السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

فاطمة السويدي.. طفلة إماراتية تجني ثمرة القراءة إبداعاً بلا حدود

في عمر الزهور لكنها لا تعرف المستحيل.. تفوقها متنوع الصور فهي ذكية بما يكفي للتفوق في الرياضيات، وموهوبة بما يكفي للإبداع في كتابة القصص الخيالية، إنها الطفلة فاطمة عبيد خلفان راشد عبدان السويدي، بالصف السادس، المنتسبة لمركز الطفل بالرقة.

ولا يقف إبداع فاطمة عند حدود الرياضة والقصص، بل يمتد بساطه ليضم مهارة الإلقاء، والتقديم. وكأنها مؤهلة لتكون مذيعة في المستقبل، ومهارتا العزف على الآلات الموسيقية والتمثيل تشيران إلى طريق آخر للإبداع يمكن أن يشكل مستقبلها.

ولفاطمة نصيب من موهبة الرسم وتصميم الأزياء، والرياضة، وتعلم اللغات وكل هذه المواهب هي ثمرات تنضج على مهل لشجرة القراءة التي غرستها في حديقة أيامها وساعدها الأهل في ريها.

البرلمانية الصغيرة



لم تكتفِ صاحبة الاثني عشر ربيعاً بالتفوق العلمي والفني، بل ذاع صيتها مجتمعياً فأصبحت عضواً في البرلمان الإماراتي للطفل، ونائبة سابقة في مجلس شورى أطفال الشارقة للدورة 2016. كما حصلت على المركز الثالث في مسابقة عبقري الرياضيات في المسابقة العالمية لليو سي ماس الذي أقيم في كمبوديا لعام 2019 ضمن فريق أطفال الشارقة.

وشاركت في المسابقة الوطنية لعبقري الرياضيات لعام 2019. وفازت بالمركز الأول في العزف الفردي على آلة البيانو على مستوى المراكز في أطفال الشارقة لعام 2019.

وتقول فاطمة، إن والدتها هي التي اكتشفت موهبتها منذ الصغر ولم ترفض خيالها الواسع، فكانت أولى مشاركاتها في كتابة القصص في مسابقة الترشيد والاستهلاك لهيئة مياه وكهرباء الشارقة، لتحصد أول جائزة بالمركز الثاني على مستوى مراكز أطفال الشارقة، وحصلت على لقب سفيرة الترشيد والاستهلاك، من خلال كتابة قصة عن هذا الموضوع، وترجمتها إلى اللغة الإنجليزية أيضاً.

تروي فاطمة كيف بدأت تميل إلى خيال ما وراء الطبيعة في كتابة القصص الخيالية والمرعبة، مشيرة إلى أنها بصدد تحضير كتاب يضم عدداً من هذه القصص.

شجرة القراءة



»القراءة» كانت العامل الذي أمد الطفلة العبقرية فاطمة بالمعلومات التي غذّت عقلها، موضحة أنها قرأت القصص الخيالية أيضاً فساعدها كل ذلك على اكتساب ثروة هائلة من المفردات والكلمات التي تساعدها في التعبير والكتابة.

وأشارت فاطمة إلى حصولها على شهادة مشاركة لمخيم هيئة تنظيم الاتصالات للابتكار لعام 2017، وبعض شهادات مشاركة للفعاليات التي تقام في مركز الطفل بالرقة أحد مراكز أطفال الشارقة التابع لمؤسسة ربع قرن للقادة والمبتكرين لعام 2017- 2018 بالإضافة إلى المشاركة الفعالة في أوبريت العيد الوطني وفعاليات المدرسة.

وتضيف الطفلة التي شاركت في تحدي القراءة باللغة الإنجليزية وحصلت على شهادة تقدير لعام 2018، أنها لم تتوقع أنها فعلاً تملك قدرة الكتابة، ولكنها بدأت في اكتشاف ذلك بعد قراءة القصص والمجلات وبعض المواضيع من خلال برامج التواصل الاجتماعي على الجوال.

كلمة السر



وإذا كانت القراءة هي شجرة المعرفة والطاقات المتعددة فإن «الأسرة» هي كلمة السر في تفوق فاطمة، فقد كانت في المقام الأول الداعم والمساند الأول لها بكلمات محفزة ومشجعة، فكانت عبارة «حاولي٠٠ تستطيعين» هي أولى الكلمات في قاموس المنزل، وهو ما جعلها مختلفة ومميزة عن بقية زملائها وأقرانها، مضيفة أن مراكز أطفال الشارقة كانت المتنفس لإطلاق عنان إبداعاتهم وطاقاتهم.

رسالة فاطمة



»لا تفكروا أبداً في أن تكونوا كسالى عندما تحبون ممارسة هواياتكم، حتى لو لم يكن لديكم من يدعمكم أو يساعدكم، إذا كنتم ستستسلمون في حياتكم فلن يساعد ذلك في بناء مستقبلكم أو حياتكم»، تلك هي رسالة فاطمة للأطفال في مثل عمرها، مضيفة أنه لا يجب أن يدعوا الخوف يدمر ما يحبون، وألا يدعوا السعادة تنتهي، ولا يدعوا الحزن يتغلب عليهم.

حلم مشروع



تطمح فاطمة إلى أن تصبح رائدة فضاء، وكاتبة، إضافة إلى النجاح والتميز في جميع مجالات الحياة الدراسية والعملية، التميز في تحصيلها العلمي ورغبتها بأن أكون أول سفيرة ووزيرة إماراتية للأطفال في تنمية المواهب والابتكار، ومقدمة لامعة، وعازفة تقدم رسالة هادفة، وكاتبة يفخر بها المجتمع، مع اختراع شيء مميز في المجال الذي تحبه يخدم دينها ووطنها ومجتمعها.