السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

لم يحكم أدغال كينيا وأوغندا.. معلومات مغلوطة حول وفاة الأسد الأشهر «سكارفيس».. ما الحقيقة؟

كثير من المعلومات المغلوطة التي تم تناولها إعلامياً وعلى وسائل التواصل الاجتماعي بعد وفاة الأسد الأشهر في محمية «ماساي مارا» الوطنية بكينيا، حيث انتشرت الكثير المعلومات حول أشهر الأسود الذي عاش لمدة 14 عاماً كأكبر ذكر بالغ في المحمية، ومن تلك المعلومات الخاطئة التي تناولتها وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي هي زئير الأسود عقب نفوق «سكارفيس»، أو أنه أول من يُجند إخوته سيكيو” و«موراني» معه في نفس المجموعة بنفس الحق ونفس السلطة تقريباً، كما سمح لهم للعيش معه ويعد ذلك ضد علم السلوك الحيواني، حد زعم رواد وسائل التواصل الاجتماعي، أو أنه دافع عما يقرب من 130 أسداً وأخرج مجموعة من التماسيح الكبيرة من منطقته بسبب افتراسهم لشبل صغير.

ومن المعل

ومات المغلوطة أيضاً التي جرى تداولها بكثرة على وسائل التواصل الاجتماعي أنه قتل ما يقارب من 400 ضبع، وتذهب «السوشيال ميديا» لأبعد من ذلك حيث ادعت احتفاظه برأس أسد دخل معه في منافسة بعد أن حاول الاستيلاء على عشيرة «سكارفيس» ليحاربه الأخير بشراسة ويقضي عليه ثم يحتفظ برأسه لأسبوعين كاملين ليكون عبرة لغيره من الأسود الذين يحاولون اقتحام عشيرته.

ولم تنسَ وسائل التواصل الاجتماعي الحديث عن اللحظات الأخيرة في حياة «سكارفيس» حيث قالت إنه تناول عشاءه الأخير في مسقط رأسه حيث قدم له إخوته أجزاءً من فرس النهر، وبعدها رحل سكار فيس، ليخلف وراءه حزن جميع أبناء عشيرته.

«كلها معلومات خاطئة تبحث فقط عن «التريند» ولا تمت للواقع بأي صلة»، هكذا بدأ مصور الحياة البرية مصطفى البرلسي الذي كان قريباً من «سكارفيس» إذ يعمل داخل المحمية الوطنية «ماساي مارا» حديثه مع «الرؤية».



ويُضيف البرلسي «الأعداد المذكورة أنه حارب 130 أسداً و قتل 400 ضبع وأخرج التماسيح من منطقته لا يُطلق عليها سوى تخاريف فنهر ماساي مارا مليء بالتماسيح، أما جزئية أنه احتفظ برأس أسد لمدة أسبوعين فهي خيال ولا يمكن مشاهدتها سوى في الأفلام فقط، إضافة لأنه مات ليلاً وظلت الإناث تصرخ فهو كلام لا يمت للواقع بأي صلة فقد مات «سكارفيس» في الواحدة ظهراً، مات بمفرده إذ ترك عشيرته ووصل لمكان ولادته حيث مات وتم دفنه».

ويُشير البرلسي «سكار فيس أسد شجاع وأشهر أسد في العالم كله، ولد في عام 2007 ومات الجمعة 11 يونيو 2021، واستمد شهرته من الجرح الذي أُصيب به في عينه في نهاية عام 2011، وبعدها أُصيب في قدمه فكان شبه «أعرج» وكان الجميع يتوقع نفوقه إلا أنه كان من أقوى الأسود رغم إصابته وظل يحكم عشيرته مع أخواته لمدة 8 سنوات تقريباً، ومؤخراً طُرد مع أخواته من العشيرة ونظراً لحالته الصحية مع تقدمه في العمر كان يعتمد عليهم في الصيد، وكان يُعرف بسلوكياته المُتميزة مع صغار الأشبال بخلاف غيره من الأسود».

ما تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي حول حياة الأسد الملك اعتبره البرلسي غير عقلاني وبعيداً كل البعد عن أي سلوك حيواني، وعن ذلك يقول «سكار فيس» مات بمفرده دون وجود أي من عشيرته، وشبه مستحيل أن يحتفظ برأس أسد لمدة أسبوعين، فمن غير المُستحيل أن يُتابع شخص سلوك حيوان لمدة 14 يوماً متواصلة، فكيف عرفوا أنه احتفظ برأس أسد لمدة أسبوعين، ومن المستحيل أيضاً أن يكون حاكماً على حيوانات كينيا وأوغندا وهذا أيضاً أمر مُستحيل أن يصل نطاق حماية الأسود لعشيرتها لكل تلك المساحة الكبيرة، له قصة ملهمة لكنها ليست بتلك المعلومات الخارقة للعادة".

وتابع «أنا شخصياً لم أكن متوقعاً رد الفعل الكبير حول وفاة سكارفيس ولعلها خطوة ناحية اهتمام الناس بالحياة البرية بوجه عام».

واستطرد «كنوع من التكريم غير المُعتاد في التعامل مع الحيوانات قمنا بدفن «سكار فيس» وهو أمر لا يتم في كثير من الأحيان، حيث نعرف صدفة بوفاة أسد أو حيوان بعد إيجاد بقاياه، لكن في حالة «سكارفيس» قمنا بدفنه تكريماً له، قمنا بتحديد مكانه قبل وفاته بيوم، وعرفنا أنه كان متجهاً لنفس المكان الذي وُلد فيه، وبالفعل وجدناه في نفس المكان، جسمه هزيل لكنه كان مُحتفظاً بنفس قوته حتى توفي في الواحدة ظهر الجمعة الماضية، وكان زائرو المحمية يأتون لوداعه، فهو أيقونة للمُهتمين بالحياة البرية».