الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

«عروسة القمح».. عادة فرعونية ترمز للخير تعود من جديد

"عروسة القمح" عادة فرعونية قديمة ترمز إلى التفاؤل بموسم وفير من محصول القمح وهي العادة التي انتقلت إلى مصر القبطية أيضاً ويحتفل المسيحيون المصريون بصنعها في أسبوع الآلام وتُصنع من باكورة محصول القمح.





وجرت العادة أن تُعلق في مداخل المنازل مع بشائر القمح كل عام، وعادة ما يتم تركها طوال العام مُعلقة إلى أن يحل العام التالي فتصنع «عروسة قمح» جديدة لتُعلق مكانها.



وتلك العادة ظلت متوارثة لسنوات قريبة في ريف مصر وصعيدها إلى أن كادت تندثر إلّا أن الشاب المصري محمود جمعة من محافظة الفيوم يعمل على إحيائها في مدينته الواقعة في شمال صعيد مصر.



ويصنع جمعة في كل عام في موسم حصاد القمح عرائس القمح ويُهديها لأصدقائه المُسلمين والمسيحيين على حد سواء.





ويقول لـ«الرؤية»: «عروسة الحصاد هذه تعلمتها من خلال جدي فهو من (أهل ناس زمان) الذين عاشوا تفاصيل أيام زمان مُستمرين على عهد المصريين القدماء، ونادراً أن تجد من يصنعها هذه الأيام وهي ترمز للخير والإخصاب وتُشير إلى نجاح المحصول ووفرته».

ومحمود هو الشخص الوحيد الذي يُتقن صناعة عرائس القمح داخل قريته «عزبة سعودي» بمركز سنورس، حيث تعتبر هذه العروسة أحد الطقوس الأساسية التي يحتفل بها أهل القرية بموسم حصاد القمح كأحد الطقوس التي يُريدون إحياءها.





ويستطرد «مع مطلع شهر أبريل يستعد الأهالي لموسم الحصاد يستعد الأهالي لموسم حصاد القمح مع جمع بعض كميات منه لعمل أكلة الفريك وهو طبق احتفالي مكون من القمح ويرمز للقوة والصلابة وهي أكلة متوارثة منذ القدماء المصريين».





ورث محمود العادة من جده البالغ من العمر 82 عاماً وهي العادة التي توارثها الجد من أجداده أيضاً، ومُنذ سنوات قليلة تعلمها الشاب الذي ينوي نقلها إلى أبنائه وأحفاده مُستقبلاً، وكانت من العادات المُتبعة التي تُقام للإلهة «رنوتت» المعروفة بـ«إلهة الحصاد».

وفي العادة كان يتم تقديم وعاء به ماء لتشرب منه وتعلوه حزمة من سنابل القمح تُعلق أمام الآلهة قرباناً لها، وكان المصريون الفراعنة يقيمون في موسم الحصاد عيداً يُسمى «عيد الحصاد» وهو من أهم أعيادهم ويفتتحه فرعون بنفسه، بأن يقدم للإله أولى ثمرات الحصاد رمزًا للخير وطلباً للبركة.