السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

من تايتانيك أم لا.. رسالة في زجاجة تحير العلماء وتكشف مأساة المهاجرين

من تايتانيك أم لا.. رسالة في زجاجة تحير العلماء وتكشف مأساة المهاجرين

وضعت رسالة في زجاجة تم إلقاؤها على ما يبدو من سطح السفينة تايتانيك قبل ساعات من غرقها في قاع المحيط، الخبراء في حيرة من أمرهم، في سعيهم لبيان مدى صدقيتها، وأيضاً لأنها تسلط الضوء على مأساة المهاجرين عبر المحيط في ذلك الوقت.

وذكرت صحيفة صن أن الرسالة المثيرة للاهتمام مؤرخة في 13 أبريل 1912، وتحمل اسم الفتاة الفرنسية ماتيلد لوفيفر، التي كانت على متن الدرجة الثالثة على متن السفينة المنكوبة متجهة مع أمها وأشقائها إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وتقول الرسالة: "أرمي هذه الزجاجة في البحر وسط المحيط الأطلسي. ومن المقرر أن نصل إلى نيويورك في غضون أيام قليلة. أتمنى إذا وجدها أي شخص، أن يخبر عائلة لوفيفر في ليفين".

وتدون سجلات التاريخ أنه قبل منتصف ليل اليوم التالي بقليل، اصطدمت السفينة «غير القابلة للغرق» بجبل جليدي، ما تسبب في غرقها ومقتل أكثر من 1500 على متنها.

ولم ير أحد ماتيلدا، وثلاثة من إخوتها ووالدتهم ماري مرة أخرى، لكن بعد 105 سنوات عُثر على الرسالة الموقعة على ما يبدو من ماتيلدا في الزجاجة المبللة على شاطئ كندي.





وأوضح المؤرخ ماكسيم جوهير: "يمكن أن تكون الزجاجة أول قطعة أثرية من تيتانيك يتم العثور عليها على الساحل الأمريكي".

والآن يبحث العلماء في الوثيقة الغامضة في محاولة لإثبات ما إذا كانت الوثيقة حقيقية أم أنها خدعة متقنة من محتال.

من جانبه، ذكر نيكولاس بودري من جامعة كيبيك في ريموسكي أن الرسالة يمكن أن تكون حقيقية.

وأوضح أنه فكر في عدد من الاحتمالات، كلها مثيرة للاهتمام بالقدر نفسه كلها «حقيقية» بطريقتها الخاصة.

وأشار بودري إلى أنه "ربما كتبت ماتيلد الرسالة على متن السفينة تايتانيك أو ربما كتبها شخص آخر نيابة عنها".

وبدأ الدكتور بودري وزملاؤه بفحص القطعة الأثرية باستخدام طرق حديثة متطورة.

وقال: "إن العلامات على الزجاجة وتركيبها الكيميائي، يتوافق مع التقنيات المستخدمة في صنع هذا النوع من الزجاجات في أوائل القرن العشرين إبان غرق السفينة تايتانيك".



وأضاف" أسفر البحث الكربوني المشع عن أن سدادة الفلين وقطعة من الورق محشوة في تجويف الزجاجة تتفق مع التاريخ الموجود على حروف الرسالة".

ومع ذلك لم يستبعد الباحث الكندي وقوع محاولة احتيال وخداع حديثة:

"من السهل العثور على الورق القديم -عن طريق تمزيق صفحة فارغة من كتاب قديم، على سبيل المثال- في حين أن الزجاجات القديمة وحتى الفلين ليست نادرة."

وفي إطار بحثهم، قام العلماء بتحليل ما إذا كانت الزجاجة قد انجرفت إلى مثواها النهائي- شاطئ في هوبويل روكس بروفينشونال بارك، نيو برونزويك.

وأشار الدكتور بودري: "أظهرت محاكاة حاسوبية أن الغالبية العظمى من الزجاجات المختومة أو محكمة الغلق التي تم إطلاقها في شمال المحيط الأطلسي في 13 أبريل 1912، كانت ستتبع تيار الخليج إلى الشواطئ الأوروبية"، "لكن من الممكن أن يسلك عدد قليل من الزجاجات طريقاً مختلفاً إلى شواطئ أمريكا الشمالية".





في سياق متصل، يرى العلماء أن الكتابة اليدوية في الرسالة تعمق اللغز فقط ولا تحله، لأنها تتعارض مع ما كان يتعلمه تلاميذ المدارس الفرنسية في ذلك الوقت، ولكن بعد ذلك ربما كتب شخص آخر نيابة عن ماتيلدا.

وأوضح بودري: "سيتوسع فريقنا في المستقبل القريب ليضم خبيراً في فحص المستندات بالطب الشرعي".

ومن المقرر أيضاً أن يقوم الفريق بإجراء مزيد من التحليلات الكيميائية بالإضافة إلى دراسة جيومورفولوجية لخليج فندي، حيث تم العثور على الرسالة.





وعندما غرقت السفينة تايتانيك، كانت ماتيلدا وأشقاؤها وأمهم في طريقهم إلى نيويورك للم الشمل مع والدها المهاجر وعامل الفحم فرانك لوفيفر وأربعة أشقاء آخرين.

ويعلق الدكتور بودري: "سواء كتبت ماتيلدا الرسالة أم لا، سواء كانت خدعة قديمة أو حديثة، فهي قطعة رائعة من التاريخ، وتذكير مؤثر بمصير تلك الفتاة وعائلتها وملايين المهاجرين الذين عبروا المحيط الأطلسي في عصر السفن البخارية بحثاً عن حياة أفضل".

ووفقاً لموقع انسيكلوبيديا تايتانيك، لجأ المهاجر الفرنسي ووالد ماتيلدا فرانك لوفيفر إلى لجنة الإغاثة التابعة للصليب الأحمر للحصول على المساعدة وعندها اكتشفت السلطات أنه دخل إلى الولايات المتحدة بشكل غير قانوني من خلال تقديم «بيانات كاذبة ومضللة» لمسؤولي الهجرة.

لذلك تم ترحيله وأطفاله الباقين على قيد الحياة إلى فرنسا في أغسطس من عام 1912 من دون مراعاة لحالته الإنسانية ومصابه في زوجته وأبنائه.

ومن الواضح أن كل حقائق تايتانيك لم تكشف بعد رغم مرور كل هذه السنوات، وكشف فيلم وثائقي للمخرج آرثر جونز عرض مؤخراً في الصين وخارجها عن قصة أخرى “مجهولة تماماً” لستة رجال صينيين نجوا من غرق السفينة الأسطورية المنكوبة تايتانيك.