الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

«سكوت ح نصور».. الإمارات تصنع الدهشة والجمال في ساحة الفن السابع عالمياً

انطلاقاً من إيمانها بالحق والخير والجمال، احتضنت الإمارات صناع الفن في هوليوود وبوليوود، قدمت التسهيلات وأماكن التصوير والتجهيزات، الطبيعة والبشر وفوق كل هذا الحب، وكأنها قطرة ندى فوق ورقة لوتس كما يقول الشاعر الهندي العظيم طاغور.

احتضنت الإمارات السينما إيماناً منها بأنها حلم وخيال في أرض تحولت الأحلام فيها إلى واقع، وفاقت الإنجازات كل خيال، ولأنها تدرك أن الفن قبل أن يكون مالاً.. فكرة.

وما بين أكشن وسيناريو وفكرة ومطاردة و«ماستر سين» أصبحت الإمارات «استهلالاً» ذا دلالة، و«نهاية سعيدة» لصناع الفن السابع، «مشاهد» لا تتكرر، و«لقطات» معبرة، وقبلة للسينما والمبدعين في العالم، بكل ما توفره من رؤى وإمكانيات وأفكار وطبيعة ودراما تنتصر للحرية والإبداع والجمال.

واستقر في الذاكرة الجماعية للملايين في العالم مشاهد لقصر الإمارات وجزيرة ياس وجامع الشيخ زايد الكبير وبرج خليفة وأبراج الاتحاد وأتلانتس النخلة وجميرا ومرسى ياس، بعد أن أصبحت ساحة لصناع الدهشة والإبداع في العالم.

وأكد صناع سينما لـ«الرؤية» أن الإمارات باتت الوجهة الجديدة لصناعة السينما في العالم، بعد أن استقطبت كبريات شركات الإنتاج العالمية من أجل تصوير أيقونات الفن السابع على أراضيها بفضل المناطق الخلابة البكر التي لم تقتل تصويراً، والتسهيلات المادية، والدعم اللوجستي المقدم من كل الجهات في الإمارات.

وأشار رئيس مجلس إدارة لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي جمال الشريف، إلى أن دبي استقبلت في ظل أزمة كورونا نحو 1187 طلب تصوير خلال 2020 رغم تحديات الجائحة، مؤكداً أن 2021 شهد تحسناً ملحوظاً في عدد الطلبات.

وأكد صناع سينما أن لهذا الإقبال مردوداً اقتصادياً وفنياً كبيراً على الدولة، حيث تدعم هذه الأفلام اقتصاد الدولة، كما أنها تخلق حالة في المشهد الفني المحلي، لا سيما وأن هناك فنانين إماراتيين يشاركون في هذه الأفلام.

جاذبية كبيرة



قال الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية لسلطة دبي للتطوير، رئيس مجلس إدارة لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي جمال الشريف، لـ«الرؤية»: إن دبي لطالما تمتعت بجاذبية كبيرة في مختلف المجالات، ومن بينها الإنتاج التلفزيوني والسينمائي، حيث أصبحت مقصداً لإنتاج العديد من الأفلام والبرامج والمحتوى التفاعلي، بفضل ما تمتلكه من بنى تحتية جاذبة ومحفزة.

وأضاف أنه خلال السنوات الماضية، نجحت الإمارة في التأسيس لمكانة مرموقة على الخريطة السينمائية العالمية، وأصبحت وجهة لصناع الأفلام والمحتوى الذين يجدون فيها كل ما يحتاجونه من خدمات ومرافق ومواقع مبهرة وبنية تحتية حديثة، واستقطبت العديد من المخرجين والفنانين العالميين وشهدت تصوير مجموعة من الأفلام العالمية التي لقيت رواجاً كبيراً.

وأشار إلى أن دبي تمتلك عشرات الشركات المتخصصة في تقديم الدعم للمشاريع السينمائية من معدات تصوير ومعدات تقنية، إضافة إلى ما تقدّمه المدينة من تسهيلات في مواقع التصوير، والإجراءات المطلوبة، إضافة إلى جاذبيتها وما تمتلكه من معالم رائعة تستقطب صناع الفن السابع.

وأكد أن الفترة الماضية شهدت الكثير من طلبات التصوير، حيث استقبلت لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي 1187 طلباً خلال 2020 رغم تحديات الجائحة، كما شهد هذا العام تحسناً ملحوظاً، مشيراً إلى أن ما يميز دبي، هو قدرتها على التجديد، وتقديم خدمات عديدة، تدعم قطاع الإنتاج السينمائي وصناعة المحتوى الإعلامي، ما جعل منها عاصمة للاقتصاد الإبداعي.

