الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

فنانون: أول مرة احتفال باليوم الوطني ذكرى عصية على النسيان

فنانون: أول مرة احتفال باليوم الوطني ذكرى عصية على النسيان

«الإمارات زهرة في الأرض، نجمة في السماء، غيمة في الشتاء، عنوان الأمن، رمز الحب، رسالة السِلم، عنوان السعادة، ومصدر القوة والإلهام»، هكذا وصف فنانون الإمارات في يومها الوطني الخمسين، مؤكدين أنها أجمل وردة تنمو في الأرض، ومنوهين بأنه لا يوجد أجمل من نسيم الوطن.

واستدعى فنانون في حديثهم مع «الرؤية» ذكريات مشاركتهم للمرة الأولى في احتفالات اليوم الوطني، مؤكدين أن هذه المشاركة ما زالت محفورة في أذهانهم عصية على النسيان.

وأكدوا أنَّ الحركة الفنية في الإمارات شهدت تطورات كبيرة، بعد قيام الاتحاد، مشيرين إلى أنها وصلت إلى مرحلة جيدة وإن كانت أقل من المأمول.

تجديد الولاء



اعتبر الفنان بلال عبدالله، اليوم الوطني يوم تجديد الولاء وترسيخ البناء، والإشادة بالآباء والاعتزاز بالإنجازات، والتخطيط للمستقبل بما يضمن المزيد من التطور والرقي، مؤكداً أنه يوم تجديد العهد على الوفاء للشيوخ المؤسسين بالسير على منهجهم في الاتحاد القوي، والولاء الكامل للقيادة، والبناء المطرد، والتعاون البنَّاء مع القريب والبعيد على الحق والخير، والنظر إلى الغد الواعد بتفاؤل وأمل وبالعمل، لتظل دولة الإمارات عزيزة شامخة بعز وشموخ رئيس الدولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، وإخوانه الحكام، وولاة عهودهم الكرام.

وأكد عبدالله، أنَّ اليوم الوطني يوم مميز في حياة كل إماراتي، مشيراً إلى أنَّه ما زال يتذكر أول مشاركة له في احتفالات اليوم الوطني، حيث كانت لحظات جميلة، لا تزال ماثلة في وجدانه، حتى أصبحت ذكريات بأحرف من نور.

مواكبة التطور



وأكد الفنان بلال عبدالله أنَّ الحركة الفنية في الإمارات تطورت بشكل كبير، بعد قيام الاتحاد حتى الثمانينيات، وبعدها بدأت في مرحلة النزول نتيجة قلة الأعمال المحلية الإماراتية، ومن ثم أخذت ترتفع شيئاً فشيء لكنها لم تصل إلى المكانة المأمولة.

ودعا الفنانين الإماراتي القائمين على هذه الصناعة إلى ضرورة مواكبة التطور الذي شهدته الدولة واللحاق بركب خطط الدولة الواعدة للخمسين المقبلة، مؤكداً أننا إذا أردنا مواكبة التطورات الأخرى على جميع الأصعدة، فعلينا تطوير الدراما والسينما المحليتين، عبر دعم الدولة لهذه الأعمال، والعمل على زيادة الأعمال الدرامية والسينمائية، على أن تكون ذات جودة عالية حتى تنافس خليجياً وعربياً وعالمياً، وتصل إلى منصات التتويج، وهذا الشيء ليس بمستحيل، لكن نحتاج إلى دعم وثقة في الفن.

غياب الدعم



ولفت عبدالله إلى أن قطاع الفن في أمريكا والدول الأوروبية مساهم قوي في الاقتصاد الوطني لذلك نجد أنّ الفن قبل أن يكون ثقافة هو استثمار، مشيراً إلى أنه إذا أردنا أن يكون الفن الإماراتي داعماً بجزء كبير في الاقتصاد الوطني، فعلينا دعمه بشكل كبير؛ فرغم أنه تطور كثيراً إلا أنه لم يصل إلى الحد المأمول رغم أهميته في توثيق مجرى التطور الذي تشهده الدولة.

ووجه بلال رسالة إلى الشباب في الذكرى الخمسين لقيام دولة الإمارات، بالحفاظ على سمعة بلادهم والدفاع عنها بالكلمة الطيبة، وعدم نشر أي شيء يسيء لسمعتها على حسابات التواصل الاجتماعي، وعدم نشر أي مقاطع تقلل من قيمة هذا الشعب الطيب المتواضع.

ذكريات محفورة



يتذكر الفنان حبيب غلوم، جيداً يوم إعلان اتحاد الإمارات، حيث كان يبلغ من العمر 8 سنوات، مؤكداً أنه بعد هذا اليوم تزينت كتبهم وكراساتهم المدرسية بصور المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وعلم الإمارات.

وأكد غلوم حرصه على المشاركة في كل الاحتفالات الوطنية لا سيما يوم الوطن، سواء عبر المسيرات ومختلف الاحتفالات أو عبر الأعمال الفنية، مشيراً إلى أنه قدم أعمالاً كثيرة وأوبريتات وطنية كثيرة، منها أوبريت القائد والمسيرة مع وزارة التربية والتعليم، حيث لا تزال الجماهير تحب مشاهدته إلى اليوم؛ لأنه جمع بين روح التراث والعصر، حيث "قدمنا عملاً كبيراً ناجحاً بكل المقاييس".

