الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

استشارية نفسية وأسرية: السوشيال ميديا تقدم أفكاراً استهلاكية عن المرأة

يحتفل العالم اليوم بـ«اليوم العالمي للمرأة» وذلك في 8 مارس من كل عام، كنوع من تقديم الدعم والتشجيع للنساء في كل أنحاء العالم، وتقديراً لجهودهن المتميزة في جميع المجالات المختلفة، والتأكيد على دورهن المهم والأساسي بالمجتمع.

ولكي تصبح النساء أكثر قوة وقيادة في المجتمع، حاورت «الرؤية» د. شيرين شوقي استشاري الإرشاد النفسي والأسري والحاصلة على دكتوراه علم النفس الإكلينيكي، حول مجموعة من الأمور التي تتعلق بدور المرأة بالمجتمع وكيفية التغلب على الضغوطات التي تواجهها، والحفاظ على صحتها النفسية.

التربية الأساس



أوضحت د. شيرين أن تربية الفتيات يجب أن تكون مبنية في المقام الأول على المسؤولية، من أجل خلق مجتمع به نساء رائدات ناجحات، ونفس الأمر ينطبق على الأولاد الذكور، مشيرة إلى أن فكرة مساعدة الطفل على تحمل مسؤولية تصرفاته وسلوكياته، يخلق أشخاصاً قياديين وناجحين في المجتمع.

وأضافت أنه مع الأسف قد يتصرف الآباء دون وعي مع الأطفال بطرق خاطئة، تتسبب في النهاية في وجود أطفال عديمي المسؤولية.

وأشارت د. شيرين إلى أنه يندرج تحت المسؤولية الكثير من الصفات الحميدة الأخرى التي تخلق لنا في النهاية فتيات رائدات بالمجتمع، مثل الثقة بالنفس، والصدق والأمانة، وتعتبر هي الأساس بالشخصيات القيادية.

مواجهة الضغوطات



وأكدت د. شيرين أنه مع الأسف تتعرض الفتيات لمشاكل عديدة بسبب انعدام الثقة بالنفس، يكون سببها في الأساس هو عدم الاحتواء للطفل، وتربيته على تقبل شكله، ما يخلق مشاكل كبيرة بالمستقبل.

وأضافت: يعتبر البيت والمدرسة دائرة الأمان الأولى بالنسبة للطفل، ولكي يصبح لدينا أشخاص قادرون على مواجهة الضغوطات النفسية التي يتعرضون لها بسبب أمور تتعلق بالشكل أو أي أمور أخرى، لا بد من تعليم الطفل من البداية على احترام ذاته، وحب نفسه.

صورة استهلاكية



وبالحديث عن دور السوشيال ميديا في المجتمع، أشارت استشاري الإرشاد النفسي، إلى أن العالم الافتراضي يلعب دوراً لا يمكن الاستهانة به، خاصة أنه خلق صورة من الممكن القول عنها إنها «استهلاكية» تعتمد على المظهر الخارجي في المقام الأول، مثل عمليات التجميل، وارتداء الأزياء الفاخرة، وغيرها.

وتابعت: قد يتسبب ذلك في فقد الأشخاص ثقتهم بأنفسهم، بسبب رغبتهم في القيام بمثل هذه الأمور أيضاً مثلما يشاهدون الآخرين على مواقع التواصل.

وتطرقت د. شيرين إلى فكرة استخدام الفلاتر التي تجعل الأشخاص يظهرون بغير شكلهم الحقيقية، وبالتالي خلقت نوعاً من عدم الرضا عن الشكل الحقيقي للشخص بالمجتمع، ما جعل السيدات بشكل خاص معرضات لضغط مستمر من أجل الرغبة بالظهور بأجمل شكل أو "الشكل المثالي".

وأشارت د. شيرين إلى أنه كلما فهمنا هذا الدور الذي تلعبه السوشيال ميديا في حياتنا بطريقة واعية؛ أصبح من الممكن السيطرة على تلك الأفكار الاستهلاكية التي يتم ترويجها لنا.

دائرة الراحة



النساء بمختلف مراحل الحياة عادة ما يمررن بالكثير من الإحباطات أو المشاكل، نتيجة فقدان وظيفة، أو انتهاء زواج، أو غيرها، وفي هذا الصدد أوضحت د. شيرين أنه من أجل النهوض وإعادة المحاولة من جديد والنجاح في الحياة، والحفاظ على الصحة النفسية، عادة ما يمر الشخص بعدة مراحل، تكون أولها الصدمة نتيجة ما حدث، ثم مرحلة إنكار، ثم مرحلة غضب قوية، ثم مرحلة يحدث فيها محاولة للمساومة والتي تعني الرغبة في محاولة للرجوع للوضع القديم، ثم يأتيها مرحلة الإحباط والاكتئاب.

وأشارت إلى أن أسوأ ما يحدث في مثل هذه الأمور أن الشخص يكون تعود على فكرة المكوث بما يعرف بـ«دائرة الراحة» أي صعوبة التخلي عن أمر تعود عليه، حتى وإن كان هذا الأمر لم يعد مناسباً للشخص الآن.

ولهذا طمأنت النساء بأنه من الطبيعي أن تمر المرأة بهذه المراحل عند التعرض لأي من تلك المشاكل، ولكن الأهم هو عدم المكوث لفترة طويلة بدائرة الراحة، وأن تمنح المرأة لنفسها بعض الوقت لكي تتعافى من جديد، وأن تثق بقدراتها في التغيير، والنهوض بحياتها، والنظر لنقاط قوتها، علاوة على أن تحيط نفسها بأشخاص إيجابيين، والبدء في القيام بأنشطة مختلفة لتكتشف نفسها من جديد.