الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

هبة الشرفا.. صاحبة همة تتحول لمعلمة لمتلازمة داون

هبة الشرفا.. صاحبة همة تتحول لمعلمة لمتلازمة داون

هبة الشرفا تشريح لطلابها الدرس (الرؤية)

بحب ونقاء وبراءة وتعايش مع المجتمع وتغلب على التحديات التي تواجهها حلقت هبة الشرفا مساعد معلم متلازمة داون في جمعية الحق في الحياة في غزة إلى هدفها الذي حلمت به منذ صغرها لتصبح أول معلمة مصابة بمتلازمة داون تدرس لأقرانها من المصابين بالمرض.

شكلها المختلف عن باقي أفراد أسرتها وأطفال حيها لم يقف حائلاً أمام اندماجها داخل المجتمع لتكون أكبر مؤثر وملهم للأطفال ممن يعانون مرض متلازمة داون.

وفي حديثها لـ«الرؤية» تقول الشرفا: «اهتمام ورعاية والدتي منذ صغري بتنشيط حواسي وفكري جعلني كباقي الأطفال الأصحاء، ففي عمر الخمس سنوات سجلت في جمعية الحق بالحياة».

وتضيف: "بعد فترة من الزمن وبلوغي سن دخول المدرسة حاولت أمي كثيراً إدخالي المدرسة القريبة من بيتنا".





باستغلال ملكة الحفظ التي لديها وتميزها بالحفظ السريع للأرقام والحروف والنطق السليم لها دون غيرها ممن يعانون هذا المرض نقلتها والدتها إلى المدارس النظامية كباقي الأطفال العاديين، على الرغم من أنها قوبلت بالرفض في العديد من المدارس بحجة أنها لا تقبل أصحاب الهمم ممن تزيد أعمارهم على 8 سنوات.

محاولات متكررة وإصرار على النجاح، فدخول هبة مثل هذه المدارس هو أولى خطوات نجاحها بحسب رؤية والدتها التي نجحت أخيراً في إدخالها مدرسة أم القرى بغزة القريبة من منزلها، كانت حينها بعمر 10 سنوات.

وتبين هبة أن والدتها بذلت جهوداً كبيرةً في تعليمها الكتابة والقراءة لتتميز بجدارة في الصفوف الثلاثة الأولى بتقدير جيد جداً.

وتضيف "كنت أشارك في الإذاعات المدرسية وألقي القصائد، وكنت متفوقة في الرياضيات أجمع وأطرح حتى وصلت قدراتي التحدث بسلاسة مع الناس".

تراكم المواد الدراسية وزيادة صعوبتها جعلها تعود إلى جمعية الحق في الحياة بعمر الـ14، فكانت أشد قوة وفهماً فتجربة الدراسة في المدرسة أضافت لها الكثير، وزادت ثقة هبة بنفسها وبأدائها دون غيرها من مرضى متلازمة داون فاستكملت مشوارها في جمعية الحق في الحياة مع مدرساتها اللاتي كان لهن دور كبير في تعليمها وصقل موهبتها داخل الفصل.



بابتسامة رسمت على محياها قالت الشرفا: "كنت أقلد المعلمة وهي تشرح الدرس، واليوم الأولاد يقلدونني، كذلك كنت أساعد الطالبات اللاتي مستواهن ضعيف وأشرح لهن".

وتابعت: «لاحظت المعلمة تطور قدراتي واني بقدر أشرح الدرس لوحدي فصارت توقفني على السبورة اشرح للطلاب، ومن هنا انطلقت".

قربها من الطلاب وحبها لهم وحبهم لها إضافة إلى تميزها دفع إدارة مؤسسة الحق في الحياة إلى تعيينها كأول مساعد معلم من مصابي متلازمة داون لتصبح أول مؤثر لمن يعانون هذا المرض أو أي مرض آخر.

وتوضح هبة: "طلابي بالصف كلهم شاطرين ومبسوطة منهم؛ بحس إني أمهم الحنونة؛ بنقرأ الدرس سوا واللي ما بفهم أجلس بجانبه وأشرح له الدرس، والذي لا يعرف استخدام القلم يستخدم الطينة (الصلصال) ليمرّن يديه، وأقوم بتشجيعهم بالهدايا والبلالين".