الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«مُختلف».. مصورة تحارب التنمر بـ«الكاميرا»

رفض التنمر فعل مجتمعي قد يتخذه كثيرون منا كل بأسلوبه شجباً وإدانة عبر تدوينات فيسبوكية أو توعية الآخرين بخطورته النفسية المُدمرة الواقعة على الأشخاص الآخرين، أو تربية النشء على تقبل الآخر، أما المصرية دنيا جمال فقد استخدمت كاميرتها في جمع أكثر من فتاة مُختلفة لتُعبر عن رفضها للتنمر في شتى صوره تجاه بعض المُتميزين في المجتمع المصري.

تقول دنيا للرؤية «أعتقد أن أي شخص قد منحه الله اختلافاً جسدياً فهو مُتميز لأنه وبكل صدق ليس كالآخرين، لذا ومُنذ بدأت التصوير أبحث عن لقطات مُتميزة يزيدها هؤلاء تميزاً».

علاقة دنيا بالتصوير بدأت مُنذ دراستها الثانوية وتعتقد أنها إرث تركه لها والدها الذي توفي بينما كانت صغيرة، كان الأب مُحباً للتصوير، فكانت كاميرته رابط بينه وبين ابنته التي شبت أيضاً على فن التقاط الصور مثلما فعل والدها الراحل.

وتُضيف «ما زلت مُحتفظة بكاميرا والدي رغم عدم استخدامي لها فعلياً لكنها رابط بيني وبين والدي الذي جعل عشق التصوير يتسرب لوجداني، فالتحقت بكلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية».

اهتمت دُنيا برصد تفاصيل المُتميزين، لتجد أن معظم لقطاتها خاصة بهؤلاء، وتُقرر أن يكون مشروع تخرجها قائم على إبراز حياة الأشخاص المختلفين داخل المُجتمع سواء المُصابات بالبهاق أو ذوات البشرة السمراء أو ذوات لون العيون المُختلفة وأيضاً المصابات بالنمش، وبعد رحلة بحث استمرت 7 أشهر كاملة عن تلك الشخصيات قررت أن يكون مشروع تخرجها في التصوير عن رصد للتنمر الذي تتعرض له الفتيات المُختلفات.

وتُتابع في حديثها مع الرؤية «طبيعة البشر الاختلاف لذا قررت أن يحمل مشروع تخرجي اسم ‘مُختلف‘ وهدفي الأساسي منه توعية المُجتمع ضد التنمر، فالاختلاف تميز وهبة من الله ويجب التوقف تماماً عن الحكم على الأشخاص بسبب شكلهم فجميعنا بشر مع تشجيع المُختلفين على تقبل ذواتهم ومواجهة المجتمع إن تعرضوا للتنمر».

وتستطرد دنيا «شكل الشخص ليس بيده ويجب جميعنا أن تتغير فكرتنا تجاه الأشخاص المُختلفين، ويجب أن نشجعهم على تقبل اختلافهم الذي لم يختاروه».

6 فتيات مُختلفات لم يلتقين ولا مرة واحدة قبل بدء التصوير، لكن انسجاماً كبيراً حدث بعد أول «فلاش» للكاميرا فبدين كأنهن التقين عشرات المرات.

وتُوضح دُنيا «البهاق والنمش والبشرة السمراء وتصبغات الوجه حتى الملامح المختلفة اخترتها للتعبير عن بعض الاختلافات للبعض ومساعدة آخرين على تقبل ذواتهن، وعمدت أن تكون ‘الموديلز‘ من خلفيات ثقافية مُختلفة وحقق مشروع التخرج نجاحاً كبيراً على مستوى الجامعة وكذلك على وسائل التواصل الاجتماعي، وأنا سعيدة بردود الأفعال تجاهه ولن تكون المرة الأخيرة التي أنفذ فيها مشروعات تصوير فوتوغرافي ناقدة لبعض التصرفات الخاطئة».