الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

مؤمن البيطار.. كفيف من غزة حقق بطولات دولية بالكاراتيه ويطمح بأن يصبح مدرباً

«لَيسَ الكَفيفُ الَّذي أَمسى بِلا بَصَرٍ إِنّي أَرى مِن ذَوي الأَبصارِ عُميانا» كلمات للشاعر إيلياء أبوماضي اقتبسها الكفيف مؤمن البيطار ذو الـ21 ربيعاً واصفاً بها حاله وغيره من ذوي الاحتياجات الخاصة.

مؤمن البيطار كفيف من غزة تخرج في جامعة الأقصى بغزة قسم العلاقات العامة والإعلام، ويعمل ناطقاً إعلامياً للجنة الفلسطينية للدفاع عن النفس من ذوي الإعاقة، ومقدم برنامج لإذاعة أمواج الرياضية المحلية أول برنامج رياضي على مستوى الشرق الأوسط خاص بالأشخاص ذوي الإعاقة ويعرف برنامجه باسم «أبطال الإرادة»، حيث إنه بطل في رياضة الكاراتيه وحاصل على العديد من البطولات العربية والمحلية.

ويقول مؤمن لـ«الرؤية»: «ولدت دون أن أبصر النور يوماً ما فلم يكن لدي شيء لأصنعه سوى الذهاب إلى المدرسة ومن ثم العودة إلى البيت، وعندما بلغت 15 عاماً لم أكن أعرف يوماً ماذا تعني كلمة كاراتيه أو كيف تمارس ولكن قدر الله لي بأن يفسح لي المجال بالمشاركة في دورة لمدة أسبوعين عن طريق مركز النور لتأهيل المعاقين بصرياً ونادي المشتل الرياضي في مجال الكاراتيه».

ويضيف: «وجدت التشجيع من الأهل والأصدقاء والمدرب، اختلفت نظرة المجتمع، عزمت على مواصلة الطريق الذي بدأته متحدياً إعاقتي التي سرعان ما عدت أذكرها إعاقة بعد تحقيق طموحاتي وبطولات عدة في مجال الكاراتيه».

وتابع: «أردت أن أثبت للجميع بأننا رغم الإعاقة نتفوق بأشياء قد يعجز المبصرون عليها، لترتفع الروح المعنوية متحلياً بالعزيمة والإصرار على كسر قيود العزلة وأن نكون فقط ضمن لائحة ذوي الإعاقة لأقول للعالم إنه لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس».



ومن البطولات التي شارك فيها مؤمن في عام 2016 بطولة دبي الدولية وحصل فيها على المرتبة الثالثة، وفي عام 2017 شارك في بطولة فلسطين وحصل فيها على المركز الأول، وفي عام 2020 وبالرغم من فيروس كورونا حقق المركز الأول في بطولة الكويت الدولية بمشاركة عدة دول أونلاين وتواجده بغزة بسبب المعيقات، إلى جانب العديد من البطولات المحلية في عالم الكاراتيه.

ويعتمد البيطار على الكاتا أو ما يعرف بالقتال الخيالي بتنفيذ الحركات المختلفة تجاه الخصم، حال الدفاع عن النفس ضد أي هجوم بالشكل والمكان والوقت المناسب.

وتطرق البيطار إلى أبرز الصعوبات التي يواجهها وهى عدم تبنيهم أو احتضانهم من قبل الجهات المعنية، إلى جانب عدم قدرتهم على المشاركة في بطولات دولية بسبب إغلاق المعابر والرفض من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

وعرج البيطار على ذلك بقوله: «نحن لا نملك السلاح وجل ما نملكه هو تحقيق إنجاز رياضي ورفع علم فلسطين عالياً في البطولات الدولية».

البيطار حاصل على الحزام البني ويطمح بأن يواصل بطولاته في عالم الكاراتيه حتى يحصل على الحزام الأسود وأن يصبح مدرب كاراتيه، كما أن للبيطار نصيباً في المجال الإعلامي فمنذ الصغر يقدم برنامجه الذي صنعه من وحي خياله حتى تحقق له ما تمنى بأن يصبح مقدم برنامج رياضي لأقرانه من ذوي الإعاقة، متمنياً ألا يقتصر إبداعه في المجال الرياضي وأن يكون إعلاميا في مجالات شتى، مطالباً ذوي الإعاقة بأن يكسروا قيود العزلة ويبدعوا كلٌ في مجالاته ليثبت أن الإعاقة لا تحد من الإبداع.