الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«السجادة البنفسجية» في القمة الخليجية.. رمزية تتماهى مع لون صحاري المملكة

«السجادة البنفسجية» في القمة الخليجية.. رمزية تتماهى مع لون صحاري المملكة

السعودية تفرش السجادة البنفسجية لمحمد بن راشد لدى وصوله إلى الرياض لترؤس وفد الإمارات في قمة مجلس التعاون الخليجي.

أطلت السجادة البنفسجية للمرة الأولى خلال انعقاد قمة خليجية بالرياض، خلافاً للبروتوكولات المتبعة، في وضع السجادة الحمراء في الاستقبالات الرسمية.

ويرجع اختيار «البنفسجي» لوناً للسجاد في الاستقبالات الرسمية في السعودية إلى أنه يتماشى مع لون صحاري المملكة وهِضابها في فصل الربيع عندما تتزيّن بلون زهرة الخزامى، ونباتات أخرى مثل العيهلان والريحان، التي تُشكّل في مجموعها غطاءً طبيعياً بلون بنفسجي.

وبدأ تغيير لون السجادة الرسمية من الأحمر إلى البنفسجي قبل عدة أشهر مع الذكرى الخامسة لرؤية 2030.

ويتميز سجاد المراسم البنفسجي بوجود عنصر ثقافي سعودي آخر يتمثّل في فن حياكة السدو التقليدي الذي يُزيّن أطراف السجاد الجديد، ليُضفي بُعداً ثقافياً إضافياً كونه من الحِرف الشعبية الأصيلة في المملكة، والمُسجّل رسمياً في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونسكو.

وتمتد النقوش المميزة للسدو على جانبي السجاد، لتمنح هذا الفن الوطني العريق مساحة جديدة تضاف لاستخداماته المتعددة في حياة السعوديين، فيما جاءت مبادرة تغيير «سجاد مراسم الاستقبال» بتعاون مشترك بين وزارة الثقافة والمراسم الملكية، وهي امتداد لمبادرات وطنية عديدة تحتفي بالعناصر الثقافية السعودية الأصيلة، وتُبرز الهوية الوطنية.

تجدد ونمو

ويحمل تغيير لون سجاد مراسم الاستقبال، عدداً من الرسائل التي تؤكد أن هناك حالةَ من التجدد والنمو والنهضة التي تعيشها البلاد في ظل رؤية 2030، حيث طال هذا التجدد كل مناحي الحياة، ورسخ الاعتزاز المتنامي بجذور التاريخ والهوية والحضارة.

كما يحتفي تغيير اللون بمدلولات الثقافة التي تتجسّد في الأرض والإنسان والزمن، ويحضر فيها اللون البنفسجي بوصفه جزءاً مهماً ينعكس بوضوح في الامتداد الطبيعي لأرض المملكة، مُعبّراً عن كرمها وعطائها المتدفق منذ الأزل.

يذكر أن تاريخ السجادة الحمراء يعود إلى ثلاثية أوريست التي كتبها إسخيلوس قبل نحو 2500 سنة، حيث تحدثت فيها كليتيمنيسترا زوجة أجاممنون عن وجود أرضية مطرزة باللون الأحمر امتدت على مسار زوجها الملك.

إلا أن بعض المصادر ترى أن البابليون هم أول من استعمل السجاد الأحمر في المناسبات في القرن الخامس قبل الميلاد أي قبل مقتل الملك أجاممنون وقد استخدموها للملك نفسه خلال استقباله باعتباره ملكاً للإغريق.

أما في العصر الحديث، فقد فرشت السجادة الحمراء ترحيباً بالرئيس الأمريكي جيمس مونور خامس رؤساء الولايات المتحدة في إحدى زياراته الداخلية في عام 1821 أي قبل نحو 200 عام.

كما استخدمت هوليوود السجاد الأحمر عام 1922 للترحيب بالممثلين المميزين في حفلات جوائز الأوسكار، وأصبح السجاد موضة تستخدم للترحيب بالرؤساء والشخصيات المرموقة إلى أن أضحت السجادة الحمراء علامة الاستقبال حتى في الفنادق والمواقع الفخمة وعلامة عالمية يتم استخدامها في كل الاستقبالات الكبيرة والمهمة.