واعتبر الفن السابع جسراً للتواصل الحضاري والثقافي بين الشعوب، انطلاقاً من كونه وسيلة فعّالة للتعبير عن الذات والتعاطي مع الآخر على نحو مبدع، مؤكداً أن دبي اليوم باتت مركز جذب عالمياً لهذا الفنّ، الأمر الذي ينعكس بصورة إيجابية على الحركة الاقتصادية والثقافية في المدينة ويسهم في دفع وتنمية القطاع السينمائي، وتعزيز مكانة دبي كمركز جذب اقتصادي عالمي.

بنية تحتية عالمية



أكد الرئيس التنفيذي والمخرج والمنتج والكاتب الإماراتي منصور اليبهوني الظاهري، أن شركته تستهدف تسليط الضوء على ما تمتلكه أبوظبي من مقوّمات وأسس وركائز تؤهلها للريادة العالمية في مجال الإنتاج، مع الإضاءة على معالمها الجاذبة التي لم تُستهَلك سينمائياً بعد في عمليات التصوير.

وأكد أن دولة الإمارات، تمتلك الإمكانيّات والتقنيّات التي تؤهّلها لأن تكون في مصاف المنافسة، لما تتمتع به من مناطق ومواقع خلّابة، إلى جانب استوديوهات مجهّزة بأحدث التقنيات، والتسهيلات التي توفّرها الجهات المعنيّة في الدولة لتصوير الأعمال وإظهارها بأعلى مستوى.

واستشهد على ذلك بما لقيه فيلم «غريبو الأطوار» الذي يعتبر أول فيلم هوليوودي يصور وينتج كاملاً في الإمارات، من دعم الجهات المعنية في الإمارات، بما فيه توفير التصاريح وتيسير الإجراءات اللازمة التي تمنح صنّاع السينما حريّة اختيار مواقع التصوير.

مركز جذب



يرى الفنان الإماراتي منصور الفيلي أن هناك عدداً من العناصر جعلت من الإمارات مركز جذب لصناع السينما، يأتي على رأسها عوامل الجغرافيا، حيث اجتماع البحر مع الجبل والصحراء، فضلاً عن التنوع العرقي الذي تشهده الدولة والذي يوفر احتياطياً سخياً من العناصر التمثيلية التي تكون تحت الطلب، فضلاً عن الأماكن التراثية والتاريخية، وناطحات السحاب المبهرة، ناهيك عن التسهيلات والخصومات التي تقدمها الدولة، وكلها عناصر تصنع جاذبية سينمائية متميزة للإمارات.

ولفت الفيلي إلى أن وجود هذه الأفلام على أرض الإمارات فتح للممثلين الإماراتيين والعرب فرصة التواجد والمشاركة فيها، منوهاً بأنه شارك في الفيلم الهوليوودي The Misfits الذي تم تصويره في أبوظبي، مؤكداً أن هذه المشاركات تعود على الاقتصاد الوطني وتحرك المشهد الفني المحلي.

وأكد أن كافة إمارات الدولة مهيأة لاستقبال أعمال كبيرة وعالمية، متوقعاً أن تشهد الفترة المقبلة إقبالاً أكبر على التصوير في الإمارات، لا سيما بعد التسهيلات السخية التي قدمتها أبوظبي ودبي.

موقع استراتيجي



ترى المخرجة الإماراتية نهلة الفهد، أن الفترة المقبلة، ستشهد إقبالاً أكثر على الإمارات من أجل تصوير أعمال سينمائية مبهرة، لا سيما بعد أن حققت الأفلام التي صورت في دولتنا مردوداً كبيراً في شباك التذاكر، الأمر الذي يغري صناع السينما على التصوير هنا.

وأكدت أن لهذا الإقبال مردوداً اقتصادياً وفنياً كبيراً على الدولة، حيث تدعم هذه الأفلام اقتصاد الدولة، كما أنها تخلق حالة في المشهد الفني المحلي، لا سيما وأن هناك فنانين إماراتيين يشاركون في هذه الأفلام.

وقالت: تتميّز دولة الإمارات بموقعها الاستراتيجي الذي يربط بين الشرق والغرب جغرافياً وثقافياً، ما أكسبها سمعةً قوية كمركز رائد لصناعة السينما العالمية، منوهة بأن الإمارات نجحت في استقطاب إنتاجات فنية عالمية ضخمة.