تطورات كبيرة

وشدد حبيب غلوم على أن الحركة الفنية في الإمارات شهدت تطورات كبيرة منذ قيام الاتحاد وحتى الآن، فالبدايات تختلف عن وضعهم اليوم بعد 50 عاماً في كل المجالات سواء الفنية أو الاقتصادية، فقد سعى أبناء الإمارات بشكل جاد للمساهمة في تحقيق طموحات المغفور له بإذن الله الشيخ زايد وأعضاء مجلس الاتحاد، مشيراً إلى أنّهم اليوم يسابقون الزمن ليلحقوا بالمراكز الأولى المتقدمة على مستوى العالم في جميع المجالات.

وأوضح أن الإمارات قطعت شوطاً كبيراً في المجالات كافة، مؤكداً ثقته بأنه في الخمسين عاماً المقبلة ستتبوأ الإمارات المقدمة في المجالات كافة لأن حكومتهم لا تعرف المستحيل.

وأشار إلى أن إكسبو يؤكد ما وصلنا إلى من تقدم، والجميل أنه يصادف مرور خمسين عاماً على قيام الاتحاد، وهو معرض يدعو للفخر والاعتزاز.

إعادة تخطيط

وأكد الفنان الإماراتي حبيب غلوم أن الفن بعد 50 سنة سيتغير، حيث تتغير حياتنا، لكن من المهم أن نعي التحولات التي تطرأ على مجال الفن والإعلام، فهذا التسارع في وسائل الاتصال غير شكل الفن بشكلٍ عام وليس في الإمارات فقط، بل على مستوى العالم، فالتغير كان جذرياً، متوقعاً أن نرى في المستقبل تقنية تحول الجسد إلى شاشات نشاهد عبرها الميديا.

وتأسف غلوم على أن الفن الإماراتي ما زال غير مساهم بصورة حقيقية في الاقتصاد الوطني، رغم أن هناك تجارب أثبت فيها الفن قدرته على دعم الاقتصاد في أوروبا وأمريكا والهند، حيث تدر الفنون أموالاً جيدة للاقتصاد وتشجع على السياحة.

ويرى الفنان الإماراتي أننا بحاجة إلى إعادة التخطيط لتأسيس فن حقيقي يستطيع أن ينافس، وهو أمر يحتاج إلى ميزانيات كبيرة في البداية، لكن وللأسف يرى غلوم أن المؤسسات المعنية بالفنون، لم تؤسس جيداً لهذه المرحلة المتقدمة، حيث لم تصرف على الفن بشكل حقيقي حتى يعطي مردوداً جيداً ونستفيد منه اقتصادياً.

وأكد أنه لا توجد مؤسسة تصرف على الدراما والفن عامة بالطريقة التي تدفعه إلى تصدر المشهد ليس عربيا بل وعالمياً، متمنياً أن تظهر مؤسسة تعزز الثقة في فناني الوطن ليقدموا أعمالاً مميزة بجودة عالية، مشيراً إلى أن المتاح حالياً غير كافٍ لتقديم شيء إبداعي، متمنياً أن تتحول الدراما والسينما في الإمارات إلى صناعة تسهم بصورة كبيرة في الاقتصاد الوطني.

وتأسف على أن الإيمان بدور الفن والعاملين فيه في دعم الاقتصاد غير موجود، لذلك نجد أغلب الأعمال السينمائية مجرد محاولات فردية، لذلك خسرنا جميع المهرجانات التي كانت موجودة في السينما، ومنها مهرجان الخليج السينمائي، ومهرجان دبي السينمائي، ومهرجان أبوظبي السينمائي.

مهمة وطنية



رغم مرور 47 عاماً على مشاركته الأولى في احتفالات عيد الاتحاد، إلا أن الملحن الإماراتي إبراهيم جمعة، لم ينسَ ولو تفصيلة واحدة من هذه المشاركة التي ظلت محفورة في ذاكرته، واصفاً هذه المشاركة بالمهمة الوطنية والمسؤولية التي ألقيت على عاتقه. وأشار إلى أن هذه المشاركة كانت على مسرح الإعلام القديم في العاصمة أبوظبي 1974، بحضور المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، ووزير الدفاع السوري الراحل مصطفى طلاس مع الفرقة الموسيقية التابعة للإذاعة والتلفزيون بوزارة الإعلام والثقافة بقيادة الموسيقار الكبير عيد الفرج، الذي قدم ألحاناً لمطربي الإمارات.

ولفت جمعة إلى أنّ الأيام التحضيرية قبل العرض النهائي كانت ذكريات جميلة، حيث كان يوصل الليل بالنهار بين البروفات والفرقة الموسيقية، إلا أن فرحة المناسبة تملأ القلوب حماسة، فالكل يحاول تقديم أفضل ما عنده، مشيراً إلى أنّ الجميع نجح في مهمتهم، حيث خرج هذا الحفل في أبهى صوره، وبشكل يليق بهذه المناسبة المجيدة.

ونوه بأنه قدم مجموعة من الأغاني الوطنية من كلماته وألحانه، وكذلك ألحان الموسيقار عيد الفرج، وكان يكفي الجميع نظرة السعادة والابتسامة التي كانت تملأ وجه باني الدار خلال ساعات الاحتفال.