الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

4 مساهمات لدور الأزياء والموضة تخفف من المخلفات البلاستيكية وتلوث البيئة

4 مساهمات لدور الأزياء والموضة تخفف من المخلفات البلاستيكية وتلوث البيئة

جانب من تصاميم رنا السيد

باتت المشاكل البيئية الناتجة عن صناعة الأزياء والموضة، تتفاقم يوماً بعد يوم، فهي تعتبر ثاني أكبر ملوث للمياه العذبة في العالم وفقاً لمقالة نُشرت بموقع onegreenplanet.org، ولعل تلوث المياه يعتبر أساساً لمشاكل بيئية أخرى تضر المحاصيل الزراعية والنظام الإيكولوجي للبيئة والإنسان كذلك.

شهدت الأعوام الأخيرة جهوداً واضحة من دور الأزياء العالمية الكبرى والمتوسطة، لتقليل التلوث والمساهمة في الحفاظ على البيئة، وأصبح مفهوم «الأزياء المستدامة» و«الصديقة للبيئة» مفاهيم جديدة بقطاع الأزياء والموضة، والتي لاقت إقبالاً من الجمهور، ما شكل للعالم حالة وعي أكبر.

أوصى مجموعة من مصممات الأزياء وأصحاب متاجر القماش، خلال استطلاع لـ«الرؤية»، بأربعة توصيات تساهم في الحفاظ على البيئة والحد من استهلاك البلاستيك ومنح الأيدي العاملة جودة حياة أفضل، والتي تشمل: إعادة بيع الأزياء المستعملة، واستعمال أقمشة بديلة بموديلات مميزة، وربط المنتجات الصديقة للبيئة بالتعليم، والاستفسار والبحث الدائم عن مصدر الأزياء، مؤكدين أن الوعي بقطاع الأزياء ارتفع بعد جائحة كورونا.





ثقافة جديدة

فقال حسين البير، إداري ومسؤول مبيعات أقمشة ياسر ومياسة العالمية: «أصبحت الأقمشة ذات الخيوط البلاستيكية المعاد تدويرها من البوليستر، وإدخالها بنسب معينة مع خامات خيوط أخرى كالقطن والكتان وغيرها، أمراً دارجاً، وذلك بفضل تطور مستوى الوعي لدى الزبائن واختياراتهم بالأقمشة، فأصبحوا يستفسرون عن المكونات وأساس الخيوط المستعملة على عكس الفترة الماضية التي يقومون فيها باختيار الأقمشة على أساس الملمس».

وتابع: «بالبداية لم يكن إقبال واستيعاب الناس لهذا النوع من الأقمشة من حيث مناسبتها للطقس الحار وإمكانية تصاميمها، لكننا قمنا بسلسلة توعوية من الجلسات الافتراضية بكيفية استعمال هذه الأقمشة وملمسها وإمكانية تنسيقها، خاصة أن علامات كبرى مثل نايك وأديداس اعتمدت هذا النوع من الأقمشة، ما أدى لظهور مفهوم إيكو عباية - عباية صديقة للبيئة في السوق الإماراتي».

ولفت البير إلى أن متجرهم قد خصص ركناً خاصاً بمجموعة أقمشة صديقة للبيئة يقومون بتوزيعها في منطقة الشرق الأوسط، والتي يقومون بتطوير استخدامها مع المصممين ومتاجر بيع التجزئة، حيث يتم منحهم كوداً لكل منتج يحتوي على المكان الذي تم تجميع البلاستيك منه وإعادة تدويره وتصنيعه فيه، فتزيد من تقدير الناس للملابس.

وأضاف إلى فكرة الزي المدرسي الذي يحمل رمز الكود الذي يتم مسحه، ويعرض للأطفال طريقة تصنيع الزي المدرسي بالكامل، بأنها فكرة تعليمية يمكن نشرها بالمدارس وتوضح مدى تأثير قطاع الأزياء والموضة على البيئة.



تصاميم عصرية

وأشارت المصممة بثينة الحمادي، إلى أن الأقمشة التي تحتوي على خيوط بلاستيكية عملية في بعض التصاميم العصرية، خاصةً أنها لا تحتاج للكي، مؤكدةً اهتمامها باستهلاك الأقمشة بأكبر طريقة ممكنة بعيداً عن رمي أي زوائد.



جهود عالمية

في حين لفتت المصممة وخبيرة الموضة رنا السيد إلى أن الناس أصبحوا أكثر إنسانية ووعياً بفضل الأفلام الوثائقية ووسائل الإعلام العالمية، كما أنهم اتجهوا كثيراً نحو الأمور الطبيعية التي لا تؤثر على البشرة وتؤدي لتحسسها، فضلاً عن اختيارهم لأقمشة مستدامة، وقالت: «اتجهت شخصياً لتقليل أعداد الأزياء في التشكيلة الواحدة وتكثيف العمل على تفاصيل الألوان والقصات، تجنباً لتكديس كميات كبيرة من الأزياء».

ولفتت السيد إلى بعض الجهود العالمية التي يمكن تبنيها، مثل توقف علامة Levi’s الأولى عالمياً بالجينز، عن تصنيع الجينز بالكميات السابقة، خاصةً أن صناعته تحتاج لما يقارب 10 آلاف مكعب ماء والذي يضر بالبيئة، فتبنت فكرة إعادة الجينز للمتجر واسترداد 25% من قيمته الأصلية، وإعادة تدويره بشكل جديد، بدلاً من قيام الناس بتكديس الجينز بخزاناتهم.

وأشارت إلى قيام علامات عالمية كبيرة مثل ديور وغوتشي بإطلاق تشكيلات أزياء مستدامة، في حين قامت بعض دور الأزياء المتوسطة مثل H&M بالتعاون مع مصممين أزياء جدد وطلاب الأزياء لتقديم تصاميمهم وتنفذها من خلال تدوير أقمشة مستدامة، والتي يتم إطلاق تشكيلاتها بعدد محدود لفترة محددة.





دقة الاختيار

وأكدت السيد على ضرورة اختيار المصممين بدقة لتصاميم وألوان الأقمشة المستدامة، خاصةً أن مسألة إنتاجها قد تكون مكلفة إلى حد ما، ولكنها تستحق ذلك، لافتةً إلى أنها اعتنت باختيار قماش الكوفية الفلسطينية أو اليشماغ، لإحياء التراث العربي كونها جزء هام من الثقافة العربية، وسهولة إمكانية تنسيقها مع الأزياء العصرية بأكثر من طريقة.



استفسار دائم

وأكدت المصممة الإماراتية نوف المازمي ضرورة الاستفسار الدائم عند شراء أي قطعة عن مكان وكيفية تصنيعها، لافتةً إلى أن هنالك تأثيرات كبيرة على العمالة التي تقوم بتصنيع الأزياء، التي تعرض حياتهم للخطر بسبب عملهم في بيئة غير مناسبة.