السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

فلسطينيون يعالجون الحروق العميقة بالذكاء الاصطناعي

دفع ارتفاع معدل الحرائق الناتجة في قطاع غزة، التي ينتج عنها عدد من الإصابات بالحروق العميقة من الدرجة الثانية العميقة والثالثة، والتي تُخلف تشوهات وندبات في الوجه والرقبة، عدداً من الشباب العاملين في مركز التأهيل ما بعد العمليات لدى أطباء بلا حدود، بوضع الحلول من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي في معالجة الندبات.

ويقول محمد القطراوي أخصائي علاج طبيعي والممثل عن مشروع علاج الندبات بطريقة ثلاثية الأبعاد لدى الأطباء بلا حدود، إن فكرة المشروع تستهدف الأشخاص ذوي الإصابات العميقة من الحروق في الوجه والرقبة، والتي يتطلب التدخل الطبي لتفادي تكوين الندبة «النسيج الوحشي» لمنع أحداث أي مضاعفات ومعيقات لدى المصاب من الأكل والابتسامة وتشوه تفاصيل الوجه.

وسمي النسيج الوحشي لطبيعة تكوين الأنسجة مع مرور الوقت منذ الإصابة، وتكون عرضة الظهور أعلى في حال عدم وجود تدخل طبي في حالات الحروق من الدرجة الثانية العميقة والدرجة الثالثة، بالتزامن مع عدم المتابعة خلال التئام الحرق، وطبيعة جسم الشخص المصاب.

ويوضح القطراوي خلال لقائه «الرؤية»، أن العملية الطبية العلاجية تقوم بشكل أساسي على فكرة الضاغط على النسيج الوحشي من خلال أقنعة بلاستيكية طبية ثلاثية الأبعاد تمنع تكوينه وتقوم على معالجة الأنسجة، وصولاً للتخلص من علامات التي يتركها الحرق.

وتقوم العملية ضمن خطوات طبية مترابطة بداية في التدخل السريع بالتعامل مع الحرق لمنع امتداد تكوين النسيج الوحشي، ومن ثم تبدأ العملية التنفيذية للتعامل مع الحالة، من خلال أخذ مسح ثلاثي الأبعاد لوجه المصاب من خلال تقنية رقمية، وصولا لإدخال مسحته عبر الحاسوب باستخدام برامج رقمية لتحديد كافة تفاصيل ونقاط الضاغط ونسبها ومعدلاتها، ويحول التصميم الرقمي لمجسم لوجه خلال طابعات ثلاثية الأبعاد، وفي ختام المرحلة يتم إعداد القناع البلاستيكي الذي سوف يرتديه المصاب.

ويشير القطراوي «في بداية الأمر تم اعتماد نمطين من الضواغط، أولهم من خلال استخدام أقنعة قماشية ويكون بشكل كامل للوجه، ونمط الأخر الأقنعة البلاستيكية الطبية والتي تغطي جزء الوجه بشكل كلي أو جزئي، ولوحظ أن القماش يوجد معاناة في تحديد تفاصيل الوجه وعدم تحقق نسب الضواغط».

ولم تخلُ تجربة محمد برفقة زملائه من التحديات جراء تعاملهم مع مصابين بالغين وأطفال، ليكمن التحدي في التعامل مع الأطفال ما دون 5 سنوات، وتثبيتهم أمام جهاز ماسح البصمة، وبالإضافة إلى التزام المصابين بالتعليمات الخاصة في عدد ساعات ارتداء القناع والمحاذير في عدم التعرض للشمس وعدم استخدام مرطبات أثناء ارتداء القناع.

ويقول الأخصائي القطراوي إن نتائج علاج الحروق العميقة بتنقية ثلاثية الأبعاد سجلت نتائج فعَّالة، وبات الأهالي يتعاملون مع الأمور بشكل أكثر اهتماماً من خلال ملاحظة تطور تحسن الحالة، وذلك دفعنا إلى القدرة على العمل بشكل فعَّال أكثر عما سبق.