقف القتال حتى تعود الحياة وكأن شيئاً لم يكن.»

وكانت تجربة المتحف بالنسبة إلى البعض الآخر مريرة جداً، إذ كان اللبنانيون شهوداً على موت الأبرياء في هذه النقطة القاتلة وعلى الذل الذي عاشه السكان ليحصلوا على القليل من البنزين أو ربطة خبز.

وقال رجل في الفيلم: «كان البعض ينتظر ساعات طويلة لينقل له أحدهم من المنطقة الثانية القليل من البنزين أو الخبز لإطعام عائلته.»

قدم المخرج شهادات غنية إنسانياً حول منطقة المتحف التي شكلت شبكة التقاء للثراء الإنساني، إذ إنها جمعت أشخاصاً من مختلف الطوائف والطبقات الاجتماعية من أغنياء وفقراء.

ويركز الفيلم الوثائقي على الكنوز الأثرية في المتحف وإعادة ترميم المبنى إبتداء من العام 1995 عندما أجمع اللبنانيون على هذا الرمز الذي يجسد هويتهم وإرثهم وآمالهم.

ويذهب المشاهد في رحلة شاعرية تصحبها موسيقى المؤلف اللبناني زاد ملتقى في الطابق السفلي في المتحف الذي بقى مقفلاً حتى عام 2016 وهو مكرس للفن الجنائزي ويمتد على مساحة 700 متر مربع.

أما الفيلم الثاني فيواكب عملية ترميم وإعادة تأهيل المتحف بعد انتهاء الحرب الأهلية في عام 1990.

وقالت مغبغب: «العمل عبر الإنترنت أصبح اليوم جزءاً لا يتجزأ من العملية الإبداعية.. وأنا بطبيعة الحال أريد أن أواكب التطور وأن أكمل المسيرة الثقافية والفنية».

وتابع: «الانهيار الشامل الذي يمر به لبنان اليوم اقتصادياً وسياسياً أشبه بإفلاس كامل. ومع ذلك لن نسمح لأحد بأن يمس الثقافة أو أن يلغي دورها. الثقافة هي كنز.. ومن أجل الحفاظ على هذا الكنز يجب أن نقاوم.»

وبعد العروض نُظمت جلسة حوار عبر منصة (زوم) مع القيّمين على العمل انضم إليها المخرج بهيج حجيج والمديرة العامة للهيئة العامة للمتاحف آن ماري عفيش والاختصاصية في الترميم إيزابيل ضومط سكاف وأكثر من 100 مشاهد من مختلف البلدان.