يتمتع أطفال التوحد بقدرٍ كبيرٍ من الذكاء والموهبة الفطرية التي تجعلهم أبطالاً في قصص نجاح عظيمة، لعل من أبرزهم الطفل أحمد نادر الموسوي، الذي لم يكمل عامه الـ11 من إمارة أبوظبي.
موهبة فريدة واستثنائية يتمتع بها أحمد، فقد حباه الله بأذن موسيقية تجعله يميز جميع أصوات أصابع البيانو من دون النظر إليها، فهو يحب عزف البيانو.
عانى أحمد في صغره كثيراً من الصعوبات، حيث إنه لم يستطع الكلام إلا في وقتٍ متأخر جداً، كما واجهته الكثير من التحديات بخصوص التواصل الاجتماعي.
لعبت الصدفة دوراً كبيراً في اكتشاف موهبة أحمد في مجال الموسيقى، فقبل أن يبدأ في الكلام كان يتأثر كثيراً بسماع الموسيقى، ويستمع لها جيداً، ويحاول عزف أي مقطوعة يسمعها، ما جعل الكثير من الاختصاصيين المتابعين لحالته يقولون إنه يمتلك أذناً موسيقية بالدرجة الأولى، كما لديه حُب للموسيقى بدرجة كبيرة.
حاولت أسرة أحمد تعليمه على بيانو صغير موجود في المنزل، وفي أحد الأيام استمعت أسرته لمعزوفة «هابي بيرز دي» قادمة من المنزل استغربوا ذلك، لأنه لا يوجد أحد يعزف على البيانو من الأسرة، وتفاجئوا بأن من يقوم بعزف هذه المقطوعة الفنية دون أي أخطاء نهائياً هو أحمد.
وتروي أسرته أنها بدأت في تشجيع أحمد على استكمال الموسيقى والعزف، والبحث عن مدرسين مختصين في مجال الموسيقى، رغم صعوبة ذلك وصعوبة تعامل بعض المدرسين مع طفل التوحد، لكن الأسرة استطاعت الاتفاق مع مدرس موسيقى لتدريب أحمد.
وتوضح الأسرة أن أحمد يستطيع أن يعزف أي معزوفة موسيقية يسمعها لأول مرة، فهو يملك موهبة تجعله يحفظ أي مقطوعة ويقوم بعزفها بدقة جيدة جداً.
تؤكد أسرة الطفل أحمد أنه متفوق في مجال الدراسة، ويحلم بأن يعزف على أكبر مسرح العالم، وكذا في مسارح الدولة المختلفة سواء أبوظبي أو دبي.