الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«الصبر» فاكهة صيفية تمنح الغزين القدرة على تحمل مرارة الحياة

يستمد سكان قطاع غزة صبرهم الكبير على ضنك الحياة ومرارتها التي يعيشونها من فاكهة صيفية تعتبر هذه الأيام موسم قطافها وتحمل اسم هذه الصفة التي تجعلهم يتحملون كل ما يتعرضون له.

إنها فاكهة «الصبر» أو ما يعرف باسم «التين الشوكي» وهي نبتة شوكية تنتشر بكثرة وكثافة في الأراضي الممتدة على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، ويستمر موسم قطافها أكثر من 30 يومًا، بدءاً من شهر يوليو وحتى العاشر من أغسطس المقبل.

ويُعتبر الصبر فاكهة الصيف، التي يعتمدها كثير من المواطنين في قطاع غزة، لأسباب كثيرة منها وفرته وسعره الذي في متناول الجميع وفوائده الصحية الجمة.



وأكد أدهم البسيوني الناطق باسم وزارة الزراعة الفلسطينية في حديثه لـ«الرؤية»، أن المساحة المتوفرة لزراعة الصبر في غزة تبلغ 665 دونماً، منها 150 دونماً مساحة مثمرة، و505 دونمات غير مثمرة.

وأوضح أن كمية الإنتاج لفاكهة الصبر 1.6 طن للدونم الزراعي الواحد، وأن مجمل الإنتاج السنوي 810 أطنان، مشيراً إلى أن هذه الكمية كلها تكون للسوق المحلي ولا يتم تصديرها لأنه لا يوجد اكتفاء ذاتي من هذا المحصول.

وأشار البسيوني إلى أن موسم هذه فاكهة الصبر يكون بعد شهر يوليو من كل عام.



وأكد الخبير الزراعي والبيئي نزار الوحيد أن الصبر هي ثمرة شوكية تنبت في فصل الصيف ولها فوائد صحية كبيرة لجسم الإنسان.

ووصف الوحيدي في حديثه لـ«الرؤية» الصبر بأنها «ثمرة قليلة الكُلفة عالية القيمة الغذائية محبوبة جداً محصورة بوقت محدد».

وقال: «ثمرة الصبر تحتوي على كميات كبيرة من الفيتامينات والسكريات والأملاح والمواد الطيارة والمواد المضادة للسرطان تحديداً».

وأضاف: «معروف أن ثمرة الصبر تعالج عدة أمراض منها أمراض الأمعاء، وتقوي المناعة للجسم».

وأشار إلى أن موعد جني الصبر هو بعد شهر يوليو من كل عام، مؤكداً أنه لو حصل تدخل في تربيته ممكن التبكير في قطافه ليصبح في شهر أبريل.

وأوضح الخبير الزراعي والبيئي أن زراعة الصبر لا تحتاج لمياه، وينبت بسهولة ولا يشكل أي مشاكل في زراعته، مشيراً إلى أن أشجار الصبر تشكل البيئة الحاضنة للطيور المهاجرة والزواحف والكائنات التي بدأت تعاني من فقدان مواطن تكاثرها.

وأكد أن الصبر يستخدم في الصناعات مثل الكريمات والشامبو وغيرها من مستحضرات التجميل، وكذلك ممكن استخدامه في الصناعات التحويلية، ووصفه بأنه «منجم للمواد الغذائية والصناعية».

وقال: «في ظل أزمة الأعلاف يعتبر الصبر من أهم النباتات التي يمكن استخدامها في صناعة الأعلاف وصناعة الأسمدة العضوية التي يربى عليه الأغنام والإبل».

وعلى مفارق الطرق والميادين في غزة يعرض العشرات من المزارعين هذه الفاكهة لبيعها حيث يتم بيع كل 30 ثمرة صبر بـ10 شيكل (ما يعادل 3 دولارات) لتكون في متناول الجميع لرخص ثمنها.