أكدت وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، أن جميع منتجات عسل النحل المتداولة في الأسواق خاضعة لنظام إلزامي يعد الأول من نوعه خليجياً، وهو النظام الإماراتي لمنتجات عسل النحل رقم 49 لسنة 2016.
ويمنع النظام الإماراتي الذي دخل حيز التنفيذ الإلزامي أوائل عام 2020، تداول أي منتجات غير حاصلة على شهادة مطابقة من الوزارة، حيث يضمن للمستهلكين جودة المنتجات، كما يدعم مبيعات التاجر الجيد في الأسواق.
وأفادت «الرؤية» إدارة الرقابة التنظيمية في قطاع المطابقة بالوزارة، بأنه خلال العام الماضي، وبالتنسيق مع كافة الجهات الحكومية المحلية في إمارات الدولة، جرى تنفيذ 9 حملات تفتيشية على منتجات العسل خلال عام 2021، والتي أظهرت مطابقة نسبة 94% من منتجات العسل في الأسواق للمواصفات القياسية الإماراتية.
ولفتت إلى أن النظام يضمن التأكد من مصدر العسل، والتحقق من وجود أي مواد إضافية مثل السكر وغيره.
وأوضحت الوزارة أن منتجات عسل النحل المتداولة في الأسواق سواء كانت ذات منشأ محلي، أو مستوردة من الخارج، تخضع للنظام الذي تم تطويره لمنع أي تلاعب بمكونات العسل.
ولفتت الوزارة إلى أن النظام جرى تطويره بالتنسيق مع جمعية النحالين في الدولة التي تضم أكثر من 100 عضو، لضمان مواءمة وامتثال العاملين في هذا القطاع، كما تم تنظيم عدد من الورش التوعوية للنحالين من أعضاء الجمعية قبل التطبيق.
من جانب آخر، كشف نحالون أن عسل السدر العصيمي الجبلي و"السمر VIP" من أكثر أنواع العسل جودة على المستوى المحلي، ويشهدان إقبالاً لافتاً من الزبائن.
وقال نحالون لـ«الرؤية»، إن متوسط أسعار العسل في الإمارات يراوح بين 100 و6 آلاف درهم، فيما يشير بعضهم إلى أن هناك أنواعاً نادرة من العسل تباع بنحو 30 و40 ألف درهم للكيلو.
وتشير الإحصائيات التي أجريت محلياً إلى أن متوسط استهلاك الفرد من العسل سنوياً في الإمارات يبلغ نحو 0.5 كغم، بينما يصل إجمالي إنتاج العسل بالإمارات إلى نحو 800 طن سنوياً، بينما تقدر حجم واردات العسل بالإمارات بـ126 مليون درهم.
وعن طرق الكشف عن جودة العسل، حدد نحالون مجموعة من الطرق للتأكد من سلامة وجودة العسل، أبرزها سماكة العسل، ونقاوته، وعدم وجود أي مذاق أو رائحة خارجة عن المألوف فيه، فضلاً عن التأكد من مصدره وإن كان مصدره من المناحل البرية أو من المزارع.
واعتبر النحال محمد المليكي، العسل اليمني من أجود أنواع العسل على المستوى العالمي، منوهاً بأنه عادة ما يأتي من مرتفعات الجبال أو من الوديان، وعندما يتم جمعه في مواسمه يتميز بجودته العالمية ومذاقه الرائع.
وأضاف: «يعتبر عسل السدر الجبلي مقوياً عاماً للجسد، وللتأكد من جودته العسل، يجب أولاً شراؤه من الأسواق المعتمدة، والتأكد من المواصفات المذكورة على العبوات من الخارج، كما يجب على البائعين استيراده من النحالين المعتمدين، والحاصلين على علامات الجودة».
فوائد عديدة
أوصى النحال جمال عبدالناصر، الزبائن بضرورة شراء أنواع العسل المعروفة بجودتها عبر التاريخ، فعلى سبيل المثال، يعتبر عسل السدر والسمر من أكثر الأنواع المعروفة والمتداولة على المستوى المحلي والعربي، وذلك نظراً لفوائدهما العديدة.
