الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«رمضان كريم» و«حديث الصباح والمساء».. أجزاء جديدة من مسلسلات النوستالجيا

منذ العام الثاني لعرض مسلسل «رمضان كريم» في رمضان عام 2017، دشن عدد من معجبي المسلسل على السوشيال ميديا العديد من الصفحات التي تطالب بإنتاج جزء جديد من المسلسل الذي نال نجاحاً جماهيرياً لإحيائه.

نوستالجيا رمضان

ورغم إعلان مخرج المسلسل سامح عبدالعزيز قبل عامين التحضير لجزء جديد من المسلسل، إلا أن هذا التحضير لم يتخذ خطوات حقيقية إلا في أبريل الماضي، حيث أعلن السيناريست أحمد عبدالله عن تعاقده مع المنتج أحمد السبكي لكتابة الجزء الثاني من المسلسل.

رمضان كريم لم يكن المسلسل الوحيد الذي تم الإعلان عن عودته بجزء ثانٍ بعد عدة سنوات، فسبق وأعلن المخرج المصري أحمد صقر عن التحضير لجزء ثانٍ من مسلسل «حديث الصباح والمساء» في فبراير من العام الماضي وذلك على هامش لقاء صناع المسلسل مع إسعاد يونس ببرنامج «صاحبة السعادة»، وأكد أنه سيجد طريقة لظهور أبطال العمل الذين انتهى دورهم بالوفاة كفلاش باك، على الرغم من تأكيد المنتج جمال العدل أكثر من مرة عدم وجود جزء ثانٍ من المسلسل لعدم وجود سيناريو يرتقي لمستوى الجزء الأول من المسلسل.

يُذكر أن التجربة الوحيدة لتقديم جزء جديد من مسلسل قديم هي تقديم الجزء السادس من مسلسل ليالي الحلمية الذي بدأ عرضه عام 2016، أي بعد 21 عاماً من الجزء الخامس في 1995، ولم يحظَ بنجاح يذكر، وتم اتهام القائمين على إنتاج هذا الجزء بتشويه المحتوى الأصلي للمسلسل.

ويرى نقاد في حديثهم لـ«الرؤية» أن الأجزاء الجديدة لمسلسلات النوستالجيا التي ارتبط بها الجمهور من الصعب أن تحقق النجاح لعدة عوامل أهمها ارتباط الجمهور بنجوم الأجزاء القديمة، والمقارنات بين الأجزاء، والبعد الزمني بين الأجزاء.



كامل فريق العمل

من جانبه، يقول الناقد الفني مصطفى الكيلاني لـ«الرؤية»: إن مسلسل رمضان كريم لا يعتبر مسلسل نوستالجيا، فالفترة الزمنية بين الجزء الأول والثاني ليست بعيدة وإنما 5 سنوات فقط، مشيراً إلى أن المسلسل لديه عوامل النجاح فالمسلسل فريق عمله بالكامل موجود وحي يرزق، كما أن المؤلف والمخرج واحد.

ويضيف الكيلاني أن مسلسل «حديث الصباح والمساء» لديه الكثير من العوامل التي تعيق نجاح الجزء الثاني منه، أهمها أن المسلسل مأخوذ عن رواية للأديب نجيب محفوظ، وقلة من كُتاب السيناريو الذين يستطيعون العمل على سيناريو مأخوذ عن رواية، خاصة رواية مكتوبة بأسلوب رواية «حديث الصباح والمساء» وهو ما نجح فيه السيناريست محسن زايد الذي لن يكتب الجزء الثاني من المسلسل، كما أن عدداً كبيراً من أبطال العمل إما رحلوا عن عالمنا، أو اعتزلوا التمثيل مثل الفنانة عبلة كامل.

وأوضح الكيلاني أن الدراما المصرية شهدت تجربة من أسوأ ما يمكن وهي الجزء السادس من مسلسل «ليالي الحلمية» الذي لم يشاهده أحد، ولم يتم عرضه مرة أخرى، وكل من يتحدث عن مسلسل «ليالي الحلمية» يتحدث عن الأجزاء الخمسة الأولى فقط.

