الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

عمو علوش.. مهرج من ذوي الهمم يغمر قلوب الأطفال بالسعادة

بلغة الحب يخاطب عمو علوش قلوب الأطفال، رغم الأوضاع الصعبة التي أثقلتها في وقت سرقت الابتسامة وفقد الأمل رونقه، بين أوساط مواطني قطاع غزة، ليكن شعار حياته «لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس»، متخطياً بذلك إعاقته، وجاعلاً منها نموذجاً للحب والحياة وانطلاق إلى عالم بعيد عن الواقعي.

وبصمت يجلس خلف الكواليس الشاب علاء مقداد من ذوي الهمم «قصير القامة» 37 عاماً، ليبدأ في تحويل شخصيته المتعارفة بين أصدقائه إلى عمو علوش تلك الشخصية التي كسرت الحواجز بينها وبين الأطفال، وذلك جراء إمساكه الألوان مزيناً وجهه ومرتدياً ملابس المهرج ليخرج إلى الأطفال الذين ينتظرونه بلهفة لتصدح أصواتهم البريئة عمو علوش.

وسرد المهرج علاء حكايته مع بدايات تقمص شخصية عمو علوش ولعب دور مهرج في عام 2000، ليستمر في مسيرة عمله على المسرح، وبين أزقة مدن قطاع غزة، راسماً الابتسامة على شفاه الأطفال في وقت يراقب عيونهم التي تسيطر عليها ملامح الخوف، ليمضي بخطواته الطريفة صوبهم ليكرس الحواجز فيما بينه وبينهم.


وقال عمر علوش خلال لقائه مع الرؤية، إن الأطفال في قطاع غزة بحاجة إلى التفريغ النفسي والكبار كذلك لما نعيشه من حروب وأوضاع سياسية معقدة، تجعلنا بحاجة إلى الدعم النفسي، وذلك جعلني أكرس شخصية المهرج والدعم النفسي لمساعدة الأطفال بشكل أساسي والكبار للخروج من الصدمات النفسية.


واستطاع من خلال التدريب وتطوير الذات والتجارب المتراكمة في عمله، أن يكرس أساليب متعددة في التعامل مع الأطفال من خلال الدخول إليهم عبر أهلهم وكسر الحواجز وملامح التعجب، جراء الحديث والضحك مع الأم والأب، وصولاً إلى ابتسامة خاطفة على شفاه الطفل تعد مفتاحاً للدخول إلى قلبه ومخاطبته بلغة طفولته.

ويلعب المهرج علاء دور طبيب مهرج داخل مستشفيات قطاع غزة ليخطف الألم والحزن من ملامح الأطفال الماكثين في أقسام الأمراض المزمنة ورسم الابتسامة في قلوبهم، لكي يساعدهم في تجاوز حالتهم المرضية.