الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

فايزة أمبة: «سينما الحارة» عرَّفت الشباب في الشوارع على صناعة «الفن السابع»

من مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية تنطلق فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، مهرجان السينما السعودي الدولي الأول في الفترة من 6 إلى 15 ديسمبر المقبل، ليكون المهرجان الوليد محط أنظار صُناع السينما حول العالم وبمُشاركة العديد من المواهب والنجوم والمخرجين والإعلاميين ومحترفي صناعة السينما من جميع أنحاء العالم.

في احتفالية منتظرة تمتد على مدى 10 أيام، سيتم خلالها عرض 138 فيلماً طويلاً وقصيراً من 67 بلداً بـ34 لغة، منها 25 فيلماً في عرض عالمي أول، و48 فيلماً في أول عرض عربي، و17 فيلماً في عرضها الأول في منطقة الخليج.

وعلى هامش «البحر الأحمر» استضافت مدينة جدة أول مُبادرة سينمائية عربية من نوعها وهي مُبادرة «سينما الحارة» المُوجهة لـ3 أحياء داخل المدينة هي الهنداوية والسبيل والرويس، كدورة تفاعلية مُقدمة لشباب تلك المناطق حول كيفية صناعة الأفلام.

«الرؤية» أجرت حواراً مع المخرجة السعودية فايزة أمبة مديرة البرامج الخاصة بالمهرجان والقائمة على مشروع مُبادرة «سينما الحارة».

أجواء ساحرة



وفي بداية حديثها تقول أمبة: إن فكرة المُبادرة جاءتها بالتنسيق مع المدير الفني لمهرجان البحر الأحمر إدوارد وينتروب، بأن يكون هناك فكرة تخاطب الناس في شوارع جدة خصوصاً الشباب، لا أن يكون المهرجان مُخاطباً طبقة خاصة فقط من صُناع الأفلام والقائمين على الصناعة بوجه عام.

وتُتابع «أردنا أن نأخذ المهرجان للخارج، لشوارع جدة، وهي الفكرة التي جاءتني أثناء تصويري فيلمي القصير «نور الشمس» ورأيت أثناء التصوير كيف انبهر الشباب في الشوارع بعالمنا، عالم صناعة الأفلام، كانت أجواء ساحرة بالنسبة إليّ، الناس لديها تعطش لمعرفة عالم السينما، صُناع السينما بعيدون عنها، لذا قررنا النزول إليهم بشكل تفاعلي حي».

واستطردت «أردنا إرضاء فضول الناس وشغفهم حول صناعة الأفلام كيف نصنعها، أن نُقربهم أكثر من هذا العالم الساحر الأخاذ».

عالم غريب



وتشرح أمبة "كنت صحفية قبل أن أكون مُخرجة وبالنسبة ليّ كان عالماً ساحراً وصناعة الأفلام كانت عالماً غريباً قبل أن أقترب منها، لذا أردت أن أمنح أهل الأحياء الأربعة فرصة للاقتراب من هذا العالم بكل ما فيه بعرض أفلام المهرجان وأيضاً لرصد تفاعلهم مع بعض المشاهد التمثيلية التي نؤديها أمامهم، بل ونختار منهم من يقوم بالتمثيل معنا فيها".

أرادت فايزة أمبة أن تجعل أبناء تلك الأحياء يقتربون من صناعة السينما، بأن يمارسوها بشكل فعلي، وفي «الكاستنج» الذي أعده أعضاء المُبادرة تقدم نحو 75 شاباً من تلك الأحياء، تم اختيار 6 منهم لتمثيل مشاهد أفلام قصيرة، مع إسناد مُهمات أخرى لشباب آخر لتنفيذ خدمات مٌعاونة أثناء التصوير، اختارتهم أمبة بعناية من هؤلاء الذين لديهم فضول لمعرفة جوانب عالم السينما، لكن ظروفهم لم تسنح لهم بالاقتراب بشكل أكثر.

آفاق جديدة



وتردف أمبة "لا نريدهم أن يحترفوا مهناً في عالم السينما، فقط أردنا أن نُطلعهم على هذا العالم بكل ما فيه، يمكن أن يحبوه ويمكن ألا يحدث ذلك، نريد فتح آفاق جديدة في أدمغتهم فحواها أن العالم غير محدود، وأن السينما بكل ما فيها من إبهار هي عالم عادي يُمكنهم الاقتراب منه إن أحبوه".

وتلفت «قمنا بالتصوير على مدى 6 أيام، ونُحضر لوثائقي عما قمنا بتصويره من مشاهد بأحياء جدة أثناء تنفيذنا لمُبادرة «سينما الحارة» وما صورناه من تجارب الأداء في أحياء، وأتمنى أن تتغير نظرة القائمين على المهرجانات بألا تكون مُقتصرة فقط على صٌناع السينما أو الطبقة «الإليت» كما أُسميها، بل يعطون فرصة لمن سحرهم عالم السينما لكنهم لا يستطيعون الوصول إليه" .

وتختم أمبة "صناعة الأفلام ليست بالهينة، وأعتقد أن المرأة السعودية أصبحت تأخذ حقها في تلك الصناعة خلال تلك الأيام، ومنا مخرجات أعتبرهن مُحاربات مثل هيفاء المنصور وشهد أمين وعهد كامل، وعلى مدار الأيام ستأخذ المرأة حقها في تلك الصناعة بشكل أكبر".