وأرجعت الفهد هذه السمعة الجيدة إلى ما تمتلكه الدولة من إمكانات ومقومات عديدة بدايةً من البنية التحتية العالمية، مروراً بمواقع التصوير المختلفة، بالإضافة إلى برنامج الحوافز المقدم من لجنة أبوظبي للأفلام والذي يتضمن استرداداً نقدياً نسبته 30% من تكاليف الإنتاج التي يتم إنفاقها في الإمارة، الأمر الذي ساعد على أن تكون الإمارات وجهة جاذبة للإنتاجات الفنية من جميع أنحاء العالم.

حالة من الانبهار



وصف الفنان الأردني مهند بن هذيل، الذي شارك في عدد من الأفلام العالمية التي صورت على أرض الإمارات، الحالة التي وجد عليها صانعي هذه الأفلام، بالانبهار لما وجدوه من تسهيلات واستعدادات لوجستية تمهد الطريق أمام أي عمل فني ينشد العالمية والإبهار في كل شيء.

وأكد أن الإمارات باتت أولى الخيارات على أجندة منتجي أفلام هوليوود وبوليوود لا سيما مع حزمة التسهيلات والخصومات الكبيرة التي تقدمها، الأمر الذي جعلها دوماً الخيار المثالي للكثير من شركات الإنتاج العالمية.

ولفت إلى أنه شارك على أرض الإمارات في أكثر من عمل عالمي، منها فيلم SYRIANA، مع الممثل الأمريكي جورج كلوني، وMission Impossible 4 مع الفنان العالمي توم كروز، كما وفيلم الرعب «الجن» بتوقيع المخرج العالمي الراحل Tobe Hooper، ومع النجم جاكي شان في فيلم فانجارد.

ولفت إلى أن القاسم المشترك بين أبطال هذه الأعمال كان حالة الدهشة والانبهار بالخدمات المقدمة التي أدت إلى سلاسة عملية الإنتاج، فضلاً عن توافر «اللوكيشن» الذي يناسب كل أنواع الدراما سواء أكشن أو دراما أو حتى فانتازيا.

ولفت إلى أن تواجد هذه الأفلام على أرض الإمارات أتاح الفرصة لكثير من الممثلين والفنيين العرب الظهور من خلال أعمال عالمية، معتبراً توجه الإمارات إلى استقطاب أفلام عالمية من أجل التصوير على أرضها توجهاً ذكياً سيدعم الاقتصاد المحلي بصورة كبيرة، سواء عبر الفنادق أو أسعار الخدمات فضلاً عن الترويج السياحي الكبير الذي تقدمه هذه الأفلام للإمارات.

وأكد بن هذيل أن الإمارات أضافت الكثير لهذه الأفلام المرموقة وللسينما العالمية، وخاصة أن سمعتها سباقة، وتجهيزاتها شاملة، ومرافقها متطورة، وفكرها متسامح، الأمر الذي جعل منها بامتياز قبلة هوليوود وبوليوود.

وجهة مميزة



ترى الفنانة ميس حمدان، أن الإمارات بما تمتلكه من مقومات استطاعت أن تفرض نفسها على الخريطة السينمائية العالمية؛ لتفتح بذلك عين شركات الإنتاج على الدولة التي أصبحت برأيها ثالث سوق عالمية للسينما بعد هوليوود وبوليوود؛ لكي تستفيد من إمكاناتها، وتعدد مواقعها وتنوعها الثقافي والحضاري، وبنيتها التحتية المتطورة.

ولفتت إلى أنه ليس فقط الشركات العالمية التي وجدت غايتها هنا في الإمارات، بل كذلك شركات الإنتاج العربية سواء في الدراما أو السينما، حيث باتت الإمارات واحدة من أهم الوجهات المميزة لصناعة السينما والتلفزيون في المنطقة والعالم.

خدمات ميسرة



ترى الإعلامية السعودية لجين عمران، أن المنتجين العالميين هم من باتوا يبحثون عن فرصة لتصوير أعمالهم في الإمارات وليس العكس، نتيجة وجود أماكن جيدة بموقع استراتيجي وتسهيلات مقدمة وخدمات ميسرة، فضلاً عن أن الإمارات دولة تضم أكثر من 200 جنسية، الأمر الذي يوفر لهم العنصر البشري الذي يحتاجونه بكل سهولة.

وتابعت: تتمتع الإمارات بتنوع بيئي وثقافي وحضاري، الأمر الذي دفع صناع الأفلام من هوليوود وبوليوود والمنطقة العربية، إلى التسابق من أجل نيل فرصة التصوير هناك، حيث وجدوا غايتهم في دبي وأبوظبي وغيرهما من إمارات الدولة.