الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

محمد الضبة يخوض سباق أحلامه على رمال الشاطئ

بطموح وحلم وتأمل، واجتهاد لنيل المستحيل، حلم بكل ماضيه، أمل بأن سوف يغير قوانين فرضت عليه، يحاول رغم الضربات التي تأتيه، ينسى ويكرر المحاولة، مرة، مرتان لا يهمه، اجتهد بكل طاقاته، ليحصل على ما يريده خاطره، وما كان يريد أن يكون.

ابدأ صغيراً، فكر كبيراً، لا تقلق على أشياء كثيرة في نفس الوقت، ابدأ بالأشياء البسيطة أولاً ثم تقدم إلى الأشياء الأكثر تعقيداً على هذا المبدأ صار الأربعيني محمد سيف الدين الضبة في تحقيق حلمه.

حلم يراوده منذ طفولته، يمسك المقود بيديه يدوره يمينا ويسرة في محاولة لقيادة ذلك النوع من السيارات التي تشتهر بها تلك المنطقة الصحراوية والتي تعتمد عليها اعتماد كبير.

صنع الضبة بحسب حديثه لـ«الرؤية» سيارته اللافتة للنظر بإمكانات ومعدات بسيطة، استطاع من خلالها صناعة الهيكل الخارجي، مستعيناً ببعض القطع من السيارات الأخرى وعلى رأسها المحرك، في كلفة وصلت إلى 8000 دولار.

بصبر وهدوء عكف محمد على إعادة تهيئة نظام التعليق في مركبته الرياضية التي صنعها من الصفر، بعد أن حصل على قطع غيار كان ينتظرها بفارغ الصبر لتصل إليه، وتصبح سيارته أخف وزنا وأكثر سرعة.

ويروي الضبة تفاصيل ارتباطه بسيارات البقي (إحدى سيارات السباق) فيقول «في صغري كنت أشاهد سيارات البقي وأنواعاً أخرى من سيارات السباق التي كانت تشارك في سباق "الرالي باريس داكار" الذي كان ينظم في ذلك الوقت في القارة الأفريقية ويمر بموريتانيا وأعجبت بها وحفرت صورتها في عقلي.

ويتابع "استمتعت بقيادة بعض المركبات الرياضية كذلك، لذا بدأت أطبق ما تعلمته في المركبات مع عائلتي في صناعة سيارتي الخاصة ."

استمر الضبة في صناعة سيارته لمدة عامان من العمل الشاق والانتظار والتجهيز، لكنه لم يجد لها مكانا على الطريق، فكان متنفسه الوحيد رمال الشاطئ، حيث ترقبه عيون وهواتف المصطافين، وهو يقوم بحركات التفافية سريعة.

وأكد الضبة قدرة سيارته فيقول "إنها تملك محركاً يعمل بمستوى قوة 160 حصاناً، فيما تصل سرعتها القصوى إلى 260 كيلومتراً بالساعة، ولديها القدرة والمرونة للسير على الرمال وفي المناطق الوعرة بسهولة وانسيابية."

وفي محاولة منه لاستعادة أمجاده في موريتانيا عمل الضبة خلال السنوات الماضية على إنشاء نادٍ خاص بأصحاب سيارات السباق والدفع الرباعي في قطاع غزة، وأطلق عليه اسم «نادي غزة للرياضات الميكانيكية»، لكنه لم يستمر طويلاً بسبب عدم تمكنهم من تنظيم سباقات خاصة بهم.

ويتساءل لماذا لا يكون لنا في غزة نادٍ ترعاه وزارة الشباب والرياضة مثلاً، على غرار فريق فلسطين للدفع الرباعي الموجود في الضفة الغربية، للمشاركة في السباقات أو حتى تنظيم فعاليات محلية يتم فيها تبادل الخبرات؟

ويحلم الضبة أن تعرض سيارته في معرض الصناعات الوطنية الفلسطينية، ليلفت الأنظار إلى موهبته آملاً أن يتم دعمه للمشاركة في أحد السباقات العربية أو الدولية للهواة، لكنه لم يفلح في ذلك، ناهيك عن عدم قدرته على الحصول على ترخيص خاص بسيارته.

وعن الصعوبات التي تواجه الضبة وأمثاله الكثيرين أكد صانع السيارات الرياضية أن معظم المشاركين في السباقات العالمية الخاصة بفئة سيارته مثل «رالي دكار» و«سباق الباها» هم من الهواة مثله، لكن الإمكانات والدعم غير متوفران لهم، وكذلك عدم القدرة على السفر بحرية، وكذلك عدم توافر قطع الغيار بسبب ظروف قطاع غزة.