الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

ذوو همم يصنعون عربات لحماية عمال النظافة من أشعة الشمس

لم يكن يتخيل الشاب المصري عادل الدكروني أن يدخل عالم ذوي الهمم بعد رحلة دراسية في مجال الهندسة وتكنولوجيا المعلومات، فبينما كان يتعامل مع إحدى الآلات في المصنع الذي يعمل به في مدينة السويس أُصيب بمس كهربائي أفقده البصر تماماً، لينهي حياته العملية في عمر الـ25 عاماً.

عادل لم ييأس وتقبل إرادة الله واعتبر أن الحادث الذي وقع له كان مُقدراً له ليستغل دراسته لخدمة ذوي الهمم من أبناء محافظته، وعلى مدى 8 سنوات من العمل الدؤوب تولى منصب مدير مركز التأهيل الاجتماعي لذوي الهمم بمحافظة السويس وذلك بعد إغلاقه لمدة 30 عاماً متصلة.

ويقول عادل لـ«الرؤية»: «أعتقد أن الله قد اختارني لخدمة ذوي الهمم داخل مدينة السويس، وبعد إغلاق ورش التدريب داخل مركز تأهيل ذوي الهمم لمدة 30 سنة كاملة قمت بمساعدة أعضاء مجلس الإدارة وهم فريق من الشباب ذوي الهمم أعدنا افتتاحها مرة أخرى وقمنا بتدريب أصحاب الإعاقة على أعمال النجارة والحدادة وغيرها وتوفير فرص عمل لهم يتقاضون عليها أجراً وليس التدريب فحسب».



من ضمن الأعمال التي أنجزها عادل مع فريقه ولاقت نجاحاً كبيراً كان تنفيذ عربات بمظلات خاصة لعمال النظافة داخل المحافظة لتقيهم ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير في الفترة الأخيرة، وتم تصنيعها جميعاً بأنامل ذوي الهمم داخل مركز رعاية السويس.

وعن ذلك يقول لـ«الرؤية»: «ما نعمل عليه داخل مركز تأهيل ذوي الإعاقة هو تقديم الدعم النفسي بخلق فرص عمل لأعضاء المركز من ذوي الإعاقة، ليشعروا بكينونتهم وأهميتهم داخل المجتمع وأنهم أشخاص يمكن الاعتماد عليهم، لذا استغللت مهاراتهم في إنتاج عربة بمواصفات خاصة لدعم عمال النظافة بحيث تتميز بالخفة ليستطيع العامل جرها مع توفير مظلة خاصة تحميه من حرارة الجو، وتوفير مكان ليضع فيه العامل أكله وشرابه».



ويستطيع شباب مركز التأهيل الاجتماعي تنفيذ 10 عربات نظافة بالمواصفات السابقة في اليوم الواحد، ويستغرق تنفيذ العربة الواحدة ساعتين فقط بكلفة 2000 جنيه، وبخلاف العربات نجح الفريق في تحويل سيارة متهالكة لمطعم مُتنقل بأقل الإمكانات ويمكن تنفيذ أكثر من نموذج منها لتوفير فرصة عمل لمن يريد حيث إنها مُناسبة لمختلف أنواع الإعاقة.

ويُتابع الدكروني: «قمنا بتوزيع عدد من تلك العربات على عمال النظافة في شوارع السويس إضافة لعمال النظافة بمنطقة أهرامات الجيزة، وما زلنا بحاجة لزيادة الدعم لتنفيذ عدد أكبر من العربات وتعميم التجربة على محافظات مصر كلها».

ويستطرد: «قمنا كذلك بتنفيذ بوابات للتعقيم أثناء المرحلة الأولى لكورونا وتوزيعها على عدد من المُنشآت الحكومية، من ضمنها وزارة التضامن الاجتماعي إلى جانب تصنيع 2000 كمامة مزودة بفلتر، وتم توزيعها بالمجان في الشوارع، وما أستطيع إيصاله من خلال مركز رعاية ودعم ذوي الهمم بالسويس هو أن أصحاب الهمم قادرون باختلافهم أن ينتجوا وأن يكونوا جزءاً فعالاً وأصيلاً في المُجتمع».