الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

حلوى المولد النبوي.. فرحة يقطفها الصغار والكبار في «بين الحارات»

تحول شارع بين الحارات في منطقة رمسيس بالعاصمة المصرية القاهرة، إلى أشبه بخلية نحل، حيث يعمل الموظفون في خطوات مرتبة متتالية لإنتاج علبة حلاوة المولد، التي تعتبر أهم مظهر احتفائي مصري بالمولد النبوي الشريف.



بداية من التصنيع ومروراً بالتغلفة والتعبئة يتراص العاملون والتجار في هذا الشارع للانتهاء من تجهيز حلاوة المولد النبوي الشريف، على مدار 3 أشهر عمل تسبق موعد المولد والاحتفال به.



ويأتي المواطنون من كافة محافظات مصر لشراء الحلوى من هذا الشارع منذ 3 شهور وحتى اليوم، حيث اشتهر بهذه الصناعة منذ سنوات.

تشكيلة منوعة



وتتنوع أنواع حلوى المولد النبوي الشريف ما بين السمسمية والفولية والحمصية والبندقية والملبن والشكلمة، وغيرها الكثير والكثير من مصنوعات الحلوى والمكسرات، التي يتفنن فيها صناع الحلوى كل عام عن الذي يسبقه ليضيفوا لها منتجات جديدة، بأسماء جديدة.



وأشار تاجر الحلويات فتح الله محمود، 62 سنة إلى أن الشارع يحوي عدداً من مصانع الحلوى، وفي مقدمتها حلاوة المولد النبوي الشريف، لافتاً إلى أن الشارع يستعد لهذه المناسبة مبكراً، حيث يأتي المواطنون والتجار من كافة المحافظات للشراء من شارع بين الحارات، لذا يزداد الشارع ازدحاماً خلال موسم المولد النبوي الشريف.



ونوه بأن معظم القاطنين في هذا الشارع يعملون في صناعة الحلويات التي تتركز مبيعاتها في المواسم سواء الدينية أو الوطنية، مشيراً إلى أن التجار يتجهون إلى بيع مواد الحلويات الخام مثل جوز الهند والمكسرات، والعسل، السكر، والنشا، في خلاف المواسم وفي رمضان ينتقل الشارع إلى صناعة ياميش رمضان.

عروسة المولد



ولا تقتصر المظاهر الاحتفائية بالمولد النبوي باقتناء الحلويات بل هناك من يقتنون عروسة المولد أو مجسمات الجمال، يقول مصطفى 47 سنة: إنه موجود في الشارع منذ 25 عاماً، وهذا هو موسم عملهم، والذي يستمر لمدة شهرين، حيث يعتبر هذا الموسم أهم مصادر رزقهم، لافتاً إلى أنه يصنع الجمال، والعرائس في ورشة يمتلكها، ويبيعها في هذا الشارع كونه مقصداً وسوقاً لجميع المحافظات.



وأشار مصطفى، إلى أن هناك نحو 18 مصنع حلوى المولد في الشارع، لافتاً إلى أنهم في ظل الأيام العادية، يعملون على بيع مواد الحلويات الخام ويوردونها لمحلات الحلويات الكبرى في القاهرة والجيزة، موضحاً أن الشارع بأكمله يتقن تجارة حلوى المولد، ومن لا يتقنها يعمل في الأعمال المساندة خلال المولد كونها عادة أكثر منها تجارة وربحاً.



وأشار إلى أن الجديد في تصنيع العرائس هذا العام، هو صناعة بيت للعرائس، حيث إحاطتها بصندوق من مادة الأركيت المستورد من الصين.



ابتكارات جديدة



«غوايش» و«قرمشة» أنواع جديدة من الحلوى موجودة في شارع بين الحارات هذا العام، حيث يضيف الشارع كل عام عدداً من الأنواع الجديدة والابتكارات المختلفة عن العام الذي قبله، ويقول جمال سعد خليفة، 63 سنة، أحد التجار بالشارع، إن هذا الشارع مشهور منذ زمن بأنه شارع صناعة وبيع حلوى المولد النبوي، حيث تخصص المصانع في صناعة الحلوى بجميع أشكالها الكثيرة والتي يزيد عدد أصنافها على 100 صنف.



وأضاف «خليفة»، أن الحلوى موسمية، والعمل في حلوى المولد، يدر لهم الربح الذي يعتمدون عليه في الإنفاق طيلة العام.

إقبال كبير



ويتراوح سعر حلوى المولد العادية من 30 إلى 40 جنيهاً (9 دراهم)، فيما يصل سعر الكيلو منها بالمكسرات إلى 80 جنيهاً (18 درهماً)، بحسب «عزوز جمال» 67 عاماً، تاجر بالشارع.

ويقول عزوز إنه موجود في هذا الشارع منذ ولادته، وكل عام تزيد الأصناف وأشكال بيع حلوى المولد عن العام الذي يليه، وجميع التجار الكبار إلى جانب المواطنين يقبلون على الشراء من هذا الشارع، لانخفاض الأسعار به، والتي تزيد إلى 20 ضعفاً خارجه.



وأضاف جمال، أن هناك عمالاً موسميين مؤقتين يأتون كل عام من الصعيد والقرى، وجميع المناطق في مصر لهذا الشارع للعمل في صناعة الحلوى، ويتركونه بعد انتهاء المولد النبوي الشريف، لافتاً إلى أن سلاسل المحلات الكبيرة التي تبيع الحلوى تشتري كل عام من شارع بين الحارات.