وأشار إلى أن «السدر» يسهم في تقوية جهاز المناعة وتنشيط الذاكرة والدورة الدموية، بينما يعتبر «السمر» مفيداً لعلاج الأمراض الباطنية ومشاكل الرئة ويتناسب مع مرضى السكري.
خلطات العسل
لفت النحال جمال عبدالناصر إلى أن ألوان العسل تعتمد على غذاء النحل ومصدر الزهور التي تربى عليها، منوهاً بأفضلية اقتناء العسل البري على عسل المناحل، حيث يعرف العسل البري بجودته العالية وسعره المرتفع مقارنة بعسل المناحل.
وتابع: «ومن جانب آخر، لا يعتبر خلط العسل بالزنجبيل أو بحبة البركة أو بالمواد الطبيعية الأخرى غشاً، بل يعتمد على طلب الزبون، فالبعض يطلب خلطات العسل مع الجينسينغ وحبوب اللقاح وطلع النخل والبروبوليس والأعشاب الطبيعية».
فوائد صحية
وأكد مشترون ممن يفضلون خلطات العسل، أن الكثير منها مفيد للصحة ويعالج مشاكل التنفس، ومن بينهم المتسوق علي العفاري، الذي لفت إلى أن خلطات العسل تحمل العديد من الفوائد الصحية سواءً للإنسان أو الحيوان، مؤكداً حرصه على شراء العسل المخلوط بالمواد الطبيعية لتغذية وتنشيط الهجن قبل السباقات.
وشدد على حرصه على تناول العسل على الإفطار أو لتقديمه كعلاج لكبار العمر، فيما يفضل عادة شراء عسل السمر والذي يعتبر من أشهر الأنواع والأكثر طلباً على المستوى المحلي.
أسعار متفاوتة
ذكر النحال الشاب رضوان محمد أن عسل «العصيمي» يعتبر من أغلى أنواع العسل على المستوى المحلي والعالمي، كما يعتبر من أجود أنواع الذهب السائل، ومن بين الأنواع الأخرى المشهورة على المستوى المحلي عسل السدر والسمر، ولكل منهما استخداماته، إذ يميل الكثيرون إلى استخدامه لعلاج أمراض الدم أو المعدة أو لعلاج مشاكل القولون ولتنشيط الجهاز المناعي ومحاربة بعض أنواع أمراض السرطان.
ولفت إلى أن سعر كيلو العسل ذا الجودة العالية تراوح بين ألف و40 ألف درهم. فعلى سبيل المثال، يعتبر كيلو عسل السدر الجبلي الحر أحد أغلى أنواع العسل، كما يعرف بفوائده للدم والمناعة ويعتبر بمثابة صيدلية متكاملة.
وتابع: «ولكن عادة ما تحدد أسعار بعض أنواع العسل على مدى تواجده وانتشاره أو ندرته، مثل عسل السدر الجبلي «البغية» الذي لا يتواجد منه غير 6 غالونات في المحل الواحد وتراوح أسعاره بين 3 و4 آلاف درهم للكيلو الواحد».
ونوه رضوان بأن الإقبال يتزايد أيضاً على عسل السمر الذي تبدو حلاوته طبيعية بنسبة 100% ومعدل السكر فيه ضئيل جداً مقارنة بالأنواع الأخرى، كما يتمتع بالعديد من الفوائد الصحية، مشيراً إلى أن تلك الفوائد تتزايد في «السمر الحولي».
تفوق عربي
لفت البائع برهان شعبان إلى أن العسل المتاح للبيع في الإمارات يتفاوت في الأنواع والأسعار ولكل منها فوائده الصحية، ومن أشهر أنواع العسل المحلي، السدر الجبلي، عسل السدر والعصيمي وعسل زهور الربيع والسمر والعسل الممزوج بالشمع.
أما الأسعار فتبنى بحسب شعبان على جودة العسل، حيث تعتمد على إن كان مورد العسل جبلياً أو الأودية أو المراعي، وتراوح عادة بين 200 و2000 درهم.
