الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«متحف التاريخ الطبيعي» بأبوظبي يرتحل بزواره إلى ما قبل 13.8 مليار سنة

افتتح معرض متحف التاريخ الطبيعي الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي أبوابه للزوار بالأمس «الأربعاء» في «بيركلي للموسيقى» بجزيرة السعديات، ليُسلّط الضوء على أبرز المقتنيات النادرة التي ستتواجد في متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي عند افتتاحه في غضون الأعوام الأربعة المقبلة.

ويتيح المعرض الذي سيستمر حتى 12 مايو المقبل، للزوار فرصة استكشاف رحلة عبر الزمن تمتد إلى ما قبل 13.8 مليار سنة من التاريخ من خلال 12 قطعة أثرية نادرة بالعالم، ومنها هيكل «ستان»، التيرانوصور الشهير (أي الديناصور ذو الأقدام الطويلة) الذي عاش قبل 67 مليون عام، والذي يقدر سعره بـ31.8 مليون دولار (أي نحو 116.8 مليون درهم)، بناءً على السعر الذي بيع به في أحد مزادات «دار مزادات كريستيز» بأمريكا في أكتوبر 2020.



النيزك القمري

ويستمتع زوار المعرض بمشاهدة النيزك القمري المكتشف في شمال غرب أفريقيا ونيزك «مورشيسون» الذي يمتد عمره إلى 7 مليارات سنة، والكثير من المقتنيات الطبيعية التاريخية للمتحف والتي تم اكتشاف بعضها في أبوظبي، مثل بقايا سمكة المنشار ذات المشط الطويل التي اكتشفت في أبوظبي عام 1851 والمهددة بالانقراض في العالم.

كما يكشف المعرض عن جماجم وجدت بالإمارات بما فيها جمجمة الـ«أطوم» التي وجدة في جزيرة مروح، وجمجمة غزال الرمل العربي «غزال الريم» الذي استوطن الصحاري العربية ولكنه يعيش حالياً في مجموعات صغيرة معزولة بالبرية في الإمارات وعدد من الدول الأخرى.

ويظهر المعرض التنوع البيولوجي للحياة في أبوظبي في فترة تمتد إلى 7 ملايين سنة، إذ يستعرض نموذج مصغر لبقايا الفيل البدائي المنقرض ذو الأربعة أنياب



عالم الطبيعة

وأفاد «الرؤية» رئيس الآثار في دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، دكتور مارك بيتش بأن «متحف التاريخ الطبيعي الذي سيفتتح في أبوظبي عام 2025 سيلقي الضوء على عالم الطبيعة، وسيمنح الجميع المساحة المتخصصة لفهم العالم، كما سيوفر وسائل المساعدة لإعادة الاتصال بعالم الطبيعة وصونه وحمايته من التحديات التي تواجه الكوكب اليوم وإيجاد الحلول لها».

وأوضح «أن المتحف يروي قصة تاريخ الكون والحياة على الأرض، وسيمنح الزوار الفرصة للاطّلاع بأسلوب متفرد على العلوم الطبيعية عبر فهم الثروة التاريخية المحفوظة في جوف العالم العربي، كما يحتوي على العديد من القطاع الأثرية التي وجدت على أرض الإمارات والمنطقة العربية».



ونوه بأن تصميم المتحف سيحاكي قمم المرتفعات والتكوينات الصخرية الطبيعية التي تكسوها الخضرة، وهو مستوحى من فكرة القوى التكتونية التي تتصدع وتنطوي لتنبثق من حركتها الجبال.

وأشار إلى أن المتحف سيكون مركزاً عالمياً لبحوث العلوم الطبيعية، والتعليم، ومنصة لمشاركة الجمهور، حيث تُعرض فيه ظواهر الطبيعة التي تكونت على كوكب الأرض وفي منطقة شبه الجزيرة العربية، كما سيتكون من عدة أقسام تعبر عن «النظام الشمسي» الذي تكون 4.6 مليار سنة.

وتابع «إن المتحف سيشمل على قسم (البدايات الأولى للحياة)، و(الحياة القديمة)، و(الحياة في شبه جزيرة العرب قبل سبع ملايين سنة)، وقسم (تتبع آثار الماضي وحفظها) والذي سيتضمن سلسلة من آثار الأقدام الضخمة الأحفورية المتحجرة في المنطقة الصحراوية في أبوظبي، والتي تتمتع بممراتها الأحفورية التي بدت كممرات ضخمة لأفيال بدائية منقرضة ذات نابين أو 4 أنياب، وجدت منذ 7 ملايين سنة وامتدت لمسافة 270 متراً تقريباً، واكتشفت معظمها في جزيرة الشويهات والرويس.»



مركز الاستكشاف

ومن جانب آخر، سيسلط المتحف الضوء على الحياة الطبيعية في دولة الإمارات خلال الوقت الحالي، وكذلك على احتياجات كوكب الأرض، من خلال عرضه المشوق لظواهر العالم الطبيعي، إذ سيصبح متحف التاريخ الطبيعي في أبوظبي مركزاً عالمياً للاستكشاف، والبحث، ونشر المعرفة، ومنصة لمشاركة الجمهور كافة.

ومن جهة أخرى، سيُطبق بروتوكول المرور الأخضر على زوار المعرض خلال فترة انعقاده، علماً أن المعرض يستقبل الزوار مجاناً من الساعة 10 صباحاً حتى الساعة 11 مساءً يومياً.