وسط مصنعه الصغير، يجلس الشاب الفلسطيني حسام جربوع من ذوي الهمم ممارساً حرفته في صناعة بلاط الحدائق والطرقات «انترلوك»، مستغلاً قدراته وخبرته البسيطة في عالم البلاط التي اكتسبها خلال عمله في تبليط المنازل وتصفح الإنترنت بشكل مستمر للاطلاع على عالم هذه الحرفة.
يقول حسام 29 عاماً خلال لقائه مع «الرؤية»: «درست تخصص إدارة صحية وسكرتارية دولية، ولكن حالت الظروف القائمة في قطاع غزة دون عمل في نطاق دراستي الجامعية، كما تعرضت لإصابة في 2018، والتي أدت إلى بتر قدمي وبدأت التفكير جدياً بطريقة للخروج من الحالة النفسية والأوضاع الاقتصادية التي باتت تعصف بي».
ويتابع أن صناعة بلاط الحدائق والطرقات كانت الفكرة الأولى لإنقاذ ذاتي من كافة الضغوط التي حلت بي.
رحلةٌ طويلة من البحث والعمل والتجربة التي كانت تراوح بين تصفح الإنترنت وأخرى بين الخبراء وذوي الخبرة للتعرف على تفاصيل صناعة بلاط انترلوك، والتي انتهت في معرفة دقيقة لمراحل صناعته، لتبدأ مسيرة العمل على توفير الآلة الرجاج التي تعد الأساس في العملية التصنيعية، وتقوم فكرته على تماسك الكتلة الأسمنتية ومنح البلاط نعومه، لتبدأ مرحلة تصنيعها بشكل ذاتي، بعد العمل بشكل يدوي لمدة شهراً على هز القوالب ولكن ذلك يكلف وقتاً وجهداً أكبر.. ومن بعدها لا تتوقف طموحات حسام في هذه الصنعة التي وجد فيها ذاته وباتت تحقق بعضاً من أحلامه.