الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«شلة دكان السعادة».. مبادرة تطوعية تبلسم آلام المصابات بسرطان الثدي

أمام صعوبة وصدمة المصابات بسرطان الثدي، أطلقت الطبيبة النفسية المصرية إيمان رشاد، «شلة دكان السعادة»، لتكن المتعافيات ممن خضن تجربة المرض ورحلة الشفاء سنداً ودعماً لغيرهن من هؤلاء اللاتي ما زلن في مرحلة العلاج.

وتقول إيمان لـ«الرؤية»: «التجربة أسستها قبل 6 سنوات داخل مستشفى «بهية» لعلاج سرطان الثدي بمساعدة رئيس قسم الأورام داخل المستشفى، الذي كان عائداً للتو من رحلة طبية من إنجلترا، واطلع هناك على تجربة الدعم النفسي داخل مستشفيات علاج الأورام عن طريق «جروبات» دعم نفسي من أطباء نفسيين ومتطوعين، وبالفعل تمت التجربة بمساعدة الهلال الأحمر لتدريب متطوعات ومحاربات لسرطان الثدي لتقديم الدعم النفسي للمحاربات الجدد اللاتي بدأن العلاج».

وأضافت: «بالتعاون مع الهلال الأحمر قمنا بتدريب مجموعة من محاربات سرطان الثدي كي يكن داعمات لغيرهن من واقع رحلتهن العلاجية، وتقديم الدعم النفسي الذي تدربن على كيفية تقديمه أثناء التدريب».

وقع الاختيار على من اجتزن الدورة التدريبية التي قدمها الهلال الأحمر لتقديم الدعم النفسي، وانطلقت المتطوعات والمحاربات لتقديم الدعم النفسي في جنبات مستشفى «بهية»، بما تعلمهن من أساسيات للدعم النفسي.

وتتابع: «بدأنا داخل المؤسسة بتقديم جلسات الدعم النفسي للمريضات في كيفية إسعاد أنفسهن وسبل ذلك، ومقاومة الحزن والإحباط واختيار الداعمين، كنا نركز على تقديم الدعم النفسي الحقيقي، واستمر الأمر داخل بهية لمدة 4 سنوات تقريباً، ثم انتقلنا إلى معهد الأورام القومي بأحد فروعه لعلاج سرطان الأورام، واخترنا البقاء بها لتقديم الدعم لمن أُصبن بسرطان الثدي خصوصاً أن المستشفى يستقبل الشابات في العشرينيات والثلاثينيات، فرأيت أنهن بحاجة للدعم النفسي بشكل أكثر».

تقدم إيمان وفريقها الدعم النفسي لأكثر من 200 فتاة مصابة بسرطان الثدي، وتتنوع خدماتها بين تقديم جلسات الدعم النفسي وكلها تنصب في كيفية علاج وتخطي محنة المرض ومقاومته، والأهم إسعاد الذات، وهو شق آخر من العلاج يقوم على دفع المصابة بسرطان الثدي على حب الحياة وإسعاد نفسها ولو بزيارة شهرية لمركز التجميل، وهو ما يقوم جروب «شلة دكان السعادة» بترتيبه أيضاً.

نجلاء صالح إحدى المتطوعات في جروب «شلة السعادة» تقول لـ«الرؤية» إن الجروب يسعى في الأساس لتقديم «السعادة» لكل محاربات السرطان، وهو الأمر الذي يتنوع بين تقديم العلاج النفسي إلى الخدمات الاجتماعية والترفيهية وحتى الدعم المالي لبعض المحاربات.

وتتابع: «دورنا تبديل حياة مريضة سرطان الثدي وإخراجها من حالة الإحباط والحزن لتبحث عن كيانها، وتعمل على سعادة نفسها ولا تنتظر أن يمدها أحد بالسعادة هو الأساس الذي نعمل عليه، وشعارنا دائماً «كوني قوية من أجل نفسك»، وبالفعل اختلفت حياة كثير من المحاربات ومنهن من بدأن عملاً جديداً وأنشأن مشروعاتهن الخاصة، حتى أثناء رحلة العلاج».

وتستطرد: «إضافة لذلك فالجروب يعتبر مجتمعاً خاصاً لمريضات الثدي، يقوم على التكافل الذاتي بين أفراده سواء من توفير الشعر المستعار أو الدعم المالي لبعض المريضات غير القادرات في بعض الأحيان، إضافة لإقامة حفلات الانتهاء من فترات العلاج الكيماوي والإشعاعي، وهو شق آخر مهم ويحفّز كثيرات على الاستمرارية في تلقي العلاج، خصوصاً أن البعض يرفضن تلقي جلسات الكيماوي أو الإشعاعي خوفاً من فقدان الشعر، وهنا يأتي دورنا كجروب في محاولات الإقناع والتحفيز».