الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

بعد 38 سنة.. روسيتان تكتشفان استبدالهما عند الولادة

بعد 38 سنة.. روسيتان تكتشفان استبدالهما عند الولادة

إلينا وجوسلينا الآن وفي طفولتهما

بعد 38 سنة اكتشفت امرأتان روسيتان أنهما لا تعيشان مع والديهما الحقيقيين وأنهما استبدلتا عند الولادة في المستشفى بطريق الخطأ والإهمال، لتبكيان الآن على الحياة التي «سرقت منهما»، وتعيشان حيرة الخيار بين الأم التي ولدت والأم التي ربت!

إذ اكتشف أليونا رومانوفا وجولسينا كودرياكوفا بعد 38 عاماً من ولادتهما أنهما عاشا حياة خاطئة وأنهما تربيا على أيدي غرباء، رغم امتنانهما لما قدمه لهما والديهما في الحياة

وأوضحت صحيفة صن أن الوالدتين فالنتينا باولينا، 78 عاماً، وفاسيليا بيمورزينا، 67 عاماً، تعرضتا للسخرية من الشائعات في قراهما الروسية بأن أطفالهما ليسوا من صلبهما، لأن مظهرهما لا يتناسب مع شكل العائلة.



ولم تكتشف المرأتان إلا مؤخراً أن الفتاتين تم تبادلهما سراً في مستشفى ولادة سوفييتي في عام 1982، بعد أن قام ممرضون مشوشون مهملون بإلصاق البطاقات الخاطئة على الأطفال حديثي الولادة.

وبالفعل كانت الابنة أليونا تتمتع بملامح مميزة تشبه منطقة توفا الجبلية بسيبيريا المتاخمة لمنغوليا، تتناقض مع ملامح أسرتها الرقيقة.

وامتدت المعاناة إلى أمها التي ربتها والتي اتهمها زوجها بخيانتها له، ما أثمر عن إنجاب طفلة لا تشبهه من قريب أو بعيد.

وفي تلك الأثناء، كانت غولسينا متفردة بين أقاربها بشعرها الأشقر الذي يتباين مع الشعر الأسود السائد بين أفراد عشيرتها، وهي الآن تشعر بالأسى والحزن على الحياة التي سرقت منها.

أليونا، التي تدير متجرها الخاص، ترعرعت على يد فالنتينا، الأم البيولوجية لغولسينا، التي ترعرعت بالمقابل على يد فاسيليا بايمورزينا.

لكن على الرغم من اكتشاف الحقيقة أخيراً - تتوق كل من الابنتين إلى الارتباط مع أمها الحقيقية، خاصة أن ألينا عبرت عن شعورها بأنها كانت تعيش حياة «غريبة».

ومن جانبها، قالت جولسينا، التي تعمل عاملة نظافة بالمدرسة «أعيش حياة ليست لي تماماً، لوكنت عشت بشكل طبيعي مثل بقية الفتيات لكانت حياتي قد اختلفت تماماً، رغم أنني اقتنعت أن فاسيليا التي ربتني كانت أمي».





وتضيف: «بالتاكيد. كنت أرغب في العيش مثل كل الناس العاديين. أود ألا يحدث هذا التبادل».

من جانبها، توضح ألينا: «عندما كان عمري نحو 13 عاماً، كان والدي في المستشفى، وقيل له إن هناك امرأة في قرية بوكروفكا لديهم فتاة في سني تشبهه».

واتصل والدي بأمي وأخبرها بذلك، وأخذت والدتي صورة لي إلى المستشفى وعرضتها على الأشخاص الذين أخبروا والدي عن وجود تلك الفتاة.

وأخذت المراهقة الفضولية على عاتقها محاولة تعقب تلك العائلة في قرية بوكروفكا.

لكن آمالها في لم شمل سعيد تبددت، بعد أن أغلقت الباب في وجهها، والدتها البيولوجية!



إذ صرخت المرأة في وجهها ولم تصدقها، وانتابها التوتر وقالت لها إنها كاذبة.

ومع ذلك، ظلت هي وشقيقتها جولسينا على اتصال مستتر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من دون أن يلتقيا تقريباً.

ولكن بعد سنوات، اصطدمت النساء ببعضهن البعض في مدينة كيزيل القريبة من قريتهن ونشأت بينهما صداقة.

وهنا بدأت إلينا تتعرف على والدها الحقيقي وأقاربها، واتضحت الصورة أكثر للجميع خاصة بعد مضاهاة شكل الفتاتين في الكبر وفي مراحل طفولتهما.





وتقول والألم يعتصر قلبها «يؤلمني أنني لم أعش معهم، ولم أكن أعرفهم كعائلة. أبكي كثيراً لأن فترة من عمري ضاعت سدى».

من جانبها، قررت أمها الحقيقية فاسيليا أن تقطع الشك باليقين، واتصلت ببرنامج لتحليل الحمض النووي يذاع على قناة روسية، لتظهر التحليلات والاختبارات الحقيقة المدوية.

وتعترف فالنتينا «كلتاهما ابنتي، بالطبع ألينا أقرب لي لأنني ربيتها، وكما يقول المثل» الأم ليست هي التي ولدت، بل هي التي ربت.