وأشار البائع إلى أن الشعوب العربية تعتبر الأكثر استهلاكاً للعسل مقارنة بالأجانب على المستوى المحلي، ولكن يظل هناك إقبال كبير على شراء العسل على مدار العام على المستوى المحلي وخاصة في فصل الشتاء.
وقال: «إن أفضل طريقة للتأكد من جودة العسل هو تناوله وتجربته على مدى 3 أيام ودراسة التغيرات الجسدية والصحية ومدى الشعور بالطاقة والنشاط، كما يفضل شراء العسل في موسمه».
وتابع: «يبدأ موسم عسل السدر بين شهري أكتوبر وديسمبر من كل عام، بينما يبدأ موسم السمر من شهر يونيو، وفي المواسم يكون طعم ولون العسل مختلفاً وأعلى جودة».
جهود رقابية
اتخذت العديد من الجهات الرقابية إجراءات للتأكد من سلامة العسل في الأسواق المحلية، فعلى سبيل المثال، حددت هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس «مواصفات» في دبي قبل عامين، 8 لوائح فنية ومواصفات قياسية ضمن «النظام الإماراتي للرقابة على منتجات عسل النحل» للحفاظ على سلامة المستهلكين.
وتشمل المواصفات والاشتراطات لعسل النحل: مواصفة المواد المضافة، بطاقة المواد الغذائية المعبأة، البيانات التغذوية على البطاقة، المواد المضافة المسموح باستخدامها في المواد الغذائية، الادعاءات الصحية والتغذوية وظروف استخدامها، الحدود القصوى لمتبقيات المبيدات في المنتجات الزراعية والغذائية، البيانات الإيضاحية على قائمة وجبات المنشآت الغذائية، البيانات التغذوية على البطاقة.
وبدأ أخيراً سريان تطبيق مواصفة البيانات التغذوية على بطاقة منتجات العسل وغيرها من المنتجات اختيارياً في الوقت الحالي، والتي يتم بموجبها اعتماد ألوان إشارات المرور (الأحمر والأصفر والأخضر) ليتم عرضها على عبوات الأطعمة المصنعة للبيع في الإمارات.
745 عينة
فيما أنجز مجلس أبوظبي للجودة والمطابقة، مُمثلاً في مختبر الفحص المركزي، 4 آلاف و516 فحصاً لمنتجات العسل لأكثر من 745 عينة على مدى العام الماضي، وذلك باستخدام أحدث الأجهزة التي تمكن الجهات المعنية والتجار من التأكد من جودة العسل المعد للبيع في الأسواق ولضمان سلامة المنتجات المعروضة ومنع عمليات الغش التجاري.
في حين يستعين قسم الأغذية والبيئة في مختبر دبي المركزي، بأجهزة عالية الدقة للتأكد من جودة العسل وانتاجات النحالين بالإمارات، وفي مهرجان حتا، يتم تقديم خدمة فحص عيّنات العسل مجاناً للزوار، والتي تتضمن قياس الحموضة والرطوبة والسكريات والتأكد من جودة العسل.
تواصل مباشر
من جانب آخر، أعلنت إدارة الصحة العامة في دائرة بلدية رأس الخيمة، عن إجراء فحوصات على عينات من العسل الطبيعي في المختبرات الخاصة بها، وكشفت تلك الفحوصات التي أجريت في النصف الأول من العام الماضي عن وجود نحو 50% من العينات البالغ عددها 145 عينة مطابقة للمواصفات القياسية الإماراتية.
وبحسب ما صرحت به الإدارة في وقت سابق، فإن العسل يجب أن يخلو من أي مادة أو نكهة، وأن يخلو من أي علامات التخمر والفوران، كما لا يسمح بتعديل الحموضة الطبيعية للعسل صناعياً أو باستخدام المعالجات الكيميائية للتأثير على بلورات العسل.
وأكدت الإدارة إلى أنها اتخذت إجراءات مباشرة بالتواصل مع الموردين والموزعين ومنافذ البيع لوقف توزيع المنتج بصورة فورية.