الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

يحول منزله إلى معرض لآلاف الأحجار الكريمة النادرة

حوّل هاوٍ فلسطيني منزله الصغير في مخيم جباليا شمال قطاع غزة إلى معرض للأحجار الكريمة النادرة التي عمل على جمعها طوال مدة زمنية تتجاوز الخمس سنوات، بمساعدة فريق من الخبراء والمتطوعين.

المئات من المواطنين والخبراء والطلاب يؤمون معرض صلاح يومياً من أجل الاطلاع على هذه الحجارة الكريمة النادرة التي ربما لا يشاهدونها في مكان آخر.

ويروي الكحلوت لـ«الرؤية» حكايته مع هذه الأحجار الكريمة وكيف ظل طوال عدة سنوات وهو يجمع بها.

وأكد الكحلوت أن هذا العمل تبلور على شكل فكرة وهواية شخصية بالنسبة له، قبل أن يترجمه إلى عمل واقعي على الأرض، حيث كان يهوى جمع الحجارة وعمل أشكال منها.

وقال: "بدأت الفكرة تراودني بداية عام 2000م حين تمكنت من إدخال جهاز متخصص في فحص الأحجار الكريمة والصخور خلال عودتي إلى قطاع غزة، بعد أداء مناسك الحج لأتمكن بعد ذلك من جمع وشراء عدد من الأحجار الكريمة والصخور الموجودة داخل القطاع".

تحمل الهاوي الفلسطيني معوقات كثيرة ومشاكل، منها الوقت والعمل اللوجستي والخبرة، نظراً لأن جمع تلك الأحجار يحتاج إلى وقت وجهد كبير وكلفة مادية عالية، كونها متنوعة ومتعددة، ولكل منها خصائص تميزها عن الأخرى.

وأضاف: "من أهم أنواع الأحجار الكريمة في قطاع غزة، حجر العقيق الذي يندرج منه سلسلة من الأنواع المميزة، والألماس والزبرجد، والسكري، والمرمر، والشفاف، وأحجار النيازك الكونية وغيرها".

ومن خلال الفريق الموجود معه الذي ينتشر في أماكن مختلفة في قطاع غزة منهم الغواصون في البحر والمنقبون على شاطئ البحر استطاع الكحلوت جمع حصيلة كبيرة جداً من الأحجار الكريمة والعمل على تصنيفها ووضعها داخل أكياس بلاستيكية يحمل كل منها نوعاً مختلفاً من الصخور.

وبعد سنوات من الجمع والتفكير المعمق قرر الكحلوت والفريق المساعد له افتتاح معرض للأحجار الكريمة والنادرة يحمل اسم (معرض فلسطين للأحجار الكريمة) والذي يأمل أن يكون الأكبر والأول فلسطينياً وعالمياً.

وأكد الكحلوت أنه بدأ بالتفتيش على الثروة البيولوجية الموجودة في فلسطين، خصوصاً في قطاع غزة، والآن يمتلك كامل المجموعة الحجرية للعصور البيولوجية لفلسطين، والأحجار التي استطاع أن يجمعها تتجاوز أعمارها مئات السنوات وبعضها تتجاوز الآلاف.

وتتنوع الأحجار الكريمة والصخور التي يعرضها الكحلوت وأحجامها وتواريخها، ويعود عمر بعضها إلى مئات السنين، وتُجمع إما عن طريق البحر أو السماء (نيزك) أو البر وجميعها من داخل قطاع غزة.

واستعان الكحلوت وفريقه بمجموعة كبيرة من المختصين في مجال الحجارة الكريمة والصخور، ما أكسبهم خبرة ومهارة في التعرف على ما يجمعونه في الفترة الأخيرة بسهولة، والتفريق بين الصخور والأحجار الكريمة وبين المقلد منها.

وتمكن الكحلوت في الآونة الأخيرة من الحصول على اعتماد من الجهات الحكومية المختصة في القطاع لجمع هذه القطع وعرضها، وفتح المجال أمام طلبة الدراسات العليا في الجامعات الفلسطينية المحلية، ومساعدتهم في التعرف على الصخور وأنواعها.

ويعمل الكحلوت وفريقه بإمكانات وطريقة بدائية وبسيطة، في الوقت الذي يحتاج هذا العمل لإدخال معدات وآلات متخصصة في فحص الحجارة ومعرفة كافة المحتويات وفحص التركيب الكيميائي لكل منها وطبيعة ما تحتويه من مواد بداخلها.

ويخطط الفلسطيني للمشاركة في معارض عربية ودولية خلال الفترة المقبلة بما يثبت الحضور الفلسطيني ويعززه في مجال الحجارة الكريمة والصخور، إلى جانب اكتساب المزيد من المهارة والمعارف في هذا المجال من خلال الاحتكاك بالخبرات الخارجية.

ويطمح كذلك إلى أن يتحول هذا المعرض لمزار ومعلم فلسطيني يوثق الحجارة الكريمة والصخور التي عمل على جمعها من داخل القطاع، وأن يكون بمثابة مرجع علمي للطلبة في مجال دراستهم وأن يحقق استفادة اقتصادية له وللفريق العامل معه.