الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

مخرج من أصل لبناني يعيد الحياة إلى أوبرا «أوديب» في باريس

مخرج من أصل لبناني يعيد الحياة إلى أوبرا «أوديب» في باريس

وجدي معوّض

خرج الشباب الذين حضروا عرض أوبرا «أوديب» في باريس مبهورين بالقصة والإخراج الذي تولاه الكندي-اللبناني وجدي معوّض، معيداً إحياء الصيغة الأوبرالية التي قدمت للمرة الأولى قبل 85 عاماً في العاصمة الفرنسية.

فهذه الأوبرا اليتيمة للمؤلف الموسيقي الروماني جورج إينيسكو والمستوحاة من مسرحية سوفوكليس الشهيرة عن ملك طيبة الأسطوري الذي اكتشف أنه قتل والده وتزوج أمه، قُدمت في أوبرا باريس عام 1936 ولاقت استحساناً كبيراً لكنّ النسيان طواها بعد الحرب العالمية الثانية.

ويخوض الكاتب المسرحي والمخرج وجدي معوّض بداياته الأوبرالية من خلال النسخة الجديدة التي تبلغ مدتها 3 ساعات من عمل إينيسكو.

وكان انطباع جمهور عصر «غيمز أوف ثرونز» و«لورد أوف ذي زينغز» من الشباب دون الـ28 الذين حضروا العرض الأول من أوبرا «أوديب» أن قصة قتل الأبوين وسفاح القربى «مرعبة» إلى حدّ، لكنها لا تخلو من المؤامرات والمشاهد الصادمة، لا سيما لقاء أوديب والهولة التي تطلب منه حل اللغز.

ولشرح اللعنة التي تصيب البطل (ويؤدي دوره ببراعة الباريتون البريطاني كريستوفر مالتمان)، كتب وجدي معوض مقدمة دون موسيقى يروي فيها كيف أن لايوس، والد أوديب، اغتصب طفلاً في شبابه، ثم تزوج جوكاستا التي أنجبت أوديب، متحدياً بذلك النبوءة التي منعته من أن يُرزق أولاداً، لأن ابنه في هذه الحال سيقتله ويتزوج جوكاستا.

وأشار وجدي معوض إلى أن «أوديب كان في سن هؤلاء الشباب عندما أصبح ملك طيبة». وأضاف «كان الطاعون يضرب المدينة، وكان الإله يقول + إذا كنتم تريدون أن يتوقف الوباء، يجب حل لغز مقتل لايوس+. وأصرّ أوديب على معرفة الحقيقة، فاكتشف أنه القاتل. إنها حبكة مثيرة للاهتمام».

ولاحظ أن «أوديب قَبِل بمواجهة الحقيقة، وهذا ما يتطلب شجاعة»، مقارناً ذلك بـ«ضعف السياسيين الذين يفعلون العكس».

وأبرز المخرج الذي غادر بلده لبنان طفلاً في خضمّ الحرب الأهلية قبل أن يستقر في كندا ثم في فرنسا، أن سوفوكليس كان يكتب نصوصه «في زمن كانت الديمقراطية فيه لا تزال وليدة، وكان ينبه إلى صعوباتها».