الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

دينا مجدي توعي بـ«ملخ الولادة»

دينا مجدي توعي بـ«ملخ الولادة»

دينا مجدي.

قبل 5 أعوام لم تكن الشابة السكندرية دينا مجدي تعرف اسم الإصابة التي منيت بها أثناء ولادتها، وأثرت على حركة يدها اليسرى تماماً، حتى بدأت في القراءة حولها، لتؤسس خلال فترة الإجراءات الاحترازية لانتشار فيروس كورونا مبادرتها للتوعية باصابة «ملخ الولادة» أو «شلل أرب».

وتقول دينا -33 عاماً- «ملخ الولادة هو إصابة تنتج حين يكون الطفل المولود حجمه أكبر من حوض الأم، وبدلاً من اتباع الإجراء الطبيعي في هذه الحالة وإجراء عملية قيصرية للولادة فإنه يخاطر بالولادة الطبيعية، وينتج عن ذلك قطع في الضفيرة العصبية العضدية المتحكمة في حركة الذراع والإحساس به، ما يؤثر على حركة الذراع، وكلما زاد عدد الأعصاب المتضررة زاد الضرر، ففي حالتي لا يمكنني رفع ذراعي لأعلى، أو مدها للأمام أو الخلف».

وتضيف دينا التي تخرجت في القسم الإنجليزي بكلية الحقوق، أنها لم تكن تعرف باسم إصابتها أو أنها إصابة موجودة لدى آخرين قبل سن الـ28، وقبل ذلك كانت تعتقد أنها الوحيدة التي تعاني من هذه الإصابة، وهو ما دفعها للبحث والتعمق أكثر لمعرفة ما هو «ملخ الولادة»، لا سيما بعد إنجابها وحالة الغضب التي كانت تعتريها مع كل مرة تحاول أن تحرك ذراعها فيها لتعتني بالمولود.

وذكرت دينا أنها تعرضت طوال حياتها للعديد من المواقف التي تكشف عن عدم وجود وعي كاف بإصابة «ملخ الولادة»، فمثلاً في المدرسة كان يتم استثنائي من أي نشاط بسبب حركة ذراعي المحدودة بدلاً من استيعابي في نشاط آخر، كما أنني توقفت عن ممارسة الرياضة والعلاج الطبيعي في سن السادسة من عمري، رغم أن المفترض على من هم مثل حالتي ألا يتوقفوا أبداً عن ممارسة الرياضة حتى يحدث تيبس للذراع.

وأوضحت دينا أن حركة ذراعها تحسنت بعد أن عادت لممارسة العلاج الطبيعي في الكبر، ولكن إذا كان هناك وعي كاف لدى أسرتي كان من الممكن أن تكون حالتي أفضل، لذلك كان لدي شغف للوصول لمن هم في مثل حالتي لتبادل الخبرات حول الإصابة، وتوعيتهم وتعريفهم بها.

خلال الإجراءات الاحترازية لانتشار فيروس كورونا، ومع التوقف شبه التام في الحياة قررت دينا أن تنشر فيديو تعرف فيه عن حالتها للأصدقاء، خاصة مع النظرات التي تقابلها ما يضطرها لشرح حالتها لكل من تتعرف عليهم، إلا أن الفيديو لاقى انتشاراً واسعاً، وهو ما دفعها لتأسيس المبادرة وتدشين صفحة عبر «فيسبوك» خاصة أنها فوجئت بأن هذه الإصابة رغم انتشارها إلا أنها غير معروفة في عدد كبير من الدول العربية، وهو ما دفعها لضم أخصائيي علاج طبيعي وأطباء مخ وأعصاب ليستطيعوا الرد على استفسارات المصابين من أنحاء الوطن العربي.

وأشارت دينا إلى أن أكبر معاناة يتعرض لها مصاب «ملخ الولادة» هي عدم فهم الناس لحالتهم، فأحد المصابين قال لي إنه لم يستطع أن يطلب من أحد مساعدته في رفع حقيبة إلى الرف أثناء سفره، لأن الناس لن تفهم أنه لا يستطيع رفعها رغم أنه شخص كامل الهيئة، لذلك رأت أن من الضروري أن يعرف الناس بوجود هذه الحالة.