الثلاثاء - 19 مارس 2024
الثلاثاء - 19 مارس 2024

إيمان وسانشيا.. من توأمتين ملتصقتين إلى إلهام أصحاب الهمم

إيمان وسانشيا.. من توأمتين ملتصقتين إلى إلهام أصحاب الهمم

المصدر صن

على الرغم من أنهما لا تتذكران الأشهر الثلاثة الأولى من حياتهما، عندما كانتا ملتصقتين بقاعدة العمود الفقري، فإن جسدي التوأمتين إيمان وسانشيا يشعران بالراحة عندما تنامان ملتصقتين بنفس الطريقة رغم مرور 20 عاماً على فصلهما.

وتقول إيمان إنه على الرغم من انفصالهما، إلا أنهما ما زالتا قريبتين من بعضهما وتنامان أحياناً في الوضع نفسه الذي كانتا فيه ملتصقتين عند ولادتهما.

وتشير صحيفة صن إلى أن الفتاتين ولدتا قبل موعدهما بأربعة أشهر في13 سبتمبر 2001، وكان وزنهما معاً 4.5 كلغ فقط، وبعد 3 أشهر من ولادتهما خضعتا لعملية جراحية لفصلهما في مستشفى برمنغهام للأطفال، بقيادة جراح الأعصاب الراحل توني هوكلي.





وكانت تلك المرة الأولى التي تجرى فيها تلك العملية في بريطانيا والثانية على مستوى العالم.

ووافق الوالدان على إجراء العملية التي استغرقت 16 ساعة رغم علمهما أن فرص النجاة تتراوح بين 5%، 25%، إلى جانب خطر الإصابة بالشلل.

وتقول إيمان «منذ البداية أدرك والدانا أننا نريد أن نكون مستقلتين، ولو كانا استشاراني وقتها لوافقت على الانفصال فوراً، نحن مختلفتان ولكننا نحب أن نكون بالقرب من بعضنا».

وتضيف سانشيا: «نحن معاً في السراء والضراء مهما تباعدنا ومعنا شقيقتنا الثالثة الصغرى داماريس».

وتحب التوأمتان الاستماع للموسيقى وارتداء الأحذية الرياضية والرقص.

ولكن بينما تحب إيمان مشاهدة أفلام الإثارة والخيال العلمي، تفضل سانشيا مشاهدة الأفلام الرومانسية!



وتشير سانشيا إلى أن الحياة «كانت ستختلف كثيراً إذا كنا لا نزال ملتصقتين. كنا لن نستطيع الذهاب إلى جامعات مختلفة أو تكوين صداقات وعلاقات مع أشخاص مختلفين».

وما زالت الفتاتان تعانيان من آثار عملية الفصل، رغم أنهما في الـ20 من عمرهما، وتستخدم إيمان أحياناً كرسياً متحركاً أو عكازاً للمشي مثل سانشيا.

كما أن لكل منهما ساقاً أقصر من الأخرى، وتعانيان كثيراً من تشنجات فيهما، ولكنهما تعودتا على ذلك، وتفهم كل منهما متى تشعر الأخرى بالألم، ومتى تحتاج للمساعدة.

ويبدو أن إيمان وسانشيا مصممتان على أن تعيشا حياتهما على اتساعها، وأن تلهما الآخرين من أصحاب الهمم لفعل الشيء نفسه.

وتتذكر إيمان أنها عندما سارت على قدميها في سن الثانية قال الناس إنها معجزة.



والتحقت الشقيقات الثلاث بالجامعة، حيث تدرس إيمان السياسة والعلاقات الدولية، بينما اختارت سانشيا الأمن السيبراني، وفضلت داماريس دراسات الطفولة والشباب والدراسات التربوية.

وقالت إيمان إنها وشقيقتيها يبحثن بين الحين والآخر عن مقالات الصحف القديمة التي تتحدث عن تجربتهما، وتتذكران أنهما كانتا مشهورتين، تظهران على شاشات التلفزيون ويحضر أعياد ميلادهما مصورون وصحفيون لتغطيتها.

وتحاول الفتاتان إلهام الشباب بالحديث عن تجربتهما عبر وسائل التوصل الاجتماعي، والأيام الجيدة والسيئة التي مرتا بها، لكي تثبتا لأصحاب الهمم أنهم يمكنهم التمتع بحياة جيدة والعمل في وظائف محترمة، على أمل أن تصبحا نموذجاً ناجحاً للآخرين.

وهما الآن تقودان حملة لجمع 10 آلاف جنيه استرليني للمستشفى الذي ولدتا فيه من خلال الغناء عبر الإنترنت مع الأصدقاء والعائلة، وتنظيم الأحداث الرياضية والعديد من أفكار جمع التبرعات الأخرى.