الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

كعك العيد.. اختلفت المسميات ومذاقات الفرح واحدة

قُبيل أيام من عيد الفطر المبارك تتزين الطاولات في منازل المواطنين والمقيمين في الإمارات بتشكيلة واسعة من الكعك والحلوى التي يتم إعدادها بمناسبة قدوم العيد. كما تجمع عادة بين مذاقات عربية متنوعة، نتيجة لتعايش وتمازج ثقافات الشعوب والجنسيات المقيمة بالدولة.

وعلى الرغم من انتشار محال الكعك الجاهز والحلويات في كل إمارات الدولة، فإن البعض ما يزال يحافظ على العادات القديمة، التي تجعل إعداد الكعك منزلياً طقساً مكملاً لشهر رمضان، واحتفالاً شعبياً بالعيد.

وأكدت سيدات حرصهن على صناعة الكعك الذي تختلف مسمياته من بلد لآخر، بأيديهن من أجل المحافظة على الطقس التقليدي للفرح بالعيد، مشيرات إلى أنهن يعتبرن إعداد كعك العيد أحد الطقوس الرمضانية اللاتي يحرصن على إسدال الستار بها على أيام الشهر.

البسكويت السوداني

في البداية قالت السودانية رنا الطيب مالك، إن تحضيرات الأسر السودانية للعيد تبدأ قبل أسبوع تقريباً، حيث يتم تجميع المعدات والمواد المطلوبة لتحضير الكعك، ومنه «بسكويت النشادر» و«الكعك» بالطريقة الشعبية السودانية، و«البيتي فور» و«اللانكشاير» و«الغريبة».

وأشارت إلى أن الأسر السودانية في الإمارات تفضل تحضير «الخبيز» للعيد في المنازل على شراء الكعك الجاهز، حيث يجتمع أفراد الأسرة الواحدة أو الجيران لتجهيز الكعك سوياً.

وحول عادات استقبال العيد لدى السودانيين، قالت رنا «نستعد للأعياد بإجراء تنظيف شامل للمنزل، وتبديل الستائر وتنظيف السجاد وفرش المنزل، وفي صباح ومساء أول يوم بالعيد نبدأ بزيارة الأقارب أو نستقبل أفراداً من العائلة ونتبادل الحلوى والمأكولات الشهية».



أشكال جذابة


أما المصرية مي خالد، فقالت إن الكثير من الأسر المصرية تفضل تحضير الحلويات الخاصة بالعيد في المنزل، في نهاية شهر رمضان.

وتابعت بقولها: «نحضر الكحك المصري التقليدي، ولكن باستخدام منتجات خالية من الجلوتين ومنخفضة السعرات الحرارية شبيهة بمنتجات القمح، ولا يقتصر الأمر على الكحك، بل نحضر المعمول وبسكوت النشادر وغيرها من حلويات العيد المميزة على الطريقة المصرية، حيث نستخدم عند التحضير رائحة الكحك والبهارات المخصصة له ونزينه بالسكر ونصممه بأشكال متنوعة جذابة».



حسوة وكعب غزال

وحول استعدادات المقيمين «المغاربة» لاستقبال العيد قالت الشيف المغربية حنان وادّاهو، إن طقوس «العيد الصغير» لا تقتصر على تحضير المأكولات، «بل نختار كذلك الجلابيات والقفاطين الخاصة لاستقبال العيد والزوار».

وتحتوي طاولة الإفطار المغربية في أول يوم للعيد - بحسب حنان - على «الحسوة»، أي الحساء المعد من السميد والينسون والأعشاب بالإضافة إلى المعجنات كـ«المسمن» و«البغرير».

وتتضمن قائمة الحلويات كلاً من «كعب الغزال» و«الغريبة» و«البريوه باللوز وعين الجمل»، والتي تقدم مع الشاي المغربي والقهوة والحليب. و«كعب الغزال» عبارة عن «عجينة مورقة» يضاف إليها المكسرات كاللوز وماء الزهر والقرفة، مشيرة إلى أن معظم الحلوى المغربية تعد بنفس الطريقة مع اللوز المقلي والمستكة.



