الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

فنانون ومنتجون: تحليل آراء رواد «السوشيال ميديا» بوصلة الدراما الجماهيرية

فنانون ومنتجون: تحليل آراء رواد «السوشيال ميديا» بوصلة الدراما الجماهيرية

أكد عدد من المخرجين وصناع دراما استطلعت «الرؤية» آراءهم أن ساحة السوشيال ميديا تشهد محاكمات ساخنة لمسلسلات وبرامج رمضان سواءً بالتعليقات أو بالصفحات المتخصصة بعمل مراجعات وتقييمات، لافتين إلى أن الجمهور يبقى الحكم دوماً في منح هذه الأعمال صك النجاح أو درجة الفشل.

ولفت منتجون ومخرجون إلى أنهم يستفيدون من هذه التعليقات والتقييمات على السوشيال ميديا على تنوعها وتباينها بين الإيجابي والسلبي، لأنها تمنحهم فرصة لتطوير أعمالهم المستقبلية، خاصة تلك الآراء المتعلقة باختيار الفنانين والمشاهير، وحبكة القصة والأحداث، على نحو يحول «السوشيال ميديا» إلى مؤشر وبوصلة دالة على توجهات الجمهور، وشريك في صنع النجاح، لا العكس، لا سيما فيما يتعلق بالدراما الموجهة لشرائح عريضة من الجمهور.





انتقادات متنوعة

ويرى المخرج والمنتج علي المرزوقي أن الانتقادات عبر منصات التواصل تنقسم لنوعين: إما من الجمهور أو من النقاد المتخصصين، وقال إنه «على الرغم من قلة آراء النقاد إلا أنه يجب الأخذ بآرائهم بطريقة أو بأخرى لما يفيد العمل والتجارب الفنية المستقبلية، أما الجمهور فتنقسم آراؤه لأنواع مختلفة منها المثقف والواعي ومنها الذي ينتقد انتقادات غير بناءة، وبطبيعة الحال تكون هناك آراء مختلفة وعلينا أخذها بعين الاعتبار لتحسين الأعمال».



الجمهور الحكم

فيما يقول المخرج أسامة موسى إن التقييم الرئيسي لأي عمل فني حق من حقوق الجمهور، فهو الحكم الرئيسي من خلال المشاهدات والآراء المتداولة، حول التقنيات والنجوم ومحتوى القصة والأداء.

«وقد تسلط آراء الجمهور الضوء على نقاط الضعف في العمل فتمنحنا فرصة لتفاديها مستقبلاً، وبذلك تتحول نقاط الضعف إلى قوة في الأعمال المقبلة، خاصة أن الجمهور لا يعلم طبيعة التحديات والمشكلات الإنتاجية مثلاً».

وأكد موسى أن انتقاد الجمهور لعمل ما سواء بالثناء أو الذم، يعني أن العمل حقق تأثيره المطلوب وجذب الجمهور لمشاهدته حتى وإن أثار الجدل، لافتاً إلى أن بعض صفحات التواصل الاجتماعي وقنوات اليوتيوب المخصصة لهذا النوع من المحتوى النقدي تقوم بنقد الأعمال وفقاً لمعايير فنية يتم تقييم العمل بناءً عليها، في حين أن هناك قنوات تفتقر إلى المهنية النقدية.





إحباط

ومن جهته، اعترف المخرج هاني الشيباني بأنه يصاب بالإحباط أحياناً من نوعية التعليقات والانتقادات التي يراها سواءً على أعماله أو أعمال الآخرين، والتي تتباين بشكل كبير بين آراء غير متوقعة وغير منطقية وآراء محبة ومعجبة بالعمل، ويقول: «أدركت مع الخبرة أن إرضاء الناس غاية لا تدرك وأن أهم شيء أن يكون المخرج أو صانع العمل مؤمناً بما يقوم به، كما أن التأثير السلبي للتعليقات أصبح أقل عما سبق، والبعض منها صار مفيداً بالنسبة لي».



تهمة مواكبة التريند

ومن جهة أخرى أشار حمدي عناني -صانع محتوى ومقدم برنامج «سينما حمدي» على «يوتيوب»- إلى أن الجمهور وصناع الأفلام والمخرجين «يتهموننا بتهمة غريبة اسمها الرغبة في مواكبة التريند بأي شكل من الأشكال، وبالمقابل لا يعلمون مدى الجهد المبذول منا لتقييم 50 عملاً درامياً خلال رمضان على سبيل المثال، ومشاهدة بعضها عدة مرات إن لزم الأمر».

ومن ناحية تقنية، لفت عناني إلى أن مسألة «التريند» يمكن شراؤها في أحيان كثيرة عبر بعض المنصات، مشيراً إلى أن تريند غوغل بعيد عن تشويه الآراء ولا يمكن شراء التريند فيه.

ويوضح أنه مع الوقت تعلم ضرورة تقبل اختلاف الآراء بالتعليقات، ووجد أنها خلقت منصة للجمهور للتعبير عن آرائهم، بغض النظر إن كانت سلبية أو إيجابية. «ومن جهة أخرى فإن تقديم مراجعات المسلسلات والأفلام على قناتي جعلني مع الوقت مصدراً موثوقاً به لتقييم الأعمال».

منصات للنقد

وقد برزت مؤخراً منصات على السوشيال ميديا لنقد الدراما والأفلام يتابعها الجمهور ويعتبرها مصادر موثوقة لمتابعة الأعمال الفنية، وهي تصنف وفقاً لتخصصها، فعلى سبيل المثال يحرص صانع المحتوى أحمد الحصري، في قناته Arab overthinking، على تقديم مراجعات ونقد للدراما والسينما المصرية.

وقد قدم فيديو بعنوان "أفضل 10 مسلسلات رمضان 2021"، حاز ما يزيد على 384 ألف مشاهدة، جاء خلالها مسلسل موسى في المرتبة الثالثة، والاختيار 2 في المرتبة الثانية، ونسل الأغراب في المرتبة الأولى.

وفي سياق متصل حول الدراما المصرية، يحرص صانع المحتوى أكرم ناجي على تقديم مراجعات مختلفة على صفحته على فيسبوك، ويقدم برنامج «الأسوأ في رمضان 2021» هذا العام، ويشاركه الجمهور في التصويت باختيارات الأفضل والأسوأ من خلال استبيان يضعه بكل حلقة.

وأشار ناجي في حلقته الثانية إلى أن «إعلان قطونيل هو أسوأ إعلان، وبرنامج العرافة على قناة المحور هو أسوأ برنامج، وفارس بلا جواز لمصطفى قمر، وأحسن أب لعلي ربيع في فئة أسوأ المسلسلات». وكشف بحسب التصويت أن ياسمين عبدالعزيز ويسرا ونيلي كريم قد أخذن أدواراً درامية زيادة على اللزوم بالسنوات الأخيرة.

أما في فئة الأفضل فلفت إلى أن طارق لطفي في القاهرة- كابول يستحق أفضل ممثل، وأحمد السقا في نسل الأغراب -على الرغم من سخرية الكثير من الدور الذي ظهر فيه- ومنى زكي في لعبة نيوتن، مشيرا إلى أن المسلسلات التي حققت «تريند» هي نسل الأغراب والاختيار 2.

وتقوم صفحة «أي تي سيريا» Et syria، وهي صفحة متخصصة يقوم على تغذيتها مجموعة من الشباب السوريين، بنقد ومراجعة الأعمال الدرامية السورية، على موقعهم الإلكتروني وكذلك صفحات الإنستغرام وفيسبوك.