الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

محمد راشد سالم: الخجل من العمل جمود.. وفخور بوجودي أمام دكة السمك

محمد راشد سالم: الخجل من العمل جمود.. وفخور بوجودي أمام دكة السمك

محمد راشد سالم أمام دكة بيع السمك. (تصوير: جميل الخاروف)

يؤمن الشاب الإماراتي محمد راشد سالم بن زايد بأن الخجل من العمل البسيط يؤدي إلى الجمود، مؤكداً أن الشباب لن يصلوا إلى حديقة النجاح، من دون المرور بمحطات التعب والفشل واليأس، منوهاً بأن صاحب الإرادة القوية فقط هو منْ لا يطيل الوقوف في هذه المحطات.

وأشار إلى أن الفرق بين الواقع والحلم هو كلمة عمل، وأن على من يريد النجاح أن يتخذ من المثابرة صديقه الحميم والتجربة مستشاره الحكيم والحذر أخاه الأكبر والرجاء عبقريته الحارسة.

لم يتسلل الخجل إلى محمد «24 عاماً» يوماً وهو يقف أمام دكته يبيع الأسماك في سوق أم القيوين للأسماك، متسلحاً برغبة جامحة في النجاح والاعتماد على النفس، حتى أصبح أصغر مواطن يعمل في مجال بيع الأسماك في الدولة.

ولم تمنع وظيفة محمد الرسمية من التفكير في الالتحاق بعمل إضافي يساعده على تكوين نفسه ومواجهة أعباء الحياة دون الاعتماد على أحد، فوجد في بيع الأسماك ضالته، لا سيما وأنها مهنة مارسها الأجداد الذي تعلقوا بالبحر.

حلم الطفولة

وأكد محمد لـ«الرؤية» أنه ومنذ نعومة أظفاره كان يحلم بالوقوف في هذه السوق وبيع الأسماك، فهي مهنة الآباء والأجداد، معرباً عن فخره بوجوده على دكة بيع السمك وقيامه بعرض المنتجات البحرية بكل سعادة، مؤكداً أنه فكر في هذه المهن من أجل الحفاظ على استمرارية مهنة الآباء والأجداد.

وشدد على أن الحفاظ على التراث وصونه، هو بداية الوصول إلى مراحل عالية من التقدم، وهو ما ساعد الإمارات على الوصول إلى المريخ، منوهاً بأن التراث هو ما يدفعنا لتحقيق المستحيل، مشيراً إلى أنه تعلم ذلك من المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه عندما قال «من ليس له ماضٍ ليس له حاضر ولا مستقبل»، لافتاً إلى أن جهود الوالد المؤسس باتت نبراساً يضيء درب الإماراتيين في حفظ تاريخ وتراث الأجداد عبر أساليب ووسائل متنوعة.





الحفاظ على الموروث

وأكد الشاب الإماراتي أن وظيفته الرسمية لم تمنعه في يوم من الأيام من تحقيق رغبته والوقوف على دكة بيع الأسماك، والمساهمة في الحفاظ على الموروث الإماراتي من خلال مهنة مارسها الأجداد الذين تعلّقوا بالبحر وخيراته.

وأشار إلى أنه وعلى الرغم من شعوره بخوف كبير من منافسة بعض الجنسيات الأخرى في السوق، إلا أنه حرص على الاستماع إلى نصائح الصيادين المواطنين للاستفادة من خبرتهم في مجال تجارة الأسماك.

ولفت إلى أنّ التجربة لم تكن سهلة في بدايتها، بسبب نظرة الناس للمواطن الذي يبيع الأسماك، مشيراً إلى أن بعضهم يرون أن هذه المهنة لا تناسب المواطنين، فيما يرى الآخرون أن العمل ليس عيباً، ومن هذا المنطلق قرر الاستمرار.



خطة تطوير



وأكد الشاب الإماراتي أن لديه خطة لتطوير مهنة بيع الأسماك، مشدداً على اختياره أجود أنواع الأسماك وبأسعار مميزة، وكذا الاهتمام بنظافتها، كما أن لديه خدمة توصيل الأسماك إلى المنازل في أم القيوين.

وأشار محمد إلى أن وجوده في السوق قد يكون دافعاً لغيره من الشباب المواطنين كي يتّجهوا إلى المضي في الطريق نفسه، وإثبات قدراتهم في الوقوف على هذه الدكك، داعياً الجميع إلى خوض هذه التجربة لمواصلة ما قام به الأجداد، والحفاظ على هذه المهنة العريقة التي تجود بالخير.

تشجيع وشكر

وقدّم محمد الشكر إلى القيادة الرشيدة التي تولي اهتماماً كبيراً بالشباب، وتشجعهم دائماً على الحفاظ على التراث، والنجاح في كل المجالات، كما شكر جمعية أم القيوين التعاونية لصيادي الأسماك لدعمها وتشجيعها الصيادين المواطنين من خلال تقديم التسهيلات لهم، وإطلاق المبادرات التي تسهم في تخفيف الأعباء المادية على الصيادين المواطنين.

وأشاد محمد بالتشجيع الذي استقبله من الأهل والأصدقاء بعد قرار وقوفه على دكة بيع الأسماك إلى جانب تشجيع الصيادين له أيضاً، مشيراً إلى أن لديه طموحاً كبيراً في المستقبل بأن يشاهد الكثير من المواطنين في هذه المهنة وخاصة الشباب، وأن يكون لديه أكثر من فرع في جميع إمارات الدولة، ليثبت أن المواطن قادر على النجاح في هذه المهنة مثلما كان الآباء والأجداد.