الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

ناجي الحاي: أنا «دوم شباب».. وسيناريو حياتي لم يكن في الحسبان

ناجي الحاي: أنا «دوم شباب».. وسيناريو حياتي لم يكن في الحسبان

ناجي الحاي

وصف الفنان الإماراتي ناجي الحاي، نفسه بأنه يعيش مرحلة شباب دائم، حيث أكد أنه ما زال يشعر بأنه في مرحلة الشباب والقدرة على العطاء والإبداع والمشاركة في رسم الحياة الثقافية وخاصة الحركة المسرحية بشكل دائم، مهما اختلفت مراحله السنية، مؤكداً رضاه عما تمكن من تحقيقه بالفعل حتى الآن، رغم أن توالي الطموحات والأمنيات الكبار لديه، لا يتوقف.

وأشار إلى أن من أهم القرارات المصيرية التي اتخذها في مرحلة الشباب كان التخلي عن رغبته في دراسة المسرح بعد إتمام الثانوية العامة والتحول لدراسة الإعلام ثم الاتجاه لدراسة علم النفس، الأمر الذي غير مسيرته الحياتية المهنية والفنية، فيما أشار إلى أن العائلة وأهل الفريج، والأنشطة اللا صفية، هي بمثابة الثلاثي الذي أسهم إسهاماً كبيراً في تشكيل شخصيته، تماماً كسائر أبناء جيله.

«الرؤية» تسترجع ذكريات الحاي، وتعود معه إلى القرارات الأصعب في حياته، وإلى أي مدى مثلت فترة الشباب اللبنة الأساسية التي اتكأت عليها مسيرته الفنية والعملية الثرية.





تعتبر مرحلة الشباب من أهم المراحل الحياتية في بناء الإنسان، صف لنا أهم ملامح هذه الفترة، بالنسبة لك.

أعتقد أنني ما زلت أعيش مرحلة الشباب والحمد لله، ولكن بالتأكيد هنالك مرحلة يكون فيها الإنسان أكثر حيوية واندفاعاً وعنفواناً خاصة بالنسبة لي لأنني كنت أعاني من نشاط زائد ولا أستطيع التوقف عن الحركة إلا بالنوم. فمثلاً في المدرسة كنت أشارك في أغلب النشاطات المدرسية وخارج أسوارها مارست أنشطة رياضية عدة بالإضافة إلى اهتمامي بالقراءة منذ الطفولة، وربما مارست كل ما سبق بحثاً عن ذاتي وعن شيء ما بداخلي لم أكن أعرفه حينها واتضح لي فيما بعد أنه المسرح.





ماذا عن أبرز قراراتك المصيرية في مرحلة الشباب؟

قرار التخلي عن رغبة دراسة المسرح بعد إتمام الثانوية العامة والتحول لدراسة الإعلام ثم تركه لأنني لم أجد فيه ضالتي وتحولت إلى دراسة علم النفس، الأمر الذي غير مسيرة حياتي المهنية والفنية، فالحقيقة أنه أحياناً نوفق في اتخاذ قرارتنا وأحياناً نخفق فلا أحد يعلم ما المكتوب له، بالنسبة لي لم أكن أتوقع سيناريو حياتي بالتفاصيل التي عشتها، ولم تكن أبداً في حسباني، ولكنني في كل الأحوال سعيد وراضٍ بها.





ما هي أهم المؤثرات التي شكلت فكرك وشخصيتك؟

أعتقد أن أسلوب حياتنا السابق كان له تأثير في بناء شخصيتي لأننا كنا نحيا في بيئة اجتماعية واسعة جداً تشمل العائلة الكبيرة والأقارب وأهل الفريج، فالكل يشعر بالمسؤولية تجاه الآخر، كما أن التعليم لم يكن مجرد تعليم صفي بل حظيت النشاطات اللاصفية بكثير من الاهتمام فالرياضة بجميع أنواعها والفنون التشكيلية بأنواعها والموسيقى والغناء والمسرح والجماعات المدرسية مثل الكشافة وغيرها، كل هذه الأمور شكلت وصقلت شخصياتنا.

حقيقة أعتقد بأننا كنا جيلاً محظوظاً جداً بالخبرات المختلفة التي اكتسبناها والأشخاص الذين التقيناهم بالإضافة إلى القراءة والاطلاع والأهم من ذلك كله هو البحث عن المعلومة.

كيف كنت تتعامل مع الصعوبات التي تواجهك في مرحلة شبابك؟

لا أدعي أنني كنت أتعامل بحرفية في اتخاذ قراراتي فأنا إنسان عادي ولكن أعتقد أن التوفيق من الله وعدم التسرع والتفكير بهدوء واستشارة الآخرين أمور بالغة الأهمية في التعامل مع الصعوبات والمشاكل التي يمر بها الإنسان وهذه قيمة كان للمسرح فضل كبير علي فيها خاصة عندما توليت القيادة وتصديت للإخراج الأمر الذي جعلني أمام تحدٍّ بأني مسؤول عن كل صغيرة وكبيرة.





هل اختلفت نظرة شباب اليوم والتعاطي مع مستجدات الأمور عن نظرة جيل ناجي الحاي؟

بالتأكيد، الظروف مختلفة فلكل جيل زمانه، ربما نحن واجهنا صعوبات وتحديات مختلفة تماماً عما يواجه الشباب اليوم، فليأخذوا فرصتهم ويعيشوا زمانهم ويواجهوا تحدياتهم بأنفسهم ولكن عليهم أن يحرصوا على أخلاقهم.



ما هي نصيحتك للشباب لمواجهة الصعاب؟

أسلوب الحياة تغير فأغلب الشباب اليوم يرون أنهم ليسوا بحاجة لنصيحة أو لاستشارة الآخر وبالذات ممن هم أكبر منهم سناً رغم أنه، "ما خاب من استشار"، فلا عيب في ذلك فالرأي الآخر لا يعني فرض وجهة نظر وإنما أفق أوسع لذا أتمنى منهم عدم التضييق على أنفسهم في اتخاذ قراراتهم.