الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

مسؤول في المحتوى العربي بنتفليكس: الاهتمام بمرحلة ما بعد الإنتاج سر نجاح المنصة

من مهرجان «الجونة»، إلى «القاهرة»، إلى «البحر الأحمر»، ينتقل كريم بطرس غالي، مدير قسم ما بعد الإنتاج للمحتوى الأصلي العربي بمنصة «نتفليكس». ينتهز غالي فرصة المهرجانات التي تقام في المدن العربية، حيث يحتشد عاملون في صناعة السينما المحلية والإقليمية خاصة من الشباب المشاركين في فعاليات المهرجان المختلفة: صناع أفلام مشاركة، أصحاب مشاريع أفلام متقدمة لمنح الدعم، طلبة ودارسوا السينما والحالمون بدخول المجال.

كلهم «شركاء» محتملون بالنسبة لكريم غالي ولمنصة «نتفليكس» التي تسعى لتطوير وتقوية وجودها العربي من خلال إنتاج أو المشاركة في إنتاج أو شراء حقوق عرض أفلام ومسلسلات طويلة وقصيرة من مختلف الأنواع.

حلم نتفليكس



تحت عنوان «دليل نتفليكس لما بعد الإنتاج»، شارك كريم غالي في المهرجانات العربية الأخيرة بمحاضرة دائماً ما تلقى أكبر اهتمام من جمهور المهرجان، خاصة الشباب.

ليس هناك سينمائي لا يحلم بأن يرى فيلمه يعرض على «نتفليكس»، وليس هناك مهتم بالسينما لا يرغب في التعرف على أسرار هذا النجاح الذي تحققه المنصة الأولى على مستوى العالم.

يكمن السر الأول، كما يؤكد كريم غالي في حواره مع «الرؤية»، في اهتمام المنصة بمرحلة ما بعد الإنتاج، بشكل لا يوجد له نظير في أي منصة أو محطة أو شركة إنتاج أخرى.



ويتابع: «تنفق المنصة على عمليات ما بعد الإنتاج المختلفة أموالاً ووقتاً وجهداً هائلاً، وهنا يكمن السر الثاني: نحن لسنا جهة عرض نكتفي بشراء الأعمال المنتهية، ولكننا شركاء».

ويضيف: «هذه الشراكة تعني ببساطة أن مسؤولين من «نتفليكس» سوف يشرفون على العمل بداية من الفكرة إلى السيناريو حتى آخر لمسة في المواد الدعائية الخاصة بالفيلم أو المسلسل».

ويزيد: "ربما تدخل نتفليكس متأخرة، بعد أن تنتهي من تصوير الفيلم بالفعل، ولكن غالباً سيكون للمسؤولين عن ما بعد الإنتاج رأي في النسخة التي قدمتها، وسوف يقترحون بعض الأفكار، ويعيدون مونتاج أو توليف editing الفيلم، أو على الأقل سيقومون بعمل بعض الإصلاحات على النسخة هنا أو هناك."

صورة خيالية



وعما إذا كانت هذه التدخلات فكرية، أو فنية فقط، يقول كريم غالي إن الأمر يتوقف على العمل نفسه والمرحلة التي يبدأ فيها اهتمام «نتفليكس» به. إذا كان العمل إنتاجاً أصلياً تماماً للمنصة، فالإشراف يكون بداية من الفكرة. أما بالنسبة لقسم «ما بعد الإنتاج» فالعمل دائماً ما يبدأ بعد انتهاء التصوير، حيث يتم بناء العمل في غرفة المونتاج، خاصة في الأفلام الوثائقية، وغالباً ما نبدأ العمل بعد أن يسلم «المونتير» نسخته المبدئية.

وحول إذا ما كان المخرج هو المسؤول الأول والأخير عن العمل، قال غالي: «هذه الصورة الخيالية التي يعتقد في وجودها بعض شباب السينمائيين لا وجود لها في الواقع إلا نادراً. فقط في بعض»أفلام المؤلف" film auteur وبعض الأماكن المؤمنة بنظرية المخرج المؤلف مثل فرنسا".

وعن المسؤول عن النسخة الأخيرة من الفيلم، أفاد غالي: «قبل نسخة المونتير أحياناً، حيث يمكن أن نقترح بعض أسماء الفنانين المتخصصين في عمليات ما بعد الإنتاج، بالاتفاق مع المخرج بالطبع، وبعد نسخة المونتير هناك نسخة المخرج شبه النهائية، ولكن عندئذ يبدأ عملنا الأساسي بمراجعة هذه النسخة وتسجيل الملاحظات إذا وجدت، ثم مناقشة هذه الملاحظات مع المخرج. ويتابع:»يعتقد البعض أن الملاحظات غالباً ما تتعلق بالمضمون، ولكن هذا شيء نادر جداً. الملاحظات غالباً ما تكون فنية، بداية من مراجعة «الراكورات» أي تتابع المشاهد واللقطات من دون أخطاء في انتقالات اللقطات أو وضع الممثلين والأدوات والملابس، وصولاً إلى مراجعة كل لقطة تحسباً لوجود أخطاء من نوعية ظهور أحد العاملين في الخلفية، أو نسيان إحدى أدوات تصوير الفيلم على الأرض، وصولاً إلى درجة دقة وضوح اللقطة resolution وألوانها".

بدون أسرار



ربما يستغرق التصوير أسبوعين، ولكن ما بعد الإنتاج قد يستمر لعدة أشهر بعدها، وأحياناً يستغرق عاماً أو أكثر، كما يقول كريم غالي، ويبين أن كل عمل له ظروفه وجدوله الخاص.

ويرى كريم غالي أن ما يميز «نتفليكس» هو عدم وجود أسرار تحتفظ بها، ولكنها حريصة على توفير المعلومات والدروس لكل من يرغب في التعاون معها، ومعظم هذه المعلومات متاحة على الموقع المخصص لقسم ما بعد الانتاج، لمن يريد.

وأشار إلى أن المحاضرات التي يقدمها تهدف بالمثل لتوعية صناع الأفلام وتنبيههم لبعض الأخطاء وأوجه القصور التي يمكن أن يراعوها بداية من الكتابة وبالأخص أثناء التصوير، حتى يصل عملهم إلى مرحلة ما بعد الإنتاج شبه مكتمل.