الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

محاربة السرطان منة فرج: التمسك بالأمل بداية التعافي

بالصدفة البحتة اكتشفت البلوجر المصرية المُقيمة بالكويت منة فرج إصابتها بسرطان الثدي، فبفحص ذاتي اكتشفت أن جسدها يُحدثها أن هناك خطباً ما يستدعي الاطمئنان، لتكتشف بعد ذلك إصابتها بسرطان الثدي بعد إجراء الاختبارات الطبية اللازمة، لم تجزع منة وحولت محنتها لمنحة ورسالة أمل لغيرها من مُحاربات السرطان وتنشر رسائل الدعم والأمل عبر حسابها على «إنستغرام» طوال رحلة العلاج وحتى التعافي والوصول للمرحلة النهائية من العلاج.

أطول 15 يوماً



"في 19 أبريل 2019 اكتشفت إصابتي بسرطان الثدي، 15 يوماً كانت فترة ظهور نتيجة التحليل، كانت أطول 15 يوماً في حياتي، لم تخبرني أمي بالنتيجة لأنها من أحضرتها، انتظرت حتى موعد الطبيب، هناك انهرت كلياً، لا أنكر أن الأمر في بدايته مثل صدمة كبيرة، لكن سرعان ما جمعت شتات نفسي وقررت المقاومة.

مراحل المرض



بالنسبة لمنة فمريض السرطان يمر بـ3 مراحل الأولى هي الصدمة ومرحلة التساؤل حول أسباب الإصابة خصوصاً إن كان يتبع نظاماً صحياً في شتى مناحي حياته، «يأكل بشكل جيد.. يمارس الرياضة»، فلماذا حدثت الإصابة إذن، أما المرحلة الثانية فهي الإنكار أو مُحاولة الاستيعاب والتقبل لتأتي المرحلة الثالثة وهي التعايش، وهو ما حدث معها فبعدما اجتازت مرحلة الصدمة استوعبت وتقبلت فتعايشت مع إصابتها بسرطان الثدي.

أهمية الدعم النفسي

وتقول «المهم هو التقبل لتنتقل الأنثى لمرحلة التعايش، وهذا يحدث بفضل الدعم النفسي وهو الشق الأهم في العلاج».

داخل قسم الرعاية النفسية لمرضى السرطان بمركز مكافحة السرطان بالكويت تلقت منة كل الدعم النفسي لمواصلة رحلة العلاج، فهي لا تعتقد أن تلقي الرعاية النفسية قد يكون كافياً من الأسرة أو الأصدقاء فقط، فهم أيضاً من وجهة نظرها قد يكونون مأزومين نفسياً بسبب إصابة أحد أفراد أسرتها بالسرطان، لذا المُتابعة مع طبيب نفسي مُختص يُساعد كثيراً في العلاج.



وتشرح «الدعم النفسي له عظيم الأثر طوال رحلة العلاج، وأتمنى أن يعي القائمون على علاج كل أنواع السرطانات وليس سرطان الثدي فقط، وأتمنى أيضاً أن تحتوي مراكز مكافحة السرطان بكل الدول العربية أقساماً للرعاية النفسية».

الدعم النفسي الذي تلقته منة لم يكن من الطبيب النفسي فقط، لكن وسائل التواصل الاجتماعي شكلت مصدراً آخر للدعم، فبنشر تدويناتها منذ اللحظات الأولى لبدء العلاج ساندتها كلمات مُتابعيها، وشكلت دعماً آخر لها.

وعن ذلك تقول «دعم المتابعين ليّ عبر السوشيال ميديا كان له أهمية كبرى، حاولت أن أكون مصدراً للطاقة الإيجابية لمُحاربات سرطان الثدي، فلم أنشر ولا صورة واحدة لي أثناء تلقي جلسات الكيماوي بل كنت أنشر كل ما يخص الموضة والأزياء والمكياج، وكل ما يمكنه أن يُحسن الحالة النفسية لكل أنثى وليس مريضات سرطان الثدي فقط».

تساقط الشعر



لم تكن منة ترى أي مُشكلة في نشر صورها دون شعر بعد تساقطه بفعل جلسات الكيماوي، فهي تؤمن أن شعر المرأة ليس الصورة الوحيدة المُعبرة عن أنوثتها.



وتلفت «أصريت أن أنشر صوري دون شعر لأنني قابلت كثيراً من السيدات يرفضن تلقي جلسات الكيماوي خوفاً من تساقط شعرهن، فتضع معظمهن حياتها في كفة وجمالها في كفة فتختار جمالها، ومن هنا أردت أن أثبت لكل السيدات أن فقدان الشعر لا يعني مُطلقاً فقدان الجمال، لأن هناك الكثير من الوسائل لتعويض الشعر مثل الشعر المُستعار أو الرموش الاصطناعية وغيرها، لكن الصحة لا تعوض».



وتُضيف «عندما فقدت شعري ورغم أنني أحب الشعر الطويل لم أشعر أنني فقدت شيئاً، بل بالعكس عندما فقدته لم أشعر بشيء مُحزن، الجمال ينبع من الداخل وتلك رسالتي لأي أنثى مُحاربة للسرطان».

وعن تأثير تجربة المرض عليها تقول «تجربة المرض ثم التعافي غيرت فيّ الكثير، فمن المهم أن يستمتع الإنسان بكل لحظة في حياته ولا يُضيعها، فتغيير الواقع أمر مُستحيل لكن محاولة تقبله مُمكنة، فإغفال الجانب السيئ مُمكن والتعامل بإيجابية مع الجانب الإيجابي مهم مع محاولة تحسين الواقع بكل السُبل المُتاحة».



وخلال كتاب أصدرته منة عن رحلة علاجها وجهت رسائل لمُحاربات السرطان أهمها التعايش مع الواقع لمُساعدة أنفسهن على التعافي، فالحزن وعدم التقبل نهايته فشل رحلة العلاج، والإيمان والصبر والتفاؤل عوامل مهمة لتخطي المرحلة الصعبة من العلاج خصوصاً جلسات الكيماوي والإشعاعي.