الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

باسل الكردي.. شيف فلسطيني يبدع بعالم الأجبان

روائح وأطعمة تغلب على معالم المكان الذي يتوسطه الشيف الفلسطيني باسل الكردي مرتدياً رداءه الأبيض، الذي يحاكي ألوان المنتجات التي يقوم بصناعتها في عالم الأجبان، ليجد من ذاته بداية مسيرة لتعليم أسرار صناعة الأجبان مستغلاً بذلك أكياس الحليب الجاف الموزع من قبل وكالة تشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، في صناعة العديد من أصناف الألبان والأجبان.

وقال الشيف باسل الكردي 43 عاماً، خلال لقائه مع «الرؤية»: كانت أكياس حليب المؤن المتواجدة في قطاع غزة أساس بداية الفكرة في خوض تجربة تدريب السيدات في طرق استغلال الأكياس في العديد من المنتجات المنزلية، في عالم الألبان والأجبان، بالتزامن مع الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الأهالي، ما جعله ينتج الألبان والأجبان بطرق إبداعية منتجاً ستة أنواع من الألبان من كيس حليب، أهمها: لبن العادي والمش واللبنة الكور والحامضة، وبالإضافة إلى الجُبن البلدية البيضاء.



وبدأت حكاية الشيف باسل مع مطلع عام 2000 خلال عمله في مصنع للألبان، لينطلق خلال عام 2007 في مشروعه الخاص في امتلاك مصنع ألبان خاص، ولكن لم تطل المسيرة حتى يحين عام 2012 ليغلق مصنعه، بسبب الأوضاع الاقتصادية، مختصراً عمله في معمل بسيط لإنتاج جبنة العكاوي المخصصة لحلويات الكنافة النابلسية.



وتوالت الأفكار حتى كان لكيس حليب المؤن بداية جديدة في خوض عالم التدريب على المستويين الفلسطيني والدولي، وذلك من خلال تدريب المتدربين على صناعة الألبان والأجبان ما يجعلهم قادرين على فتح مشاريع صغيرة يستطيعون من خلالها تغيير نمط حياتهم.



وأوضح الشيف باسل: العديد من الأجبان عملية إنتاجها سهل ولكن يحتاج إلى خطوات معينة لإنتاجها، وذلك جعلني أمتلك باقة واسعة من أصناف الأجبان التي أقوم بتدريب بصناعتها منها جبنة الريش وهي خاصة بتخسيس الوزن «الدايت»، ولمرضى السكري وذلك كونها خالية من الدسم، وبالإضافة إلى الجبنة البلغارية والتي تكون مزيجاً بين الحليب الطازج والجاف وتمتلك هذه الجبنة ميزة امتلاكها ثلاثة أطعمة مختلفة وهي: الملوحة والحموضة والدهون.

وينفرد الشيف باسل في صناعة الأجبان المصرية والأجبان المطبوخة وجبنة الشيدر والكرملي وهي شبيهة باللبنة وجبنة البراميلي والتي تمتاز بأنها معتقة وتخزن لمدة 3 شهور وتحتوي على عدد من الأطعمة، بالإضافة إلى الاسطنبولي والتي تمتاز بمذاقها الحامض.



ويقوم بصناعة الجبنة الموزريلا المخصصة للمعجنات وهي تعد من الأصناف الأوروبية، حيث يقوم بصناعة ستة أصناف أوروبية.

واستطاع الشيف باسل تخريج قرابة 1400 متدرب خلال سلسلة دورات تدريبية في صناعة الأجبان، كما يقوم بإعداد دورات لمهندسين زراعيين حول صناعتها عبر الإنترنت لدول مثل: مصر وماليزيا وتركيا وسوريا، ولم يغفل عن ذوي الهمم حيث يدرب 60 شخصاً من ذوي الهمم «الصم».