السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

«صندوق السعادة» يزرع البهجة في قلوب الفلسطينيين

تختلف المساعي وتتعدد الطرق وتبقى السعادة الشيء الذي يتفق الجميع على السعي إليها، البعض يغتنمها في تحقيق ذات وآخر في هواية أو حب، وهناك من فشل في إيجادها لتصبح بعيدة المنال، فالكل يبحث دون أن يدرك أن سر السعادة قد يكمن في صناعتها.

كثيراً ما يبدع الموهوبون في خلق بصمةٍ تميزهم عمن سواهم، لكن عبدالله أبواللبن (31 عاماً) من قطاع غزة غرد خارج هذا السرب تماماً؛ لينفرد في إدخال الفرحة لقلوب الآخرين.

أبواللبن الملقب «صانع سعادة»، شق طريقه بإصرارٍ وأمل باحثاً عن مفتاح السعادة حتى وجد أن سرها يكمُن في داخله حين يبُثّ شيئاً من جميل روحه في نفوسهم.

«صندوق السعادة» هو اسم المبادرة التي أطلقها عبدالله؛ ليزرع الفرحة في قلوبٍ مثقلةٍ بتراكمات وضغوطات نفسية.

المبادرة عبارة عن صندوق ورقي جُمع في داخله الكثير من الهدايا القيِّمة المناسبة للجميع، يجوب فيه أبواللبن المناطق التي يلجأ إليها الغزيين هاربين من ضيق الحياة؛ ليزرع الابتسامة على شفاههم من خلال تقديم الهدايا لهم بأسلوبه الراقي.

مع غروب شمس كل يوم يُجهز أبواللبن نفسه ليباشر في سلك طريقه حاملاً «صندوق السعادة» بضحكة تملأ وجهه ليوزع الهدايا على المارة.

ويروي أبو اللبن لـ«الرؤية» حكايته مع هذا الصندوق وكيف تمكن من إدخال السعادة على نفوس المئات من سكان القطاع.

ويقول: "البداية لهذه المبادرة كانت عبارة عن مجموعة أفكار وُضِعت في هذا الصندوق لتخرج بالجمال الذي شاهدناه سواء بالفيديو أو على وجوه مستلمي الهدايا، بغرض رؤية البسمة والسعادة بطريقة مباشرة وأمام أنظارنا".

«صندوق السعادة لجبر الخواطر» شعار اتخذه أبواللبن لمبادرته، دون أي مقابل، قاصداً بذلك الأجر من الله فقط، وليعيد الأمل لقلوب قد احتلها اليأس.

ساعات طوال يقضيها أبواللبن في اختيار ما يجمع بالصندوق وسط علب الهدايا، يشعر وكأنها سويعات قليلة فلا يدرك نفسه إلا بعد إنجاز مراده.

وتهدف المبادرة بحسب أبواللبن إلى إدخال الفرحة على الغزيين، والوصول لمرحلة الرضا الذاتي بتحقيق الأهداف والطموحات التي يسعى إليها بالإضافة إلى الخروج عن الواقع المألوف.

وساعدت وسائل التواصل الاجتماعي أبواللبن بنشر مبادرته على المستوى المحلي، ما أدى إلى ردود أفعال إيجابية حفزته على الاستمرار في إدخال السعادة إلى الناس.

المبادرة قائمة بجهوده الشخصية، ونفقته الخاصة، دون أن تتبناها أي مؤسسة أو جمعية خاصة، لافتاً إلى أن هدفه الأسمى من ذلك مساعدة الغزيين بأقل الإمكانات المتاحة لديه.

ويواجه أبواللبن صعوبات خاصةً في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعاني منه القطاع كعدم توفير عدد كبير من الهدايا بالنسبة لعدد الأشخاص الذين يقابلهم.

ويتمنى نشر محتوى هذا الصندوق على المستوى المحلي والدولي وأن بتبادل الأفكار مع أصحاب المبادرات العالمية؛ لتعم السعادة على العالم أجمع.

ويأمل أبواللبن أن يستمر في هذا العمل وإيجاد طرق وأساليب مختلفة يصل بها لكل منزل وقلب ليزرع الأمل فيهم وليخفف عن الناس بعضاً من آلامهم.

وما زالت تثمر المسافات والجولات التي ينفذها أبواللبن حاملاً الصندوق، لا سيما أن مبادرته تلاقي ترحيباً كبيراً من الجمهور.