وشدد الكيلاني على أن وجود كامل فريق العمل ونفس المؤلف الذي كتب الأجزاء السابقة هو أحد شروط النجاح لأي جزء من أي مسلسل، أما أن يتم إنتاج جزء جديد بفريق جديد وكاتب جديد لا يمكن أن ينتج عنه جزء ناجح من المسلسل.



السيناريو وتقبل الجمهور

من جانبه، يري الناقد الفني أندرو محسن أن أهم عوامل النجاح لأي جزء جديد من أي مسلسل هو السيناريو، فمثلاً مسلسل «حديث الصباح والمساء» مأخوذ في الأساس من رواية مكتوبة بطريقة صعبة، وما قام به السيناريست محسن زايد هو جمع هذه القصص المفصلة وخلق منها سيناريو مترابط لـ30 حلقة، وحتى المشاهدين الذين يكتبون عن المسلسل على مواقع التواصل الاجتماعي، يستخدمون جملاً من الحوار.

وأضاف محسن لـ«الرؤية»: «من أهم شروط النجاح لجزء جديد لأي مسلسل هو تحمل الأحداث لوجود جزء جديد، وفي حالة مسلسل (حديث الصباح والمساء) سيكون المسلسل بأحداث جديدة وبشخوص جديدة أيضاً لانتهاء دور عدد كبير من الشخصيات بالوفاة في أحداث المسلسل، أما في حالة مسلسل (رمضان كريم) فسيكون السؤال ما الجديد الذي سيقدمه المسلسل؟ خاصة أن أحد الانتقادات التي تم توجيهها للمسلسل هو أنه كان عبارة عن تجميع لطقوس رمضان فقط».

وشدد محسن على أن هناك شرطاً جديداً لنجاح الأجزاء الجديدة هو مدى ارتباط الجمهور بالمسلسل، فمثلاً مسلسل «رمضان كريم» هناك عدد كبير من المشاهدين الذين تابعوه ومرتبطون به، بينما مسلسل «حديث الصباح والمساء» الذي تم إنتاجه من 20 عاماً والأجيال الجديدة لم تتابعه، وغير مرتبطين به وتقبل الجمهور له لن يكون كبيراً، كما جرى مع مسلسل «ليالي الحلمية» الذي تم إنتاج الجزء السادس منه بعد فترة زمنية طويلة من آخر أجزائه.

وأوضح محسن أن هناك أزمة أخرى تقابل الأجزاء الجديدة من المسلسلات أهمها الوجوه الجديدة، فمثلاً في مسلسل «حديث الصباح والمساء» كانت حنان مطاوع وريهام عبدالحكيم وغيرهما وجوهاً جديدة لها مساحات أدوار محدودة، فهل سيقبلون بعد أن أصبحوا نجوماً تقديم أدوارهم بنفس مساحة الدور؟ أم سيتم توسيع الأدوار على حساب الأحداث.



مقارنة بالأبطال القدامى

من جانبه، يري الناقد محمد فهمي أن المسلسلات القديمة الناجحة، دائماً ما يتعلق الجمهور بأبطالها الذين توفوا، ويتم مقارنة الممثل الذي قدم الدور للمرة الأولى بالممثل الذي يقدمه في الجزء الجديد، ولذلك فلا توجد مشكلة مثلاً في مسلسل «رمضان كريم» الموجود في الجزء الأول، لتقديم الجزء الثاني، على العكس من «حديث الصباح والمساء» و«ليالي الحلمية» الذي لم يحتمل الجمهور وجود ممثلين آخرين في الأدوار التي أحبوها وتعلقوا بها لذلك فشل جماهيرياً بصورة كبيرة، رغم أن الكاتب للجزء السادس قدم العديد من المسلسلات الناجحة.

وأوضح فهمي أن تقديم جزء جديد من مسلسل أو حتى تقديم مسلسل إعادة تقديم يعتمد في الأساس على تقديم أحداث جديدة أو قصة جديدة في نفس الخط الأساسي للقصة.