الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

عملية في الرحم لإنقاذ جنين بريطاني تفوز بجائزة بافتا التلفزيونية

عملية في الرحم لإنقاذ جنين بريطاني تفوز بجائزة بافتا التلفزيونية

كيبروس نيكوليدز يشرح تفاصيل العملية

رصد فيلم وثائقي دراما إنسانية تمثلت في إنقاذ حياة جنين بإجراء جراحة دقيقة رائدة وهو في رحم أمه لا تتعدى فرص نجاحها 5%.

وعرضت شبكة نتفليكس الفيلم ضمن برنامجها التلفزيوني الشهير The Surgeon’s Cut الفائز بجائزة بافتا في الأسبوع الماضي .

وتشير صحيفة ميرور إلى أن الحكاية بدأت عندما أخبر الجراح الرائد البروفيسور كيبروس نيكولايدس والدته إميلي سميث، التي كانت حاملاً في الأسبوع السابع والعشرين، أن هناك حاجة ملحة لإجراء عملية جراحية على الفور.

وفي غضون ساعة من التشخيص، ومع مشاهدة إميلي للدراما بأكملها تتكشف أمامها على شاشة تلفزيون، أدخل البروفيسور نيكولايدس بالوناً صغيراً في القصبة الهوائية للطفل ونفخه حتى تستمر رئتيه في النمو بشكل طبيعي في الرحم.

كانت إميلي (32 سنة) ترقب وتتابع في رهبة وخوف وأمل وترقب ما شاهده العالم بعد ذلك بانبهار على شاشة التلفزيون، في رحلة إنقاذ حياة جنين لم يخرج للدنيا بعد.



ويسرد البرنامج قصة 4 جراحين من جميع أنحاء العالم بينهم

البروفيسور البريطاني كيبروس نيكولايدس، المعروف باسم «الأب» لعمليات الأجنة داخل الرحم..

شخص الأطباء حالة هنري - البالغ من العمر الآن 15 شهراً - في الرحم بإصابة شديدة بـ ثقب في الحجاب الحاجز، ما يتسبب في دفع المعدة والأمعاء والكبد أحياناً إلى صدر الطفل، ويؤثر على وظائف الرئة.





تقول إميلي: "لقد كان رائعاً. شاهدت كل شيء على شاشة التلفزيون، شعرت وكأنني أشاهد فيلماً عن شيء ليس لي علاقة به".

وتضيف "الآن أبكي عندما أفكر كيف كانت ستكون حالتي وحياتي، وحتى بعد العملية، لم يكن هناك يقين من أنه سيعيش بعد الولادة، كان هنري الصغير معرضاً لأقصى درجات الخطورة.





وتتابع: "لقد حصل على شريان الحياة لكن فرصه كانت ضئيلة للغاية، لذلك بدأنا في التفكير في الاستعداد للجنازة لأن نسبة النجاح كانت 5% فقط.

وتلقى هنري العلاج في مستشفى كينجز كوليدج في كامبرويل بجنوب لندن في يناير 2020، وهو واحد من 130 طفلاً بريطانياً خضعوا لتلك العملية، ومازال هناك 300 آخرين في انتظار إجرائها.

وفاز Surgeon’s Cut في فئة الوقائع المتخصصة بجائزة بافتا التلفزيونية الأسبوع الماضي.





وشوهد البروفيسور نيكولايدس، الذي يجري جراحات الرحم منذ 40 عاماً وهو يمزح مع إميلي في الفيلم.

الأهم من إجراء العملية هو أنه كان يطمئن الأم ويهدئها وهي تراقب الإبرة تدخل بطنها ثم في رحمها.

وتظهره المشاهد الساحرة وهو يقود البالون إلى مكانه من خلال فم هنري الصغير.

كانت إميلي «تبكي» عندما شاهدت العرض على التلفزيون في ديسمبر، مضيفة: "تذكرت كل شيء وكأنه حدث للتو".



وخلال فحصها الذي دام 20 أسبوعاً في مستشفى ميدواي البحري، بالقرب من منزلها في تشاتام، اكتشفت إميلي الأم لأربعة أطفال آخرين أن حياة جنينها معرضة للخطر.

وخوفاً من الإجهاض، انتظر الأطباء 7 أسابيع لسحب السوائل من رئة الجنين للحصول على رؤية أفضل، ثم تم تحويله إلى البروفيسور نيكولايدس.

تقول إميلي: "كنت خائفة، ولكن الطبيب ذكر أن هناك عملية جديدة يمكن أن تنقذ حياته، وأدركت على الفور أنها خطيرة".



واقترح البروفيسور نيكولايدس استخدام أسلوب جراحي طوره مع البروفيسور جان ديبريست في مستشفيات جامعة لوفين، بلجيكا.

ويتلخص التدخل الجراحي في تلك الحالة في إدخال بالون في القصبة الهوائية للطفل وتضخيمه أو نفخه لمنع إخراج السائل الأمنيوسي الحيوي من الرئتين بسبب ضغط أعضاء أخرى، كانت في حالة هنري.. الكبد.



تتذكر الأم: "قال إنني إذا عدت إلى المنزل، فقد لا يعيش هنري، ووافقت مضطرة على العملية، حدث كل شيء بسرعة ولم يكن لدي وقت لأخاف أو أبكي. كان زوجي يمسك بيدي وكان الطبيب نيكولايدس يمزح معي للحفاظ على معنوياتي مرتفعة، وحافظت على رباطة جأشي، ولكني انهرت بالبكاء بعد عودتي للمنزل".

بعد أسبوعين، أدخلت الأم إلى مستشفى كينجز كوليدج، وحجزت هناك لعدة أسابيع حتى حدوث المخاض، لتلد في النهاية هنري الذي ظل في العناية المركزة بعدها لستة أسابيع.

وبمرور الوقت بدأت رئته اليمنى تنمو، ويتوقع الأطباء أنها ستصل إلى حجمها الطبيعي عندما يصل إلى سن الذهاب للحضانة.