قرص الأردن


تحرص فريال الزعبي، من الأردن، على تحضير معمول العيد المحشو بالتمر والجوز قبل العيد بثلاثة أيام، كما تحضر ما يُعرف بـ«قُرص العيد» قبل العيد بيوم واحد، والذي يعد جزءاً أساسياً على سفرة إفطار أول أيام العيد في كل بيت أردني، ويقومون بتبادله بين الجيران والأهل.

ويجري تحضير القرص الأردني باستخدام قالب خشب تقليدي، ويتكون القرص من الطحين وبعض الأعشاب كحبة البركة والسمسم والزعتر، إلى جانب زيت الزيتون والخميرة والدقيق، ويتم تناوله مع الشاي أو القهوة.

كليجة عراقية

ولفتت سارة السراي، من العراق، إلى أن حلويات العيد العراقية متنوعة الأشكال والنكهات، وتشمل الكليجة بنكهة الهيل وحبة الحلوة، والبقلاوة وحلاوة «الجكليت» أو التوفي التقليدية، وأضيف الكيك مؤخراً لقائمة حلويات العيد التي تحضرها السيدات منزلياً.

وأشارت إلى أن السيدات اعتدن سابقاً التجمع لتحضير الكليجة، فكن يقمن بعجنها وتشكيلها، ثم تحمل الصواني لأفران السوق، أما الآن فمن النادر عمل النساء للكليجة بالبيت، حيث يفضلن شراءها جاهزة.



ذكريات جميلة


وأشارت روان عبدالعال، من سوريا، إلى أن أصناف الحلويات السورية التي ترتبط بالأعياد متعددة، ولكن يتم تجهيز معمول العيد بحشواته المختلفة، ومنها: معمول بالتمر وهو الأساسي كونه مرغوباً من الكبار والصغار، يليه معمول بحشوة الفستق، وحشوة الجوز، والفواكه المجففة، وكل حشوة يتم تشكيلها بشكل مختلف للتمييز بينهم، ومن ثم تزينها بالسكر الناعم ويفضل تقديمها مع القهوة. بالإضافة إلى تحضير حلو الغريبة الشامية والتي قد تختلف وصفاتها من بلد إلى آخر.

وقالت روان إن «حلويات العيد تعني الذكريات الحلوة، ولمة العائلة... وأستمتع بتحضيرها منزلياً مع أمي وشقيقتي، بحيث تتولى كل منا أحد المهام بالعجن والحشو وخبزها بالفرن».



عريكة السعودية


ومن السعودية، قالت مودة الوزير، إن المعمول بحشوة التمر من حلويات العيد الأساسية، إلى جانب أصناف أخرى تختلف من محافظة لأخرى في المملكة، منها: الكليجة التي تشتهر بها القصيم، وتتكون من طحين القمح والسكر والعسل ويمكن حشوها بالتمر.

وتابعت هناك العريكة السعودية الجنوبية والتي تعود أصولها إلى أهالي المنطقة الجنوبية، وتتكون من طحين البر والسمن والتمر، أما حلى الدبيازة فتشتهر به منطقة الحجاز ويمكن تقديمه ساخناً أو بارداً، ويتكون من التمر والمشمش المجفف وبعض التوابل مثل الهيل والسمن والمكسرات.

وأضافت: أما حلوى الحيسة، فيشتهر بها أهل المدينة المنورة ويسمّى أيضاً «حلوى أهل المدينة»، وتتكون من التمر المخلوط بالطحين الأسمر والسمن والهيل، ويمكن إضافة المكسرات لها مثل الفستق الحلبي.



تمر فلسطين


وتقول الشيف مها البشيتي من غزة، «منذ زمن الأجداد يتلازم إعداد الكعك مع عيد الفطر، حتى بات جزءاً من التقاليد الفلسطينية، وذلك بما يمثله من فرحه للأطفال والكبار».

وتوضح مها أن مكونات الكعك الفلسطيني تعتمد على التمور التي يتم عجنها بعد طحنها مع الدقيق والقرفة والسمسم، كما تمتاز العجينة باحتوائها على السميد والدقيق ودقة الكعك والسمن.. أما المعمول فهو رفيق الكعك ويمتاز بإضافاته العطرية من ماء الورد والزهر، ويتم حشوة بعجوة التمور أو الحلقوم والمكسرات.