الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

بريد معلم يستقبل 180 ألف دولار من متخرج مجهول

تلقى البريد الخاص برئيس قسم الفيزياء في كلية سيتي التابعة لجامعة نيويورك طرداً يحمل هدية غير متوقعة على الإطلاق، تسببت في حالة من الإرباك والذهول بين أعضاء هيئة التدريس.

وذكرت كلية "CCNY" أن الطرد الموجه لمكتب الأستاذ فينود مينون من متخرج مجهول، بقي على طاولته لنحو عام مع توقفه عن الحضور للكلية عقب تطبيق تدابير التعليم عن بُعد تماشياً مع التوجيهات الصحية المتعلقة بجائحة كورونا.

وعند حضوره في بداية ديسمبر الجاري اعتقد مينون أن الطرد يحتوي على هدايا تذكارية من أحد الطلاب، لكن المفاجأة كانت في انتظاره عندما وجد الصندوق الورقي محملاً بالأوراق النقدية فئة 50 و100 دولار بإجمالي 180 ألف دولار، يوصي صاحبها باستخدامها في مساعدة الطلاب وتعزيز فرصهم التعليمية.

وقال الأستاذ لشبكة «سي إن إن» إن الطرد احتوى على رسالة بلا توقيع توضح أن المتبرع بالمبلغ تخرج من الكلية منذ فترة طويلة في تخصص الفيزياء والرياضيات، وحصل منها على درجة الماجستير في الفيزياء ونال الدكتوراه في الفيزياء وعلم الفلك.

وجاء في الرسالة «أعرف أن الفضول قد ينتابك لمعرفة من أنا ولماذا أفعل هذا، لكن ما أريد توضيحه هو أن السبب واضح، وهو الفرصة التعليمية الممتازة التي حصلت عليها تحت إشرافكم، وهي التي زودتني بالأساس اللازم لمواصلة التطوير».

تم إرسال الطرد بكلفة 90 دولاراً من مدينة بيساكولا في ولاية فلوريدا، ووصل إلى بريد كلية سيتي في نيويورك في 12 نوفمبر 2020، أي بعد فترة من تحول الكلية لنظام التعليم عن بُعد في مارس من العام الماضي.

وقال مينون إنه واصل حضوره للمختبر العلمي خلال الفترة الماضية لكن لم يكن هناك ما يدعوه للحضور للمكتب المجاور لقاعات الدراسة في مبنى كلية العلوم.

وأوضح الأستاذ: «لقد كانت رؤية هذا القدر من الأموال بمثابة صدمة بالنسبة لي، لم أر مثل هذا الكم النقدي من الأموال في حياتي إلا في الأفلام، لذا لم أعرف كيف أتصرف في البداية».

وأضاف أن قراءة الرسالة جعلته يشعر بالفخر بانتمائه للكلية لما نجحت في إحداثه من فرق في حياة صاحب الرسالة وآخرين.

وطلبت الرسالة استخدام الأموال لمساعدة الطلاب في دراستهم وتوفير الدعم المالي الذي يحتاجون إليه لمواصلة التخصص في علوم الفيزياء.

وقبل التحقق من مصدر الأموال للتأكد من عدم ارتباطها بعائدات غير شرعية أو إجرامية، كان على المسؤولين في الكلية التواصل مع الشرطة وخدمة البريد ومكتب التحقيقات الفيدرالية ووزارة الخزانة.

ولم تتمكن التحقيقات من الوصول لصاحب الرسالة، لكن الكلية حصلت على التأكيد اللازم حول نظافة الأموال من أي شبهة، ليصوت مجلس الكلية بالإجماع في 13 ديسمبر الجاري على قبول الهدية وصرفها على تقديم منحتين دراسيتين للطلاب في كل عام.