الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

«الخزانة الخضراء».. مشروع يعيد تدوير الملابس ويسوقها رقمياً

عبدالغني الشامي

تراكم الملابس المستعملة وصعوبة التخلّص منها أو إعادة تدويرها في قطاع غزة دفع الشقيقتين أمل وندى الخطيب من مخيم النصيرات وسط القطاع لتأسيس مشروعهما الريادي «الخزانة الخضراء»، المتخصّص في جمع الملابس المستعملة وبيعها بعد تسويقها إلكترونياً.

وتستهدف الشقيقتان نشر ثقافة الاستفادة من الملابس المستعملة في المجتمع الفلسطيني في غزة، وحماية البيئة من الأضرار المترتبة على النفايات المتراكمة من صناعة الملابس، بسبب عدم قابلية معظمها للتحلّل.

وإلى جانب حماية البيئة، تحاول الشقيقتان تعزيز ثقافة إعادة ارتداء الملابس المستعملة ذات الجودة العالية والسعر المنخفض نسبياً، وتغيير الصورة المعتادة للملابس القديمة والتي تُعرف بين سكان القطاع بـ«البالة»، نظراً لجودتها المتدنية وانخفاض سعرها بما لا يزيد على دولار واحد أو اثنين.

وتقول أمل الخطيب لـ«الرؤية»: "إنّ الفكرة ولدت خلال سفرها إلى إيطاليا قبل نحو عامين، حين رأت مشاريع متخصّصة بإعادة تدوير واستخدام الملابس والأثاث المستخدم، وهو ما شكّل مدخلاً لها للعمل على هذا المشروع الريادي وتطبيقه في غزة".

وأضافت: «خصصنا غرفة في المنزل، لاحتواء الملابس الواردة إليهما من أجل إعادة تدويرها وطرحها للمتابعين على حسابنا المتخصّص على موقع إنستغرام، بنظام تسويق احترافي».

لقيت فكرة المشروع اهتماماً من الشابات في قطاع غزة، خصوصاً الفئة العمرية بين 18 و30 عاماً، إذ استقبلت الشقيقتان الخطيب قرابة 100 قطعة من الملابس خلال ما يقارب الشهر، إلّا أنه لم يتم عرض سوى 50 قطعة منها نظراً للمعايير التي يتم اختيار الملابس من خلالها.

تقوم الشقيقتان باختيار القطع التي تعرضانها وفقاً لعدّة معايير، أبرزها موضة القطعة، وجودتها، ومدى ملاءمتها لإعادة الاستخدام، واستثناء الملابس التي تحوي عيوباً تمنع إعادة استخدامها من جديد، فيما تتفاوت أسعار إعادة بيعها من قطعة لأخرى.

وتابعت الخطيب: "بعد عملية الفرز التي نقوم بها ننتقل إلى مرحلة التسويق التي تبدأ بتصوير القطع على مجسّم بلاستيكي في زاوية داخل المنزل، ويتمّ تصويرها فوتوغرافياً، كما عن طريق فيديو يعرض القطعة من مختلف الزوايا".

من جانبها، تقول الشابة ندى الخطيب، لـ«الرؤية»: "إنّ عملية التسويق تستهدف وضع المتابع في صورة كاملة بشأن جودة المنتج المعروض وسلامته من أي عيوب، وإقناعه بفكرة إعادة استخدام الملابس المستخدمة من خلال جودتها وسعرها المتدني مقارنة بالملابس الجديدة".

وأضافت ندى: "نقوم بدور الوسيط بين البائع والمشتري، إذ لا يتم شراء الملابس من أصحابها بل يتمّ عرضها من خلالنا، والعمل على تسويقها وإعادة بيعها، فيما تحصل الشابتان على نسبة من الربح، وهو ما يحقق الفائدة لجميع الفئات في هذه العملية، بما في ذلك المشتري والبائع".

وتستهدف فكرة الشقيقتين بدرجة أساسية حماية البيئة وتعزيز ثقافة استخدام الملابس المستعملة في ظلّ وجود انتشار فكرة الملابس القديمة (البالة) في القطاع، والتي تنخفض أسعارها بشكل كبير مقارنة بأسعار الملابس الحديثة والجاهزة.

لا يقتصر العمل في المشروع الريادي على استقبال وبيع هذه القطع، إذ تقدم الشقيقتان عبر مواقع التواصل الاجتماعي نشرات توعوية بمخاطر بقاء الملابس دون تحلّل وأخرى تعزّز الوعي بثقافة استخدام هذه الملابس ونشرها بشكل أكبر في المجتمع الفلسطيني.

يستهدف مشروع «الخزانة الخضراء» الفتيات بشكل خاص، من الفئة العمرية ما بين 18 و30 عاماً، فيما تفكر الشقيقتان في تعميم الفكرة لتشمل الملابس الخاصة بالرجال والفتيان خلال الفترة المقبلة، بما يعزّز ثقافة استخدام وتدوير الملابس المستعملة.

وتطمح الشقيقتان اللتان تستخدمان لعرض فكريتهما أدوات بسيطة، منها "استوديو متواضع داخل غرفتيهما، وإضاءة، وهاتف محمول لغرض التصوير إلى توسيع مشروعها ليشمل ملابس الرجال أيضاً".