الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

أحمد عباس أصغر مصمم أزياء في فلسطين يطمح للعالمية

يملأ الأمل عيونه وهو يقود ماكينة الخياطة برشاقة، ويقوم بكل ما يطلب منه في محل الخياطة التابع لوالده ليصبح بذلك أصغر خياط ومصمم أزياء في فلسطين طامحاً للعالمية.

الإرادة وحب ما يفعله هو ما جعل الطفل أحمد عباس (13 عاماً) من قطاع غزة يخطو نحو تحقيق هدفه، فإرادته هي ما دفعته للخطوة الأولى على طريق الكفاح، أما عزيمته في مواصلة ذلك المشوار وبلوغ طموحاته وأحلامه فهي ما أبقته على هذا الطريق حتى النهاية.

عمل أحمد إلى جانب والده منذ نعومة أظفاره في مهنة الخياطة إلا أن آماله بتطوير الخياطة من حرفة إلى هواية في تصميم الأزياء جعلته يصبح أصغر مصمم أزياء في قطاع غزة.

أحمد الذي عمل على تطوير مهنة والده الذي يعمل بها منذ أكثر من 35 عاماً عن طريق اليوتيوب بدأ عمله بالكوي وماكينة الحبكة والخياطة منذ أن كان عمره 10 سنوات.

تعلم أحمد لمهنة الخياطة ليس بالأمر السهل فهي مهنة تحتاج إلى سنوات طويلة في إجادة استخدام الماكينات واختلاط وظيفة كل ماكينة عن الأخرى إضافة إلى ضرورة الانتباه إلى أصابعه من آلة الخياطة، كلها أمور وجب الانتباه إليها في هذه المهنة، حسب حديث أحمد لـ«الرؤية».

إلا أن إصرار أحمد على مساعدة والده ـ كأحد أنواع بر الوالدين ـ جعله يتغلب على كل هذه الصعاب والمخاطر.

يقول أحمد باللهجة العامية: «تعلمت من أبوي (أبي) الخياطة من لما (حينما) كان عمري 10 سنوات، كنت أجي (آتي) على المحل وأشوف (أرى) أبوي إيش (ماذا) بعمل وأعمل زيه (مثله) لحد (حتى) ما صرت أشتغل على ماكينة خياطة إلي لحالي (خاصة بي)».

يصف محمد عباس والد أحمد فرحته بإنجاز طفله وهو أصغر أخوته فيقول: «أحمد فنان في الخياطة.. حبه لها جعله يبدع لدرجة لم أستوعبها أو أتخيلها وهو ما يسمى عندنا أن الابن تفوق على والده».

ويضيف والده حديثه لـ«الرؤية»: «يستغل أحمد جميع أوقات الفراغ ـ عندما لا يكون لدينا عمل ـ في تطوير مهاراته وقدراته فيعمل على رسم موديلات وتطوير أخرى جاهزة ينظر إلى أحدث ما وصل إليه عالم الموضة ليصبح أفضل مما هو عليه».

وتابع: «وجب علينا أن نشكر تلك الظروف القاصية التي جعلت طفلاً بعمر أحمد يترك ما يفعله طفل بعمره من لهو ولعب بالتراب والطين داخل أزقة مخيم يعج بالسكان إلى خوض غمار المشاق والمتاعب منذ صغر سنه».

ذاع صيت أحمد في جميع أنحاء مكان سكنه من مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غربي مدينة غزة، فلمساته الفنية وثقته بنفسه جعلت الزبائن يحبونه ويطلبونه بالاسم ويرفضون شغل والده سواء لتصميم الملابس أو خياطتها.

آمال أحمد لم تقف هنا بل اتجهت نحو الدراسة الأكاديمية فيقول: «بعد إنهاء التوجيهي (الثانوية العامة) سأدخل الجامعة تخصص تصميم أزياء لأطور محل الخياطة هذا إلى مصنع كبير ولجلب أكبر عدد من الزبائن».

برغم ظروف قاسية صعبة يعيشها أطفال قطاع غزة إلا أن طموحاتهم وأحلامهم لم ينل منها أحد، بل بقيت شامخة محلقة منتظرة وقت تحقيقها والسعي خلفها.

أحمد واحد من بين آلاف الصغار الذين يسعون خلف تحقيق تلك الأحلام يعافرون التراب بأنيابهم من أجل تحقيق هذه الأحلام.