الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

«لعبة الحبار» يمنح قبلة الحياة لحلوى «دالغونا» التقليدية

«لعبة الحبار» يمنح قبلة الحياة لحلوى «دالغونا» التقليدية

عاد النجاح العالمي للمسلسل الكوري الجنوبي «لعبة الحبار» بالخير على اثنين من صغار تجار سيئول، إذ يقبل محبو هذا العمل على منصتهم المتواضعة لشراء حلوى «دالغونا» التي اكتسبت شهرة واسعة، نظراً إلى كونها محور التحدي الذي ينبغي خوضه في إحدى الحلقات التسع.

هذه الحلوى التي ارتبطت طويلاً بالفقر المدقع الذي أعقب فترة ما بعد الحرب، شهدت حياة جديدة منذ إصدار نتفليكس مسلسلها «سكويد غايم».

ويعرض المسلسل شخصيات من الفئات الأكثر تهميشاً في كوريا الجنوبية يشاركون في ألعاب أطفال تقليدية للفوز بـ45,6 مليار وون (38,5 مليون دولار).

وفي إحدى المواجهات، يجب على المتسابقين أن يقطّعوا في هذا النوع من السكاكر المقرمشة أشكالا، بينها خصوصاً شكلا نجمة ومظلة. ومن يفشل في المهمة يكون مصيره الإعدام فوراً.

وقد استوحيت لعبة الحياة والموت هذه من قصة المخرج هوانغ دونغ-هيوك، الذي نشأ في سيئول في السبعينيات.

وفي ذلك الوقت، كان الأطفال الذين ينجحون في تقطيع أشكال يحصلون على حلوى دالغونا مجاناً.

وللفوز، كان هوانغ يظهر إبداعاً كبيراً، إذ لم يكن يتوانى عن لعق الحلوى لسحب الشكل المطلوب منها أو استخدام إبرة ساخنة.

وفي المسلسل، تعيد الشخصيات إنتاج هذه التقنيات المختلفة.

وقال المخرج في مقطع فيديو نُشر أخيراً على «يوتيوب» إنه "سيكون صانع الدالغونا مشككاً عندما يراني أنجح في صنع الشكل الأصعب، أي شكل المظلة".

مشاهد معقدة



كانت مشاهد تقطيع الحلوى معقدة خلال التصوير، إذ يذوب الدالغونا بسهولة شديدة في الجو الرطب، خصوصاً خلال موسم الأمطار في كوريا الجنوبية.

لذلك استدعى المخرج الفني تشاي كيونغ سون «متخصصين في الدالغونا» أتوا لصنع الحلوى في موقع التصوير.

وصنع ليم تشانغ جو وزوجته جونغ جونغ سون ما بين 300 و400 دالغونا خلال أيام التصوير الثلاثة.

ويوضح ليم "كانت أصغر حجماً وأرق مما نصنعه عادة".

وبات كشكهما المتواضع الواقع في أحد شوارع منطقة المسارح في سيول، من أكثر الأماكن رواجاً في العاصمة الكورية الجنوبية.

وبمجرد افتتاحه، يتدفق الناس على أمل شراء واحدة من هذه السكاكر التي يصنعونها على الفور ويبيعونها مقابل 2000 وون (1,7 دولار). وقد ينتظر الزبائن أحياناً حتى 6 ساعات، كما ينتهي الأمر بالبعض بالاستسلام والمغادرة بخفّي حنين.

ويحتاج ليم إلى نحو 90 ثانية لإذابة السكر وبيكربونات الصوديوم في مغرفة صغيرة فوق جهاز تسخين. بعدها يضغط على العجين، وباستخدام قالب يعطي الشكل الذي يريده الزبون.

ويقدم صانع الحلويات مجموعة من الأشكال، وقد أضاف أخيراً شكل حرف «ن» اللاتيني نسبة إلى "نتفليكس".

ولم يكن يتخيل ليم أن تلقى حلوياته مثل هذا الرواج، وهو بات يعيش حياة "محمومة للغاية".

ويوضح التاجر الذي افتتح كشكه قبل 25 عاماً "بالطبع، أنا سعيد لأن عملي يسير على ما يرام وأصبحت الدالغونا مشهورة في بلدان أخرى".

أسعار باهظة



ظهرت الدالغونا لأول مرة في ستينيات القرن العشرين، في فترة كانت كوريا الجنوبية تعاني الفقر بعد الحرب. وكانت الحلويات، مثل المثلجات أو الشوكولاتة، نادرة وتباع بأسعار باهظة.

وكان هذا النوع من الحلويات الشديدة الحلاوة التي يضاف إليها بعض المكسرات والمرارة، شائعا للغاية، وقد أقام باعة كثر أكشاكهم قرب المدارس.

وقرر ليم وجونغ بدء هذا العمل بعد إغلاق معمل الخياطة الخاص بهما خلال الأزمة المالية الآسيوية عام 1997.

ويشكل مسلسل «سكويد غايم» أحدث مظاهر تأثير كوريا الجنوبية المتزايد على المشهد الثقافي العالمي، بعد فرقة البوب «بي تي اس» الرائجة عالمياً، وفيلم «باراسايت» الذي فاز بجوائز عالمية عدة وكان أول فيلم بغير الإنجليزية يحصد أوسكار أفضل فيلم.