الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

روبوتات يحركها أصحاب همم عن بُعد تستقبل زبائن مقهى ياباني

يحَيي ميتشيو إيماي أحد الزبائن في مقهى بطوكيو ويستعد لتسجيل طلبه. لكنه في الواقع موجود على بعد مئات من الكيلومترات من المكان، يدير مِن بُعد روبوتاً ضمن تجربة لتسهيل توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة.

والروبوتات البيضاء في مقهى «داون» التي يشبه شكلها صغار البطريق وترفرف أجنحتها لدى استقبالها الزبائن، تهدف إلى توفير فرص عمل للأشخاص الذين يجدون صعوبة في مغادرة منازلهم.





فمن منزله في هيروشيما (غرب اليابان)، على بعد 800 كيلومتر من المقهى، يخاطب إيماي الزبون من خلال الروبوت قائلاً «مرحباً، كيف حالك؟».

إنه واحد من نحو 50 موظفاً يعانون إعاقات حركية أو عقلية «يقودون» الروبوتات في مقهى «داون». يعمل البعض من الخارج، لكن البعض الآخر موجود فعلياً في المقهى.



والمقهى الذي افتُتِح في يونيو في حي نيهونباشي بطوكيو، كان من المقرر في الأصل بدء العمل فيه عام 2020 تزامناً مع دورة الألعاب البارالمبية، لكنّ الموعد أرجئ كما الدورة بسبب جائحة كوفيد-19.

والمكان خالٍ من أي سلالم، وممراته واسعة تسهيلاً لتنقّل الكراسي المتحركة، وتتولى فيه روبوتات أطلقت عليها تسمية «أوريهايمي» مهمة الاستقبال، وهي مجهزة بكاميرا وميكروفون ومكبّر للصوت لتمكين مشغّلي الروبوت من التواصل مع الزبائن.



وسأل روبوت متمركز بالقرب من مكان عرض قائمة الطعام زبوناً «هل يمكنني أخذ طلبك؟». وتحركت 3 روبوتات بين الطاولات حاملة الطلبات، فيما تولى آخر توفير القهوة.

لكن هذه الروبوتات اللطيفة هي قبل كل شيء وسيلة للتواصل.

وقال ميتشيو إيماي الذي يعاني اضطراباً جسدياً ويجد صعوبة في مغادرة منزله «يمكنني التحدث إلى الزبائن عن الكثير من المواضيع، كالطقس، والمنطقة التي أنتمي إليها، وصحتي...».



وأضاف «ما دمت على قيد الحياة، أريد أن أفعل شيئاً للمجتمع من خلال العمل. يسعدني أن أكون جزءاً من المجتمع».

يعاني المشغلون الآخرون مرض شاركو الذي يؤدي إلى شلل العضلات، ويمكنهم استخدام حركات عيونهم لإرسال إشارات إلى الروبوتات.





وقال مؤسس «مختبر أوري» لتصنيع الروبوتات كينتارو يوشيفوجي لوكالة فرانس برس «إنه مكان يتيح دمج الناس في المجتمع».

فقد منعت يوشيفوجي مشكلات صحية عانى منها في طفولته من الذهاب إلى المدرسة، ما دفعه إلى التفكير في طرق تُمكّن الأشخاص الذين لا يستطيعون مغادرة منازلهم من العمل.



وتلقى رجل الأعمال البالغ 33 عاماً دعماً من شركات كبيرة، ولكنه تلقى أيضاً تمويلاً تشاركياً لفتح المقهى الذي يرى فيه أكثر من مجرد تجربة روبوتية.

وشدد على أن «الزبائن لا يأتون إلى المقهى لمجرد مقابلة أوريهايمي... بل الأشخاص الذين يقودونه من وراء الكواليس».