الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

«ديشا».. حكاية قناة عائلية تدعم الأمهات في أسس التربية الإيجابية

صفاء الشبلي

تربية الأطفال ليست بالأمر الهين فلكل طفل طبيعته الخاصة قد تفقد الأمهات أعصابهن في توجيه أطفالهن وهو الأمر الذي يعود عليهم بصورة سلبية، أو يجعل الطفل أكثر عناداً في تقبل الأوامر، ويكون التحدي وجهاً لوجه مع الأم، إضافة لتلقي أطفال العصر الحالي مُعظم خبراتهم ومعلوماتهم عن طريق اليوتيوب بقنواته المُوجهة للأطفال أو حتى بقنوات أخرى قد لا تُناسب أعمارهم، أو عن طريق التلفزيون بما يقدمه من أفلام كرتونية قد تُقدم بلهجات مُختلفة، وهو الأمر الذي يؤثر على الطفل لغوياً.



بعض الأمهات قد يتركن أبناءهن فريسة لقنوات المعرفة الجديدة على الشبكة العنكبوتية أو التلفزيون، لكن هذا الأمر لم يرُح يوماً المصرية آية وليد 28 عاماً، التي قررت أن تُربي ابنها بشكل خاص عبر تدشين قناة عائلية على يوتيوب استغلت فيها قدرتها على تأليف «الحواديت» التي تحوي رسائل غير مُباشرة للأطفال، وبدعم من شقيقتها وزوجها كانت الانطلاقة الأولى لأول «حدوتة» صُنعت بكل حب لتُخاطب طفلاً بعمر الـ5 سنوات.

ورغم تخرجها في كلية الاقتصاد والعلوم السياسة إلا أن مجالاً مُختلفاً من العمل كمُعلمة بإحدى المدارس الخاصة جعلها تتعمق بشكل أكبر في قراءة كتب علم نفس الطفل، لتكوين رؤية خاصة بها حول طرق التربية الحديثة، وهو الأمر الذي زاد بعد إنجاب طفلها الأول، فكان القرار مع شقيقتها دينا بتدشين قناة «حكايات ديشا».

وتقول آية لـ«الرؤية»: «تخرجت في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، لكن عملي بأحد المدارس الخاصة جعلني أركز في القراءة عن طرق التربية الإيجابية، ومنها فكرنا في إطلاق قناة «ديشا» التي اخترنا اسمها تيمناً باسم ابن أختي دينا شريكتي في القناة، حيث كان ابننا الأول وأول من قادنا لطريق الأمومة، حيث ساهمت في تربيته مع شقيقتي».



وتُتابع «ومع بداية التطور العمري لمُصطفى أو ديشا ابن شقيقتي لاحظنا أنه بدأ يتجه إلى التأثر بقنوات «اليوتيوب» وحتى من التلفزيون، فكانت الوقفة بأن نكون نحن مصدر معرفته بحكي الحواديت التي تُقدم له المعرفة والنصيحة بشكل غير مُباشر، حكي الحواديت كان الأمر الذي استفدته من امتهاني للتدريس، فنجح الأمر معه، وساعدنا على جذب انتباهه وتغيير سلوكه بعيداً عن قنوات «اليوتيوب».

وجدت آية أن حكي الحواديت وحده ليس كافياً، فالطفل يتأثر أكثر بصرياً، لذا كان لا بد من تأثير بصري لجذب انتباهه، فكان اقتراح زوج شقيقتها بتدشين قناة «يوتيوب» أسرية مع قيامه بكل أعمال الغرافيك والمونتاج والرسوم المُتحركة.

وعن ذلك تقول آية «كانت الاستعانة بزوج شقيقتي المونتير حسين بسيوني مُهمة جداً لزيادة التأثير على الطفل بالحواديت بصرياً عن طريق تصميم الشخصيات التي تحويها الحواديت، إضافة للاستعانة بفريق أداء صوتي للشخصيات الكرتونية أصحاب صوت مميز بحيث يكون الصوت عامل جذب أيضاً للأطفال».

وتخاطب القناة الأطفال من سن 5 سنوات وحتى 14 سنة، ورغم أن القناة كانت عائلية بالأساس إلا أنها نالت استحسان عدد كبير من أولياء الأمور بعد تدشين صفحتها الخاصة على «فيسبوك».

وتلفت آية «رغم أننا انطلقنا فقط مُنذ شهرين ونصف إلا أن هناك تفاعلاً كبيراً من الأمهات مع قصصنا، حتى طلبوا منا حواديت خاصة عن الكذب والغش والطمع وغيرها، ونعمل حالياً على إنتاج محتوى بقصص متنوعة توجه رسائل للأطفال وتجعلهم أيضاً يفكرون حيث نطرح سؤالاً في نهاية كل قصة عن كيفية تصرف الطفل إذا تعرض لموقف مُماثل».

تحلم آية أن تصل «حواديتها» لكل بيت مصري، وأن تُترجم مُستقبلاً بكل اللغات.